أي أن هناك تعارض بين نصوص وفيها أحكام شرعية لذلك وجب الجمع بينهما أو تحقق الراجح منها صحة وثبوتاً ..
لذلك أقول لا إشكال هنا ولا يحتاج لجمع من هذه الجهة ..
ثم إذا كان الإشكال كما قلت ..
((والإشكال هنا لا يكمن في عدم محبة من سواهم بل في أكملية محبة أحدهم على الآخرين)) ..
قد بينت أن أمور القلب والدنيا هي من خصوصيات رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
ومن يسمع هذه النصوص لن يفرط في حب أسامه على فاطمة أو العكس ..
وكذلك في عائشة والصديق ..
وإنما وجبت محبتهم وموالاتهم بنصوص أخرى ..
وقلت لك أن النص توجيهه ليس بمتعسر ..
فأنت الآن أو غيرك أو أنا قال كلاماً قديماً يوماً من الأيام ..
أنني أحب فلان أكثر الناس ..
ثم قلت بعد مدة طويلة أم قصيرة ..
أنني أحب فلان - آخر - أكثر الناس ..
فهل يعني هذا تعارض في كلامك .. ؟!
حتماً لا ..
لأنك قد تجد هذا المحبوب الأول أشد الناس حرصا على دين أو على غيره مما تستحسنه ..
ثم تجد غيره أفضل منه ..
أي محبتك لصفة تحققت في الأول فوجدت أعظم منها عند غيره فتغيرت تلك المحبة إلى آخر ..
فالقصد أن المحل لا يخرج حكماً يتبع ..
ثم لو كانت محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأسامه هي الأكثر فلا تنفي محبته لغيره ..
وقد يقول الرجل منا أني أحب فلان أكثر من كل الناس ويريد به أمر آخر يفهمه السامع ..
وتفضيل أسامة على الناس عدا فاطمة يدلل على ما قلته لك في تعقيبي الأول ..
كان حب رسول الله صلى الله عليه من الفتية والشباب ولفت نظر السامع أن ذلك ليس لكل الشباب وإنما تخرج فاطمة من ذلك التفضيل ..
ثم في موقف آخر بين محبته لعائشة وسأله السائل ومن الرجال .. ؟! أي أن هناك حذف في نص السؤال من الرواي ..
لأنه قال سأله عن أحب الناس إليه ثم قال ومن الرجال أو أن الموقف يتحدث عن النساء لذلك أتبعه السؤال عن الرجال ..
على كل حال ..
نفي التعارض وتوجيهه يقصد منه إزالة الظن عند السامع أن المتكلم بالوحي متعارض في كلامه ..
لذلك يحتاج أهل النظر لهذا الجمع والتوفيق ..
لكن المحبة ونحوها ليست من الوحي الذي أمرنا باتباعه ..
ولا يزعم أحد أنه سيحب فاطمة أكثر من كل الفتية أو الناس بناء عليه ..
فالمحبة لا تختلف إلا ما كانت محبته بسبب ديني ونحوها ..
أي أحببته لأجل تدينه وورعه ..
ولا يخفى أن كل من ذكروا هنا هم أئمة التدين والورع مع تمييز لبعضهم في بعض الأمور وتفضيلهم ..
لكننا لا نفرق بين محبتهم في قلوبنا فالكل سواء فيها بلا فرق ..
فلا نصل بالجمع هذا إلى حكم واجب أو حرام أو مكروه أو ندب ..
ولا نصل لدلالة شرعية خاصة ولا عامة ..
والله يوفقنا جميعاً للخير والرشاد ..
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[18 - 03 - 05, 07:37 م]ـ
وربما يكون من أوجه الجمع أن يقال: أحب أهل بيته إليه فاطمة، وأحب أصحابه أبو بكر، وأحب أزواجه عائشة، وأحب مواليه أسامه، رضي الله عنهم أجمعين
والله أعلم
ـ[المعلمي]ــــــــ[19 - 03 - 05, 02:57 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحقيقة أنني أتحير كثيرا في هذه الصيغة، لأن هذا الإشكال ليس خاصا في المحبة فقط، فهناك الكثير من النصوص الحديثية يرد عليها هذا الإشكال كالخيرية والأفضلية ونحوها.
قد أتسالم معك - الأخ إبن تميم الظاهري - بأن المحبة هنا هي المحبة التي ليست مناطا للتكليف كما روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك يعني القلب) إن صح سند الحديث.
أو أن المحبة كما قلت قابلة للتغير تبعا للشعور، والذي قد يتسم بعدم الديمومة.
لكن يبقى الإشكال في الصيغة؟
ـ[أبو إلياس الوحسيني]ــــــــ[24 - 10 - 07, 07:47 ص]ـ
الحمد لله
هناك قاعدة شريفة من قواعد التفسير أوردها الشيخ خالد السبت حفظه الله
في كتابه النفيس قواعد التفسير وهي
نفي التفضيل لا يستلزم نفي المساواة
ومعنى هذا كما قال حفظه الله
غاية ما يدل عليه نفي التفضيل هو انه لا مزيد على وصف المذكور الا ان ذلك
لا يعني أنه لا يعادله ويساويه أحد في تلك المرتبة او الصفة
واذا عرفت هذا انحل عنك بعض الاشكال في التفسير كما سترى من خلال الامثلة
وذكر حفظه الله قوله تعالى
** ومن اظلم ممن كتم شهادة عنده من الله
**ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها
**ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا
فهذه الايات جميعا تذكر انه لا أحد أظلم ممن فعل ما اخبر الله تعالى به .. وقد يتوهم البعض ان بينها شيئا من التعارض
وذكر التوجيه الاول
وهو ان نفي التفضيل لا يستلزم عدم المساواة وعليه يكون هؤلاء جميعا قد بلغوا الدرجة العليا في الظلم فهم متساوون في ذلك .... انتهى
وبه ينحل الاشكال ان شاء الله
فائدة
ذكر الشيخ السبت توجيها آخر يستقيم تماما مع ما ذكره الاخ الجبوري
فمن اراده فليرجع اليه في الكتاب المذكور