وخالفهما يحيى بن إسحاق، فرواه عن ابن لهيعة، عن حبان بن واسع، عن خلال بن السائب، عن أبيه.
وقال عبدالله بن أحمد: " وقد خالفوا قتيبة في إسناد هذا الحديث، وأبي حسب قتيبة وهم فيه، يقولون: عن خلاد بن السائب، عن أبيه ".
قلت: ولعل هذا الاضطراب من ابن لهيعة.
ثالثاً: حديث ابن عباس
أخرجه أبوداود في " سننه " (2/ 78 / 1485) حدثنا عبدالله بن مسلمة، ثنا عبدالملك بن محمد بن أيمن، عن عبدالله بن يعقوب بن إسحاق، عمن حدثه، عن محمد بن كعب القرظي، حدثني عبدالله بن عباس، أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم –، قال: " لا تستروا الجدر، من نظر في كتاب أخيه بغير إذنه فإنما ينظر في النار، سلوا الله ببطون أكفكم، ولا تسألوه بظهورها، فإذا فرغتم فامسحوا بها وجوهكم ".
ومن طريقه أخرجه البيهقي في " السنن الكبرى " (2/ 212).
قال أبو داود: " روي هذا الحديث وجه عن محمد بن كعب كلها واهية، وهذا الطريق أمثلها، وهو ضعيف أيضاً ".
قلت: إسناده ضعيف؛ عبدالملك بن محمد قال ابن القطان: " حاله مجهولة " (تهذيب التهذيب 3/ 511).
ولجهالة الراوي عن محمد بن كعب، ولعله صالح بن حسان أو صالح بن ميمون، كما سيأتي.
والحديث أخرجه ابن ماجه في " سننه " (1/ 373 / 1181) و (2/ 1272 / 3866)، وابن حبان في " المجروحين " (1/ 368)، وابن نصر في " كتاب الوتر " (65 – مختصره)، والطبراني ف " المعجم الكبير " (10/ 319 / 10779)، والحاكم في " المستدرك " (1/ 563)، وابن عدي في " الكامل " (4/ 51)، وابن الجوزي في " العلل المتناهية " (2/ 840 / 1407).
من طريق صالح بن حسان الأنصاري، عن محمد بن كعب القرظي، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –:
" إذا دعوت الله، فادع بباطن كفيك، ولا تدع بظهورهما، فإذا فرغت، فامسح بهما وجهك ".
قال أبوحاتم كما في " العلل " لابنه (2/ 351 / 2572): " هذا حديث منكر ".
وقال البوصيري في " زوائده " (1/ 141): " هذا إسناد ضعيف؛ لاتفاقهم على ضعف صالح بن حسان ".
قلت: وهذا الإسناد ضعيف جداً؛ صالح بن حسان قال ابن معين: " ليس بشيء "، وقال البخاري: " منكر الحديث "، وقال النسائي: " متروك الحديث " (تهذيب التهذيب 2/ 725).
ولكن صالح بن حسان توبع، فتابعه عيسى بن ميمون، عن محمد بن كعب، به.
أخرجه ابن نصر في " كتاب الوتر " (66 – مختصره).
وعيسى بن ميمون قال النسائي: " ليس بثقة "، وقال ابن حبان: " يروي أحاديث كلها موضوعات " (سقطت ترجمة هذا الراوي وعدة رواة من تهذيب التهذيب ط: دار إحياء التراث العربي).
وتابعهما مصادف بن زياد المديني، عن محمد بن كعب، به.
أخرجه الحاكم في " المستدرك " (4/ 270) من طريق محمد بن معاوية، ثنا مصادف بن زياد المديني، به.
ومحمد بن معاوية قال ابن معين: " ليس بثقة "، وقال النسائي: " ليس بقة، متروك الحديث " (تهذيب التهذيب 5/ 296).
رابعاً: مرسل الزهري
أخرجه عبدالرزاق في " مصنفه " (2/ 247 / 3234) عن معمر، عن الزهري، قال: " كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يرفع يديه عند صدره في الدعاء، ثم يمسح بهما وجهه ".
وهذا الإسناد صحيح إلى مرسله.
الخلاصة
يتلخص مما سبق أن المحفوظ إرساله، وأما باقي الطرق فشديدة الضعف لا يُقوي بعضها بعضاً، فتحسين ابن حجر للحديث بشواهده في " بلوغ المرام " (3/ 61 – تقريب)، وكذا الصنعاني في " سبل السلام " (4/ 1543) ليس بجيد.
ـ[محمد أحمد جلمد]ــــــــ[21 - 04 - 05, 09:11 ص]ـ
السلام عليكم
أخي راجع بحث الحديث الحسن بين الحد والحجية في خزانة الكتب والأبحاث