تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فمن تلبيسه عليكم قوله: إن هذه الأمة على ضلالة من قديم الزمان , وإنهم ليسوا على دين ... فوافقتموه في كل ما أراد لأنه لو لم يكن يكفر الأمة ويوجب عليكم قتالهم لما تم له المراد الذي يريده منكم فتم له ما أراد وألزمكم بالجهاد , وقال (قاتلوا الذين يلونكم من الكفار) فزعمتم أن الجهاد قد وجب عليكم فلله دره أراد الرئاسة عليكم فأدركها بذهاب دينكم ودنياكم وضَرب بعضكم ببعض " (44).

وواصل ابن عفالق كلامه متهماً الشيخ بإدعاء النبوة بلسان حاله فقال " فهب أنكم وافقتموه في تكفير من ذبح لغير الله , واستغاث بغير الله , فكيف تقبلون قوله وتحكون بكفر الأحياء والأموات من غير بينة ولا دليل وتحكمون على الله في خلقه ولا يحكم بهذا غير من يأتيه الوحي من الله , والله لقد ادعى النبوة بلسان حاله لا بلسان مقاله بل زاد على دعوى النبوة وأقمتموه مقام رسول وأخذتم بأوامره ونواهيه وتركتم اقوال رسول الله صلى الله عليه وسلم وراء ظهوركم " (45).

وكان الأمير ابن معمر قد أوضح في رسالته إلى الشيخ ابن عفالق عدم قدرته على فهم كلام أهل العلم في مسائل الدين والعقيدة والمناقشة بها وطلب أن تكون هذه المناقشة مع الشيخ محمد الذي يبدي استعداده التام لها فجاء جواب الشيخ ابن عفالق على هذا الطلب في هذه الرسالة الجوابية قوله " وأما قولك كثرة الكلام ما أفهمه ولا لي فهم بابن القيم (46) وابن تيمية ولا عمرو ولا زيد ابن عبدالوهاب يقول هذا مذهب العلماء كلهم وعندي كتبهم حاضرة فإن كان كاذب فيتبين كذبه بحضرته وحضرة الكتب وهو الذي يخلص ( ... ؟) (47) فإن عاند فهو عذر لك من الله سبحانه وأنت برِّق في كلامي وتأمله ولا تجاوبني إلا بمثله. انتهى كلام عثمان أقول إنا لله وإنا إليه راجعون وسيعلم الذي ظلموا أي منقلب ينقلبون إذا صرت يا شيخ عثمان مقر على نفسك بالجهل وعدم المعرفة بأقوال أهل العلم وابن تيمية وابن القيم فقد ثبت عندنا بأنك مقلد لابن عبدالوهاب في كل ما يقول على جهل منك بأقوال أهل العلم معتقد فيه العصمة , وأن أقواله عندك مثل قول الرسول المعصوم فينبغي أن نرجع معك إلى المعقول لا إلى المنقول " وقال ابن عفالق بأن العقل يقتضي عد الأخذ بكلام ابن عبدالوهاب وترك أقوال علماء الأمة إلا إذا ثبت نبوته ورسالته (48).

وتحدث ابن عفالق في هذه الرسالة عن الشرك عن الشرك الأكبر وأنواعه حسب اعتقاده ثم ثقال " وأما الشرك في العبادة فإنه يصدر ممن يعتقد أنه لا إله إلا الله وأنه لا إله غيره. رب الأرباب , ولكن لا يخلص في معاملته عبوديته بل يعمل لحظ نفسه تارة ولطب الدنيا تارة , ولطلب الرفعة والمنزلة فله من عمله وسعيه نصيب وللخلق نصيب ... وهذا حال أكثر الناس وهو الشرك الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل قالوا: كيف ننجو منه يا رسول الله , قال: قل اللهم أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك لما لا أعلم فالرياء كله شرك فكذلك يجب أن تكون العبادة له وحده وهذا الشرك في العبادة يبطل ثواب العمل , وقد يعاقب عليه إن كان العمل واجباً وقد يعفو عنه " (49).

ونقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية إجماع أهل السنة على أن من يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسوله واليوم الآخر ثم يحصل منه إشراك في العبادة جهلاً أو تأويلاً فإنه لا يلحق بالكافر المكذب للرسل بل غايته أن يكون من عصاة الموحدين , ثم أورد ابن عفالق قوله عليه السلام " تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم " (50) , وقال بأن العاصي لم يعبدها لكنه منع حق الله فيها , ثم استدل بقول تعالى " أفرءيت من اتخذ إله هواه " (51) , على أن كلا من السارق والزاني وقاتل النفس وآكل الربا وغير ذلك من المعاصي قد تابعوا هوى أنفسهم في غضب الله فيجوز أن يقال لهم قد عبدتم الهوى من دون الله واتخذتموه إلها مع الله.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير