تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هذه من المسائل الطبية الدقيقة جدًا، و اختلفت حولها آراء الأطباء و مدارسهم .. و وضع المريض على جهاز التنفس الصناعي في حد ذاته له مضاعفات خطيرة تضعف الأمل كثيرًا في عودته للحياة، لكنه لا يمكنه الحياة بدون هذا الجهاز .. فالخياران كلاهما مر!

في بلادنا لا يتم اتخاذ قرارات بخصوص فصل الاجهزة عن المريض الموضوع على جهاز التنفس الصناعي لأن هذا مخالف للقانون، بل ما يحدث أن المريض يموت بعد فترة من وضعه على الجهاز .. أنا شخصيًا لم ألق حالات عادت للحياة بعد وضعها على جهاز التنفس الصناعي .. هناك حالات مسجلة، لكنها استثناء و ليست القاعدة.

ـ[أحمد بن عباس المصري]ــــــــ[06 - 01 - 10, 08:48 م]ـ

جاء في كتاب أجهزة الإنعاش وحقيقة الوفاة بين الفقهاء والأطباء لفضيلة الدكتور بكر بن عبد الله أبو زيد رحمه الله:

الصورة الثالثة:

فيها قيام علامات موت الدماغ من: الإغماء، وعدم الحركة، وعدم أي نشاط كهربائي في رسم المخ بآلة الطبيب، لكن بواسطة العناية المركزة وقيام أجهزتها عليه: كجهاز التنفس، وجهاز ذبذبات القلب، و .. لا يزال القلب ينبض، والنفس مستمر.

وحينئذ: يقرر الطبيب موت المريض بموت جذع الدماغ مركز الإمداد للقلب، وقرر أنه بمجرد رفع الآلة عن المريض يتوقف القلب والنفس تمامًا.

ثم قال رحمه الله:

وبناء على تحرر هذه النتيجة يمكننا الوصول إلى الجواب فقهًا للأسئلة الثلاثة فيقال:

إن رفع آلة الإنعاش في الصورة الثالثة هي: عن عضو مازالت فيه حياة فجائز أن يحيا، وجائز أن يموت، وعلى كلا الحالين استواء الطرفين أو ترجح أحدهما على الآخر:

1 - فإذا قرر الطبيب أن الشخص ميئوس منه: جاز رفع آلة الطبيب لأنه لا يوقف علاجًا يرجى منه شفاء المريض، وإنما يوقف إجراء لا طائل من ورائه في شخص محتضر، بل يتوجه أنه لا ينبغي إبقاء آلة الطبيب والحالة هذه لأنه يطيل عليه ما يؤلمه من حالة النزع والاحتضار.

لكن لا يحكم بالوفاة التي ترتب عليها الأحكام الشرعية كالتوارث ونحوه، أو نزع عضو منه، بمجرد رفع الآلة بل بيقين مفارقة الروح البدن عن جميع الأعضاء، والحكم في هذه الحالة من باب تبعض الأحكام وله نظائر في الشرع كثيرة.

2 - أما إذا قرر الطبيب أن الشخص غير ميئوس منه أو استوى لديه الأمران فالذي يتجه عدم رفع الآلة حتى يصل إلى حد اليأس أو يترقى إلى السلامة.

وهذا إنما أذكره بحثًا، والله تعالى أعلم، وصلى الله على نبينا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ا. هـ.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير