تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقد ذكرنا في الدليل اذا كان الفقهاء المحققون قد رخصوا لراكب البحر ان يؤخر احرامه حتى ينزل الى البر معللين ذلك بما يلزم من الحرج فان راكب الطائرة في ضيق وحرج اشد من راكب البحر واولى بالترخيص هذا ما جاء في دليل الحاج وتوعيتهم وقد اطلع عليه العلماء شرقا وغربا فمنهم من قبله وايده ومنهم منناقشه علميا في هدوء ورصانة ومن الناس من ضاق به ذرعا وود ان يخنق قائليه او يحرقهم فمن اين فهمت يا سيد الفقهاء ان المجلس قال انه لا يصح الاحرام على متن الطائرة وفي اي نوع من انواع الخبر يوضع كلامك هذا ام هو من ابواب التشنيع على الخصم والتنقيص من رايه والتحقير لقوله

ولقد جاء في كلامك ان المجلس الاسلامي كان في فتواه معتمدا على فتوى الشيخ الطاهر بن عاشور والشيخ بن الخوجة والشيخ عبد الله كنون

وهذا القول منك باطل وليت شعري من اوحى اليك به فالمجلس لم يعتمد على هؤلاء العلماء الجلة ولا على غيرهم وانما بحث الموضوع كمشكلة عرضت للمسلمين في عصرهم هذا ولم يكن له فيها نص فقهي من اسلافهم ولا بد لهم من حل موافق مثلما بحث العلماء في البلاد الاسلامية وقد يكون قد توصلوا الى مثل ما توصل اليه علماء المجلس ولو جاز للمجلس ان يجعل كل اعتماده على عمل غيره لكان حريا ان يلغى ولعل هذا يثلج صدرك وصدر كثير من الناس ممن في صدورهم حرج منه او من اعضائه او من بعضهم

وفي اعضاء المجلس عضو في لجنة الفقه والفتوى في رابطة العالم الاسلامي بمكة وفيهم عضو المجلس الفقهي للرابطة بمكة وكلاهما غير مغمور ولا خامل الذكر ثم ان هؤلاء العلماء الذين ذكرهم "الامام" في رسالته كلهم في القمةلوقيل بفتواهم لكانوا حجةممن يؤخذ باقوالهم فالشيخ محمد الطاهر بن عاشور رحمه الله كان شيخ الاسلام بتونس وقاضي الجماعة وعميد اهل الشورى في عصره وشيخ الجامعة الزيتونية ومن اعظم مفسري القران الكريم في العصر الحديث فان صدرت عنه فتوى في الموضوع ولم نطلع عليها وان سمعنا بها فهل من السهل ان يفندها وينقضها بعلمه الغزير امام الحمام

والشيخ عبد الله كنون شيخ علماء المغرب الاقصى ورئيس رابطة العلماء المغاربة وعضو رابطة العالم الاسلامي ولجنتها للفقه والفتوى وقد اصدر فتوى في الموضوع اطلعنا عليها من بعد اصدار الدليل وهي فتوى محكمة معللة مدققة مبينةللحكم الفقهي الصحيح واقرها وسلم بها المحققون والعلماء في الشرق والغرب وانتقدها عن علم بعضهم وبعضهم عن عناد وضيق عطن وذلك لا يضيره ولا يضيرها ولكن من الباطل والدعوى المجردة ان يزعم زاعم انه رجع عن فتواه منقلبا على عقبيه ففي كل عام تقريبا نلتقي به في مكة في اجتماع رابطة العالم الاسلامي كحاج يحرم من جدة ويحرم باحرامه عشرات الالاف من الحجاج المغاربة وغيرهم ويستفتونه وقد يناقشونه فيجادلهم في رايهم كيف يرجع عن فتواه من استند فيها على الدليل والحجة والبرهان واعتمد فيها على قول الامام مالك نفسه

انما يرجع من لم يكن له سند فيما ذهب اليه ثم جاءه اليقين من كتاب الله او من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيحة فهل تظنن يا سيد الفقهاء ان الشيخ بن كنون ممن بغير علم يفتون

او الى غير علم يرجعون او يقبضون "فتوح الكتاب" عن كل فتوى فيفتون حسب هؤلاء السائلين او حسب طبقاتهم وعطاياهم ولا ينفعك ان تروي لنا عن مجاهيل انه تراجع امام انتقاد علماء فاس فهو رئيسهم وامامهم واليه في الفتوى مرجعهم ثم انه حي يمكن الاتصال به وقد فعلنا وشهدنا بخلاف ما زعمت وقد حرفت عنه كما حرفت عن المجلس الاسلامي بانه كان افتى بمنع الاحرام على متن الطائرة ليس الامر كذلك انما افتى بصحة الاحرام من جدة والنصوص بجانبه وبالخصوص قول مالك في رواية ابن نافع او رواية الموازية كما فهم الجمهور واعتمدوه

واما الشيخ ابن الخوجة فلم اعلم انه صدر منه شيئ في الموضوع ثم من هو من ال بلخوجة فانهم كثر وهم كلهم احناف ومنهم صديقنا العلامة الدكتور الحبيب بلخوجة مفتي الديار التونسية وهو عالم حقا اذا قال قولا اقام عليه البرهان وصعب على امام الحمام ان ينقص قوله بسهولة

واما الاتصال بالوزير والشكوى اليه وانتهاز فرصة وجوده معكم وقربه منكم لازعاجه بمثل هذه المشاكل و قد جاء يطلب راحة واسستجماما فهو تصرف مستهجن خاطئ ينبئ على قلة ذوق ويشبه استعداءكم به على المجلس الاسلامي وتحريضه على تدخله فيما هو اختصاص المجلس والحمد لله ان الوزير الذي اتصلتم به ابعد الناس عن مثل هذا التصرف كما صرح به فعلا امام اكبر السلطات في الدولة وامام الناس وقبل ان يرتقي وزيرا كان من اعضاء المجلس وقبل الوزارة وبعدها كان من احرص الناس على استقلال الفتوى وبعدها عن اي تاثير خارجي ومثله من كان قبله من الوزراء منذ تاسيس المجلس ولا يستقيم امر الدين الا بذلك

الفصل الرابع من الباب الاول من القسم الثاني

تعال الى مجلس علم

بعدما تقدم اود ان اتحدث معكم باسلوب الدرس والبحث كما يتحدث الطالب الى الطالب او العالم مع العالم بعيدا عن التشنيع والحمية والاستعداء انما هو حديث طالب علم راغب في الحقيقة الى مثله فاقول

يتبع

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير