تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إمامة امرأة .. !!.

د. لطف الله خوجة 4/ 3/1426

13/ 04/2005

في الشهر الفائت: حدث أمر غير مسبوق في تاريخ المسلمين. فقد أقدمت امرأة مسلمة تعيش في الولايات المتحدة الأمريكية على: الإمامة والخطبة لصلاة الجمعة. وقد رفضت المساجد كلها هذا الحدث واستنكرته بشدة، فاضطرت لإقامتها في كنيسة، تحت حماية مشددة، ولم تكن هذه السابقة لوحدها، بل انضاف إليها: صلاة الرجال والنساء جميعا، في صف واحد. كما زيد على ذلك: أن بعضهن صلين كاشفات الشعر، من غير جلباب يستر البدن، بل بملابس يصف العورة ويجسمها .. !!.

فهذا الحدث انطوى على خمس بدع هي:

- الأولى: إمامة المرأة الرجال في الصلاة.

- الثانية: خطبتها الجمعة.

- الثالثة: إقامة الجمعة: صلاة، وخطبة في كنيسة.

- الرابعة: صلاة الرجال والنساء جميعا، في صف واحد.

- الخامسة: صلاة بعض النساء كاشفات الشعر، من غير جلباب.

كل واحدة من هذه الخمسة لم تعرف في تاريخ الأمة، ولم يدل عليها دليل، ولو بالإشارة، فكيف بها مجتمعة .. ؟!!.

...

هذه الخطوة المحدثة نالت استحسان جهات غير إسلامية. يدل عليه: إقامتها في كنيسة، مع توفير الحماية. وأما المسلمون فقد استنكروها، واستهجنوها، ورفضوها، وحرمها العلماء، وحكموا ببطلان الصلاة والجمعة، ومنعوا المرأة من الإمامة والخطبة، إلا شذاذا، تعلقوا برأي منفرد سابق .. !!، وهذا ديدن بعض الناس، يكفيه لتجويز شيء يهواه: أن يبحث عن قائل به متقدم. كي يتخذه ذريعة لاستحسان القول ونشره، دون اعتبار مخالفته لإجماع، أو موافقته لمذهب فاسد .. ؟!!.

...

والمهم في الأمر:

أن المسلمين بشقيهم: الموجبون تغطية وجه المرأة، والمجوزون: اتفقوا على تحريم إمامة المرأة.

لكن السؤال الأهم، الذي يطرح نفسه في هذه المناسبة:

إذا كان هذا موقف المسلمين من هذه المسألة، قديما وحديثا، فمن أين نبت هذا القول؟، وما دواعي ظهوره؟، وأي شيء ذاك الذي أغرى هذه المرأة ومن معها للإقدام على هذه الخطوة .. ؟!.

هل الداعي مؤامرة محضة، صنعتها الكنيسة، وأيدٍ لا تخفى .. ؟.

أم أن لآراء بعض المسلمين يد في إحداث هذا الرأي .. ؟.

أما كونها مؤامرة، وتخطيط لإضلال المسلمين: فليس غريبا. والأمثلة معروفة من قديم. لكن الشأن في كونها أثرا لآراء بعض المسلمين. فإذا صح هذا الظن، فما تلك الآراء التي شجعت، وأوحت لهؤلاء بالإقدام على ابتداع هذه البدعة، وإحداث هذه الفتنة في صفوف المسلمين .. ؟.

...

أصل هذه البدعة:

القول بكشف الوجه قديم، قال به جمع، غير أنه قول مقيد بأمن الفتنة، فالفتنة موجبة للتغطية، وذلك في أحوال:

- أن تكون المرأة حسناء.

- أو يافعة.

- أو زمن يكثر فيه الفساق.

ومقيد أيضا بأفضلية التغطية، هكذا هو قول العلماء السابقين.

لكن ظهر في هذا القرن، من يقول بجواز الكشف من غير قيد؛ أي بإطلاق لكل النساء، من غير فرق بين حسناء وغير حسناء، ولا يافعة ومسنّة، ومن غير اعتبار لأحوال الناس .. !!. وأضافوا إلى هذه المخالفة لأقوال من سبق: أنهم ساووا بين التغطية والكشف، بل بعضهم فضل الكشف، وآخرون بدّعوا التغطية، وجعلوه من تشددا، وتقاليد، وعادات .. ؟!!، فظهر قول جديد في حجاب المرأة، لم يعرف في تاريخ المسلمين، يخرج الإجماع، يقول: للنساء الكشف مطلقا، من غير قيد، بل ويستحسن ذلك في حقهن. وزادوا البدعة بدعة، حينما زعموا: أن هذا هو قول الأئمة القائلين بالكشف .. ؟!!.

ولما كان هذا القول محدثا، غير مسبوق، فقد ظهر من آثاره ما يؤيد بدعيته، مما هو جديد على الأمة:

- فصار أصحابه ينادون في الأمة بخروج النساء، لمشاركة الرجل في صنع الحياة، وكأنها وهي في بيتها لم تكن تشارك في صنع الحياة، مدة أربعة عشر قرنا، كان فيها المسلمون أعزاء الجانب .. !!.

- واستساغوا لأجله التعليم المختلط، والعمل المختلط، وأن تلج المرأة على الدوام مجامع الرجال، وتكون معهم سواء بسواء، لا بحسب الضرورة.

- وادعوا أن هذا كان حال العهد النبوي، وأن العزل بين الجنسين بدعة محدثة .. !!.

فقلّبوا الأمور، ونشروا الفتنة، وحرفوا الكلم عن مواضعه.

ولما كان قولهم: جواز الكشف بإطلاق. وكانوا في مبتدعين. وكان قولهم: تفضيل الكشف، وجواز الاختلاط: ترتب على ذلك تجويزهم شتى أنواع المشاركات النسائية في مجامع الرجال:

- فأجازوا غناء المرأة بمحضر الرجال.

- والتمثيل مع الرجال الأجانب.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير