[قصيدة تقي الدين:]
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[18 - 03 - 05, 04:45 ص]ـ
في أثناء تصفحي لكتاب " الدعوة إلى الله في أقطار مختلفة " (ص: 103 ـ 104 / طبع مكتبة الصحابة بمصر) للشيخ العلامة السلفي الأديب تقي الدين الهلالي لفت نظري هذه القصيدة الرائعة , ومضمونها الجميل , ومناسبتها الأجمل:
هجو فقيه مبتدع مر علينا ولم يُسَلِّم
وكان هذا الفقيه ـ ولا أسميه إبقاءً عليه ـ من أنصار البدعة والشرك , فمر علي ومعي جماعة من الموحدين فلم يسلم , فأصلت عليه سيف الهجو جهاداً في سبيل الله ليذوق وبال أمره , وهجو المشركين من أعظم القربات , وكان هذا الفقيه السفيه قد بلغ به الجهل إليّ أن كان في سفر من تطوان إلى القصر الكبير؛ فصلى بمن كان معه المغرب ركعتين ظاناً أنها تقصر كالرباعية ....
فهجوته بهذه القصيدة , وذكرت تلك الحادثة العجيبة.
ـ نص القصيدة ـ
أبا مُرَّةٍ ماذا التعاظُمُ والكبرُ - وأنتَ حقيرٌ مائقٌ أرعنٌ غَمْرُ
أبا العلمِ إنّ العلمَ عنك بمعزلٍ - كما لا يكونُ الدَّهرُ في المغرِبِ القَصْرُ
ولم نرَ في أرض المغارب قاصراً - كقاصرِ فرضٍ للنهار هو الوِترِ
متى رُمتَ أنْ تَضْحى فقيهاً مُحقِّقاً - فقدْ رُمتَ أمراً دُونهُ الأنجُمُ الزُّهْرُ
ولا فضلَ إنَّ الفضلَ لستَ بأهلهِ - ولا حسَبٌ يُلْفى لَدَيْكَ ولا قَدْرُ
وَحَظُّكَ في التدريسِ حظٌ مُوقَّرٌ - فباقِلٌ إنْ يُنْسَبْ إليكَ هُوَ الحَبْرُ
ولو كُنتَ من أهلِ السَّلامِ عرفتَهُ - وأدَّيْتَ حَقّاً واجباً تَرْكُهُ وزْرُ
ولو ذُقتَ للإيمانِ أدنى حَلاوةٍ - لأخْرَجَ منْكَ الغِشَّ وانْشَرَحَ الصَّدرُ
وما يستقيمُ الظِّلُ والعُودُ أعْوَجٌ - ولا يُثْمرنَّ الشَهْدَةَ الحنظلُ المُرُّ
جَهِلْتَ لَحاكَ اللهُ ما في ابنِ عاشِرٍ - أمِنْ بَعْدِ هذا الخِزيِّ يَنْفخكَ الكِبْرُ
قضاؤُكَ يا شيْخَ التّيوسِ جنايةً - على الِّينِ إنَّ الدِّينَ قَدْ مَسَّهُ الضُّرُّ
إذا كانَ ربُّ الجَهْلِ مَيْتاً فإنما - ثيابُكَ أكْفانٌ ومكْتَبُكَ القبرُ
ـ انتهى ـ
نقله: خالد الأنصاري.
ـ[خالد السباعي]ــــــــ[18 - 03 - 05, 12:36 م]ـ
بارك الله فيك اخي الكريم ولشيخنا ديوان طبع مؤخرا في الامرات وهو ناقص الا انني ابشركم بانه سيرى النور قريبا كاملا
و جزى الله شيخنا الانصاري على هذا النقل الرائع
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[18 - 03 - 05, 01:15 م]ـ
بارك الله فيك يا أبا الإسعاد , هلا أتحفتنا بواحدة من روائع الدكتور رحمه الله تعالى.
محبكم / خالد الأنصاري.