يستلزم وقوفها وهو اللبس الذي أزاله صلى الله عليه وسلم بقوله:" فتصبح طالعة من مطلعها ثم تجري لا يستنكر الناس منها شيئا"
وتفسير الأخ أبو عبد الرحمن بن أحمد له بقوله: إنما مراده أنهم لا ينكرون شيئا منها حتى ينكرون منها خروجها من مغربها، كما في الحديث "
فأن مع الأخ أبو عبد الرحمن لأن ما ذهب إليه هو الظاهر من اللفظ ,اللفظ لا يصرف عن ظاهره إلا بدليل،ولا دليل لديك،وما ذهبت إليه تأويل بعيد،وإن كان لا تعارض بين الأقوال ويمكن الجمع بينها.
وقد قرأت أن عالم أوكراني قد أسلم،بعد أن عمل دراسة على القطبين فوجد أن القطب الشمالي يسير باتجاه الجنوب بسرعة 10 كلم في السنة،وفي أوائل السبعينات زادت سرعته لتصل إلى 40كيلو في السنة، إلا أن هذه السرعة زادت في السنوات الأخيرة لتصل إلى 200كلم في السنة، مما يعني أن الأرض قطبي الأرض بعد عدة سنوات سوف تتبادل وهذا سيؤدي إلى انقلاب حركة الأرض حول محورها، مما يعني أن الشمس ستخرج من المغرب.
وقرأت أيضا أن الأجرام السماوية تشبه في جريانها حول نفسها جريان كرة ربطت في خيط ثم أديرة فهي تدور حول نفسها فترة من الزمن ثم تتوقف برهة لتعاود الدوران في الاتجاه المعاكس، وهذا ما يفسر خروج الشمس من مغربها.
إلى أن هذا التوجيه فيه نظر لأنه لو صح لأستمر خروجها من مغربها لفترة زمنية طويلة لكن الثابت في الأحاديث أنها تخرج من مغربها يوم ثم تعود لما كانت عليه.
إلا أن هذه التفسيرات قد لا تخلو من جانب من الصحة ويمكننا الجمع بينها وبين الأحاديث الواردة فيها.
وهو أنه حين حدوث الانقلاب بين قطبي الأرض فإن هذا الإنقلاب سيؤثر على المجال المغناطيسي للأرض مما سيؤدي إلى توقفها برهة من الزمن،وهذا التوقف الذي يسبق إندفاع الأرض في الإتجاه المعاكس والذي سيتسبب حتما في توقف الزمن فيطول اليل الذي يسبق خروج الشمس،وقد يكون هو ما ذكره المصطفى صلى الله عليه وسلم،فقد جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري:
" عن وهب بن جابر الخيواني بالخاء المعجمة قال كنا عند عبد الله بن عمرو فذكر قصة قال ثم أنشأ يحدثنا قال: ان الشمس إذا غربت سلمت وسجدت واستأذنت في الطلوع فيؤذن لها، حتى إذا كان ذات ليلة فلا يؤذن لها وتحبس ما شاء الله تعالى، ثم يقال لها اطلعي من حيث غربت. قال فمن يومئذ إلى يوم القيامة لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل وأخرجه عبد بن حميد في تفسيره عن عبد الرزاق كذلك ومن طريق أخرى وزاد فيها قصة المتهجدين وأنهم هم الذين يستنكرون بطء طلوع الشمس واخرج أيضا من حديث عبد الله بن أبي أوفى قال تأتي ليلة قدر ثلاث ليال لا يعرفها إلا المتهجدون يقوم فيقرأ حزبه ثم ينام ثم يقوم فيقرأ ثم ينام ثم يقوم فعندها يموج الناس بعضهم في بعض حتى إذا صلوا الفجر وجلسوا فإذا هم بالشمس قد طلعت من مغربها فيضج الناس ضجة واحدة حتى إذا توسطت السماء رجعت وعند البيهقي في البعث والنشور من حديث بن مسعود نحوه فينادي الرجل جاره يا فلان ما شأن الليلة لقد نمت حتى شبعت وصليت حتى أعييت". فتح الباري ج11/ص355.
وقد نقلت لكم النص كاملاً كما ورد فيه من طرق ومن تعليق، فأرجوا معذرتي على تقصيري من حيث التوثيق.
أما ما أنقدح في ذهني من جواب للإلتباس السابق، فإني أقول لعل الشمس تستأذن ربي في الشروق في كل لحظه، أي بحسب البلدان فتستأذن لتشرق على هذه البلاد،ثم تستأذن لتشرق على تلك التي بعدها وهكذا، والنبي صلى الله عليه وسلم وجه السؤال لأبي ذر:" أتدري أين تذهب؟ " حين غربت الشمس.ثم أجابه عليه الصلاة والسلام: قال فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فتستأذن. فهذا يدل أنها حين تغرب تشرق، ولا مجال للشك في ذلك،فهي تغرب عن ناس لتستأذن في الشروق على غيرهم.
ولا يلزم من سياق الحديث أنها حين تذهب تغرب تذهب لتستأذن في الشروق على نفس من غربت عنهم.
لذا فهي في دائمة السجود والإستأذان.
الحاصل أن الشمس تستأذن للشروق بإستمرار، فإذا جاء الوقت الذي لن يؤذن لها فيه فإنها ستتوقف عن الشروق_وهو ما قد يفسر بأنه بسبب توقف الأرض عن الدوران،حسب ما سبق وأن ذكرته من تفاسير علمية لذلك _ثم تطول تلك الليلة لتعود الشمس في الخروج من مغربها –وذلك قد يفسر بسبب حركةالأرض العكسية حول محورها- وهذا يكون في البلاد تباعاً فتخرج على البلد الأول ثم الثاني والثالث تباعاً،حتى تكمل دورتها المعتادة. وستكون أول البلاد التي تخرج عليها من الشمس من مغربها، هي آخر البلدان التي غابت عنها الشمس، وقد يكون هذا هو تأويل قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: "فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فتستأذن فيؤذن لها ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها وتستأذن فلا يؤذن لها يقال لها ارجعي من حيث جئت فتطلع من مغربها "
إن لم يصح التأويل الأول.
و قد لايكون بعيد عن وقتنا هذا،وأقول هذا لسببين:
1 - أن التفسيرات العلمية لما قد يحدث قد بدأت بالظهور،ونحن نعلم أن الكفار يفسرون الحدث بتفسير علمي يقلل من شأنه، وهاهي بوادر التفاسير.
2 - بحسب ما ذكره العالم الأوكراني الذي أسلم بأن القطب المتجمد زادت سرعته في اتجاه الجنوب، بمعدل كبي مقارنة بما كان عليه قبل حوالي ثلا ثون عام، ولا نعلم قد تزيد هذه السرعة في الأعوام القادمة.
وقد يتساءل البعض لما لا يعلم الناس بهذه الظاهرة قبل حدوثها لديهم، أي أنها إذا خرجت على بلد ما، لما لا ينتقل الخبر للبلاد الأخرى قبل خروج الشمس عليهم من مغربها، خاصة مع تقدم وسائل الاتصال؟
وقد يكون الجواب: أن العالم قد تصيبه إنتكاسة قبل ذلك الوقت، فيفقد كل وسائل التكنلوجيا والتقدم، ويعود كما كان، فيعسر إنتقال الخبر إليهم.
وتعلمون الأحاديث الواردة في الملحمة ودلالاتها على عودة الناس كما كانوا،والملحمة كما هو معلوم تسبق خروج الشمس من مغربها ..
هذا ما بدا لي والله أعلم.
¥