تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والذي نود ان نثبته هنا ان نصوص الكتاب والسنة جاءت من المرونة والاحكام بحيث تفي بالاغراض والحاجات لكل ما يمكن ان يحدث والا فعلى ما قاله سماحته يمكن ان يقال بانا لسنا مطالبين بالصلاة في الجو وذلك لعدم التحقق من تولية وجوهنا شطر المسجد الحرام وسماحته ليس من القائلين بذلك

واما كون مرور الطائرة على الميقات امرا مشكوك فيه فلا ندري من اين اتى هذا الشك فكون الربان غير مسلم لا يطعن في معرفته للامور والجغرافية التي تخضع لمعالم محددة وخرائط مرسومة يسير على حسبها ربان الطائرة وهي تخضع لقواعد علمية دقيقة جدا والرسول عليه الصلاة والسلام كان دليله في هجرته عبد الله بن اريقط وكان لم يسلم بعد واما سرعة الطائرة فانه يمكن الحيطة له

ثم ذكر سماحته ان الاحرام في الطائرة فضلا عما فيه من حرج فانه يفوت فضائل كثيرة كالغسل وصلاة الركعتين وكراهة الوضوء في بيت الخلاء وهذه في الحقيقة لا تختص بالطائرة وحدا فان ظروف الحجاج اليوم تكاد تكون واحدة ولنتصور الحجيج الذي نزل من الطائرة في جدة كيف يكون الوضع الذي هم فيه ان النسبة الكبرىمنهم لا يتمكنون لا من اغتسال ولا من وضوء حتى الذين يمرون بالميقات يجدون ذلك الحرج وتلك الصعوبة في ايامنا هذه وربما كانت الطائرة فعلا اسهل للاحرام من غيرها واما كراهية الوضوء في بيت الخلاء

مع تسليمنا بهذا لكن لعل سماحته يعلم بان اكثر البيوت الحديثة مع الاسف صممت على هذا النحو وهذه كانت حرية بالعلاج والاستنكار والتبيان اكثر من غيرها لانها قضية دائمة

ثم يقول سماحته بان الاحرام من المنزل او من المطار فيه مشقة عظيمة وربما اضر بضعاف البنية زيادة على ان الاحرام قبل الميقات مكروه عند الامام مالك

ويسرني ان نقول لسماحته بان ضعاف البنية لهم في شرع الله سعة خارج الميقات وداخله اما غيرهم فَلِم لا ندعهم يحتاطون لدينهم وذلك اولى واما كراهية الاحرام قبل الميقات عند الامام

مالك فمع اختيارنا الا انه ليس امرا مجمعا ومع هذا فلا الامام مالك ولا غيره ممن يعتد بقولهم قالوا بعدم صحته ونظن ان الخلاف فيمن احرم قبل الميقات مع انه يتسنى له الاحرام من الميقات دون مشقة او حرج اما الذين يحرمون قبل الميقات لانه لا يتسنى لهم الاحرام من الميقات تماما فلا نظن احدا ينال من احرامهم بقول

واذا كان الاحرام قبل الميقات غير منازع في صحته مع قول البعض بالكراهة فان الاحرام بعد الميقات غير جائز باجماع المسلمين على ان هذه القضية سهلة يسير امرها فيمكن للحاج الذي يرتدي ثياب الاحراام قبل ركوبه الطائرة او هو فيها ان ينوي الاحرام عند مروره بالميقات ويخرج حينئذ من ارتكابه مكروها

ثم نقل سماحته نصوصا من مذهب الامام مالك رضي الله عنه توصل منها الى ان الاحرام في البحر غير واجب واذا كان كذلك فهو بالجو بطريق الاولى

ونقول ان هذا غير مجمع عليه عند الائمة اولا واما ثانيا فللسادة المالكية تفصيلات كثيرة في ذلك فقد اوجب كثير منهم الاحرام من بحر القلزم واوجبوا على تاركيه دما اما بحر عيذاب فلم يوجبوا الاحرام منه للعلل الاتية المشقة والضرورة وخوفا ان ترده الريح ولانه غير محاذ للميقات ونحن نعلم ان الوسائل البحرية اليوم اختلفت عما كانت عليه من قبل اختلافا كليا مما يجعل الامر سهلا ميسرا لا صعوبة فيه ويخلص سماحته الشيخ الى ان الاحرام قيس على قياس الاحرام في البحر وهو قياس غير معتبر لانه قياس الفروع بعضها على بعض

ونقول بان الاحرام في البحر لم يقسه القائلون به على الاحرام في البحر حتى يكون قياس فرع على فرع وانما ذلك كله ماخوذ من جوامع كلمه عليه الصلاة والسلام هن لهن ولمن اتى عليهن من غير اهلهن"

لا فرق في ذلك بين بر وغيره وبعد فنحن اذ نشكر لسماحة العلامة حسن المقصد الذي اراده وجميل المرمى الذي هدف اليه كما نشكر له ان اتاح لنا هذا النقاش العلمي الهادف فاننا يحدونا الامل وكلنا رجاء الا نكثر من المبررات التي تخرج بالمسلمين عن الحدود التي ينبغي ان يلتزموا بها وبخاصة في هذا القطر الذي كثر فيه دعاة التفلت باسم التيسير

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير