رابعا جاء في رد الدكتور "ان هذا باتفاق الجميع ليست من المواقيتالمحددة شرعا" ومثل هذا لا يجهله احد من المنتسبين الى العلم وخصوصا علماء المغرب الحافظين المدققين لان المواقيت عينتها الاحاديث التي اجمعت على بعضها كذي الحليفة الجحفة وجاء بعضها في احاديث دون اخرى كيلملم وذات عرق واما جدة فانها لم يرد لها ذكر لكنها ميقات باجماع لاهلها وميقات ايضا لمن نزل بها من البحر عند من لا يقول بالاحرام من السفن وهو الامام مالك بن انس وجميع صحبه قديما وحديثا ماعدا خليل بن اسحاق في مختصره بالنسبة الى راكب بحر عيذاب فقد الزمه بالاحرام فهذا هو معنى قول عالم المغرب ان جدة ميقات اي ميقات لاهلها ولمن نزل من البحر ولمن نزل بمطارها من الجو من باب احرى واولى
ومن المغالطة القول بان من نزل من البحر او من الجو يعامل معاملة من مر بالميقاتالمحدد المعلوم فانه يعتبر مبتدئا ولا مواصلا السفر مارا ونص الحديث المستشهد به هن لهن ولمن اتى عليهن لا يدل على ان راكب البحر او الجو اتى عليهن لانه منها على بعد كبير في الجو او في البر والبحر غاية ما يقال انه حاذى احداهن وقضية الاحرام بالمحاذاة لم يتفق عليها
خامسا: قول شيخ المغرب لالمنقول عنه في الرد "لسنا مطالبين بالاحرام في الجو" قول صحيح لا غبار عليه ولا يملك الدكتور نصا يوجب احرام الحاج في الجو كما لا يملك نصا على وجوب احرام راكب السفينة في البحر والقضية قضية ايجاب ولا يكون وجوب الا بنص او اجماع كما بينه الامام ابو محمد بن حزم رحمه الله
واما التعليل بالشك في مرور الطائرة على الميقات فانه لا ينبغي الشك لحظة في ان الطائرة قطعا لا تمر بالميقات وانما قد تحاذيه كما تحاذيه السفينة في البحر وقد مر بيان اختلاف العلماء في وجوب الاحرام بالمحاذاة واجماع المالكية على عدم وجوبه ولا المطالبة به في بحر عيذاب وعلى الاذن في تاخيره في بحر القلزم مع الفدية لعلة اخرى وقد عللوا ايضا اي تاخير بالضرورة والحرج وانكار الحرج الذي يصيب المحرم في الطائرة انكار للمحسوسات والاحتجاج بزواله لزوال الضروورات والحرج تشريع جديد
واما كون الربان غير مسلم فلنجعل اعلامه من باب الخبر والخبر يقبل فيه قول الواحد عدلا كان او غير عدل ولو غير مسلم ولكن انى لغير المسلم ان يهتم بركن من اركان الدين اهتمام المسلم اهتماما يتحرى فيه التحري الكامل المحسوب بالثواني وسرعة الطائرة رهيبة تجعلها لا تطير فوق الجحفة "عمالة الجحفة كلها 15 كلم" اكثر من دقيقة واحدة اذا سارت بسرعة900كلم في الساعة واي جدوى في دقيقة او دقيقتين اوثلاث؟ فلا بد ان يقع الاحرام مع كل تحر اما قبل الجحفة او بعدها وذلك لا يحقق غرض الاحرام في الطائرة
واما القول بان عبد الله بن اريقط كان دليل رسول الله صلى الله عليه وسلم في طريقه الى الهجرة وكان يقبل قوله فان عبد الله لم يكن دليلا له صلى الله عليه وسلم في كيفية عبادة من العبادات ولا في اداء ركن من الاركان انما كان دليله في معرفة الطريق فالقاعدة التي يقبل بها قول الطيار ان قوله من باب الخبر لا من باب الشهادة ولو كان من باب الشهادة لوجب فيها التعدد والعدالة كما هو مقرر عند العلماء
سادسا الزام الشيخ بقياس نفي الصلاة في الجو على نفي وجوب الاحرام في الجو مغالطة لان الصلاة قد يصليها المسلم وهو غير متيقن بان وجهه الى الكعبة يكفيه ان يتجه نحوها جهة الشرق وكان الله بالمؤمنين رحيما اذ قال " فول وجهك شطر المسجد الحرام" ولو قال الى المسجد الحرام للزم الحرج وقد يشك في القبلة ولا يجد من يدله فيتحرى باجتهاد وفي الطائرة يتحرى ان يكون وجهه قبل مكة ويشرع فيها
سابعا مر الدكتور بما ذكره الشيخ من حرج يلزم المحرم في الطائرة مر الكرام ولم يبينه ولو شاء الحقيقة لذكره فالمحرم مقدم على الشروع في عبادة سافر اليها الاف الاميال واجتاز من اجلها
كثيرا من الاهوال وقد يكون من النسوان او من الرجال ولا بد ان يتهيا للاحرام بدنيا ونفسيا وفي ذلك من الحرج والضيق ما لا ينكره الا من ينكر ضوء الشمس والاحرام ليس نية فقط بل يصحبها قول وعمل
¥