تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[وسيلة لحسم الخلاف المستمر حول حجاب المرأة.]

ـ[عبد]ــــــــ[27 - 03 - 05, 10:32 م]ـ

... لو افترضنا أن مسألة كشف الوجه خلافية!

لا يلزم من كون المسألة خلافية أن يطرد فيها أمر "السعة" و"الاختيار" في كل زمان ومكان. ولذلك فإن المسألة الخلافية من حيث الاجتهاد المحض والنظر الفقهي المجرد عن واقع معين لا يُجزَم لها بحكم معين من الأحكام التكليفية وإنما يبين للمُتعلّم (لا المستفتي) الحق فيها بذكر وجود الخلاف والأقوال في ذلك. أما إذا انتقلنا من الاجتهاد المحض والنظر المجرد عن واقع معين إلى واقع معين وظرف مخصوص فإن المسألة الخلافية حينئذٍ لا بد أن تأخذ حكماً يتناسب مع ملابسات وأحوال ذلك الواقع. وكذلك هو أمر الحجاب. فعلى القول بأنه مسألة خلافية فهذا صحيح من حيث التنظير والاجتهاد المجرّدين عن واقع معين أو ملابسات معينة ولكنه لا بد أن يأخذ حكماً تكليفياً معيناً إذا تعلق الأمر بزمان معين أو مكان معين ولا يعقل بقاء مسألة الحجاب (وكذا سائر المسائل الخلافية) معلقةً بلا حكم يدور مع العلة الناتجة عن ذلك الواقع. وعلى ذلك نقول في مسألة الحجاب (على القول بأنه مسألة خلافية) أنه متى ما ظهر أمر الدين وهيمن شرع الله وانحسرت جولة الباطل وغلب على أهل ذلك العصر أو المصر حال الستر والعفة والصدق والديانة ومكارم الأخلاق فإن كشف الوجه حينئذٍ قد يأخذ حكم الإباحة مع استحباب تغطيته. أما إذا ظهرت الفاحشة وكثر الخبث وأصبح أمر الدياثة في ازدياد واتسعت دائرة الفتنة واستشرت وسائل الفساد فإن الحجاب حينئذٍ يأخذ حكم الوجوب. وعليه فلو تأملنا في حال زماننا وما فيه من انتشار للكذب والغش وخائنة الأعين مع سهولة ويسر الوصول إلى مواطن الفحش ومراتع الرذيلة كالسفر لبلاد الفاحشة وكالمواقع الإباحية على الانترنت والقنوات الفضائية وما يعرض فيها من أنواع المفسدات لمن أرادها وابتغاها وهم غير قليل، وكذلك ما نراه من لهاث الشباب وراء الفتيات رغم ما في بلدنا من خير وصلاح مقارنة بغيره من البلاد فما بالك لو كان الحال أسوأ قليلاً مما هو عليه ... أقول لو تأملنا ذلك كله لعلمنا أن تغطية الوجه في هذا العصر آكد من غيره. ولذلك بَلَغَنَا أن شيخنا المحدث الألباني رحمه الله تعالى رغم أنه أوضح في كتابه كتاب "الرد المفحم" عدم وجوب الحجاب من حيث الاجتهاد الفقهي المجرد، وذكر أقوال الأئمة في ذلك إلا أنه كان يوصي بناته وأهل بيته بلزوم الحجاب لما يرى ويسمع من الأحوال. ولذلك فإن الذين لا يألون جهداً ولا يدخرون وسعاً هذه الأيام في الدندنة والجعجعة حول الخلاف في حكم الحجاب إنما يضعون الأمور في غير مواضعها ويحكمون بما لا يقتضيه الواقع عقلاً ونقلاً. والله أعلم بما في قلوبهم. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ بناتنا ونسائنا من كل شر وفتنة إنه سميع عليم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

كتبه طالب المغفرة

أبو ضياء عبدالله بن سعيد بن علي الشهري

ـ[الأجهوري]ــــــــ[28 - 03 - 05, 08:54 ص]ـ

... لو افترضنا أن مسألة كشف الوجه خلافية!

رغم ما في بلدنا من خير وصلاح مقارنة بغيره من البلاد فما بالك لو كان الحال أسوأ قليلاً مما هو عليه ...

أقول: لو كان الحال أسوأ كثيرا مما هو عليه في بلدكم كما هو حال أغلب البلاد الإسلامية مثل مصر وغيرها .....

لو رأيت وعلمت لأدركت مدرك مذهب الجمهور في هذه المسألة ولكني أظن أنك ما كتبت ما سطرته هنا إلا من واقع مجتمع تلتزم أغلب نسائه بالحجاب الكامل، ولو عشت في غيره من المجتمعات لكتبت غير ذلك.

والذي أراه أنه لا يجوز في مثل تلك المجتمعات مثل التي عندكم أن يشاع أو حتى يذكر فيها هذا الخلاف.

أما في مجتمعاتنا الرائدة في مجال تعرية المرأة!!! أعني مصر ... فستعلم أهمية إدراك هذا الخلاف وخاصة إذا وجدت أن أكثر النساء من حولك على مذهب الموجبين يكن من العاصيات السافرات الكاشفات ما أمرن بستره.

وهذه لفتة سريعة وليس المقصود الترجيح فالمسألة قتلت بحثا ومناقشة وردودا في هذا الملتقى

ـ[عبد]ــــــــ[30 - 03 - 05, 04:37 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكراً على هذه اللفتة والحقيقة أن هنا أمران:

1 - أن ذكر الخلاف في هذه المسألة بدأ يدندن به العلمانيون والليبراليون بشكل مرهق في الأعوام الأخيرة عندنا في هذا البلد (السعودية) وأصبحن كثيراً من النساء يحتججن به ... الخلاف معلوم لديهم على كل حال.

2 - لأن مسألة الخلاف أصبح ينادى بها على روؤس الناس فإن الأمر يكاد يكون واضحاً من أن المقصود ليس إظهار الخلاف للبحث والفائدة العلمية وإنما للفتنة والتحريض ولذلك فلن ينفع أن ترجح لهؤلاء لأنه يكفيهم أن يردوا ترجيحك بعبارة بسيطة وهي أن "المسألة فيها خلاف" ولا نستطيع أن نرد كلامهم إلا بترجيح شخصي ومعلوم أن الترجيح لا يقطع الخلاف في المسألة وإنما يعبر عن وجهة نظر قائلها فحسب، ولذلك فمن الحكمة أن نسلك معهم أسلوباً آخر ولعل الوسيلة التي سلكتها في مقالي تكون نافعة لأنها تقر كلام العلمانيين على أن المسألة فيها خلاف ولكنها تحرجهم من حيث اقتضاء الواقع المعاصر بظروفه وملابساته لترجيح جانب واحد من الخلاف وهو "تغطية الوجه". والله أعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير