تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال بأن هذه هي سنة الله في عباده كما فعل الله في بني إسرائيل لما أفسدوا سلط الله عليهم بختنصر , وكما سلط الله الحجاج على أهل العراق بسبب غدرهم بالحسين رضي الله عنه , وسلط النصارى على أهل المغرب بسبب فسادهم فأخرجوهم من الأندلس , وسلط التتر على أهل العراق والشرق بسبب إحداثهم في الأرض (69).

ثم أخذ في توجيه اللوم إلى جماعته بسبب مهادنتهم للشيخ محمد وابتاعه قائلاً (اعلموا أرشدنا الله وإياكم أنكم أدخلتم الذل على أنفسكم بمهادنتكم لهم فلا جزى الله خيراً من كان السبب في ذلك , يا قوم أما لكم قلوب تفقهون بها , أما لكم أعين تبصرون بها , أما لكم آذان تسمعون بها فتحققون ما فعل طاغوت اليمامة (70) , بأتباعه حتى تتعظوا فقد قيل سعد من اعتبر بغيره) (71).

ثم أخذ في تعليل مهادنة قومه للشيخ وابتاعه , وحصره في ثلاثة أمور , وهي طلبهم الراحة من الشر والحروب , وحب بعضهم للمال والبيع والشراء مع أصحاب القرى المؤيدة للدعوة , وجبن بعض رؤسائهم وخوفهم من المواجهة (72).

وبعد أن كرر دعوته إلى قومه ليحمدوا الله ويشكروه على إنقاذه لهم من هؤلاء المارقين وأوصاهم بتقوى الله وطاعته انتقل إلى الحديث عن موضوع الأوقاف فقال (ثم اعلموا أرشدنا الله وإياكم أن مما استحسن بعضكم من بدعة هذا الطاغوت الذي تجرأ على الله وحكم بهواه إبطال الأوقاف وروج عليكم حتى تصورتم أن الحق ما قال فقبلتم ذلك واستحسنتموه , وأنتم معذورون بسبب جهلكم بحكم هذه المسألة , ولكن لو عذرتم بسبب الجهل فكيف جوزت عقولكم خطأ أمة محمد في هذه المسألة) (73).

واستهل رده على الشيخ محمد في هذا الموضوع باتهامه بعدم الاهتمام بأقوال علماء المسلمين ورميهم بالفسق والظلم والتكفير , واتهام بعض أتباعه برغبتهم في تحقيق مكاسب مادية من إبطال الأوقاف حيث قال (وكان لبعض اتباعه في بطلان الأوقاف مقصد أحد يحصل له منها شيء , واحد يبيع منها , وأحد يشتري منها فجرهم هذا الاعتقاد في أن ما قال طاغوت اليمامة هو شرع محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم ولم يعلموا أن هذا شرح محمد بن عبدالوهاب طاغوت اليمامة) (74).

وشرع بعد ذلك في الإجابة على استدلال الشيخ بآية النساء في هذه المسألة فقال (وهو إنما روج على أتباعه بالآية التي في سورة النساء (يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين) (75) , وهذه الآية لا دليل فيها على مذهب هذا الطاغوت فيا محنة القرآن والإسلام منه) (76) , وأورد رده وإجابته على هذا الاستدلال.

وقد اتهم الرزيني في رسالته هذه الشيخ محمد بادعاء المهدية فقال أثناء حديثه عن الشيخ وأتباعه (وقد باحثت رجلاً من غلاتهم فلاح لي أنه زعم أن هذا الطاغوت هو المهدي الذي يخرج ويملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً وليس هذا بكثير من هؤلاء الجهال الحمقا فإن الرافضة تزعم أن المهدي محمد ابن الحسن آخر الأئمة الاثنى عشر وأنه دخل السرداب المعروف في فارس (77)) وبعد أن تحدث عن اعتقاد الرافضة ورد شيخ الإسلام عليها قال (والمقصود أن أتباع هذا الطاغوت قد غلو غلواً زائد فكانوا أشبه الناس بالنصارى والرافضة والذي ورد في شاب مهدي آخر الزمان أنه من أهل بيت رسول الله وأن أسمه محمد بن عبدالله وأنه يولد في المدينة ويظهر في مكة ويهاجر إلى بيت المقدس وأنه في زمنه ترعى الشاة من الذيب ويلعب الصبيان مع العقارب والحيات إلى غير ذلك.

وهذا الطاغوت بعكس هذه العلامات ولم يوافقه إلا في الاسم فقط وهذا الطاغوت ولد في وادي مسيلمة (78) , وظهر فيه ولم يدخل الشام قط ولا يدخله وملأ ناحيته جوراً وظلماً وتقاطع الناس وتدابروا في أيامه وقذف في قلوبهم الخوف والرعب حتى أن الأخ يقتل أخاه والقريب يقتال قريبه ولا شك أن هذه العلامات ليست علامات المهدي فلعمر الله أنه غير مهدي ونسأل الله العفو والعافية ( ... ؟) (79) هذا فأعلموا أنكم لن تستفيدوا من هذا الطاغوت إلا أن بعضكم أكل أموال بعض بالباطل وقد نهى الله عن ذلك فقال (ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل) (80) , وفعلتم ذلك تقليداً لعدو الله ( ... ؟) (81) , فنسأل الله أن يعجل عقوبته وأن يجعله عبرة للمعتبرين) (82).

ـــــــــــــــــــ

69) الورقتان 6 - 8 من المخطوطة , انظر الملحق رقم (15).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير