تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

* أما ما حاول به الشيخ ناصر الألباني -رحمه الله- إثبات أن ذلك كان بعد الحجاب فمحاولة واهية لا تقوم على أساس من الصحة فهذا أول دليل ذكره مثبتًا به أن هذه القصة - قصة السفعاء الخدين - كانت بعد الحجاب قال الأول: حديث أم عطية -رضي الله عنها- (أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لما أمر النساء أن يخرجن لصلاة العيد قالت أم عطية: إحدانا لا يكون لها جلباب؟. قال: ((لتلبسها أختها من جلبابها)). قال ففيه دليل على أن النساء إنما كن يخرجن إلى العيد في جلابيبهن وعليه فالمرأة السفعاء كانت محتجبة.

قلت: فهل في هذا إشارة يا أولي النُّهى إلى أن قصة سفعاء الخدين كانت بعد الحجاب؟!!! وهل هو عيد واحد الذي صلاه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم؟ وهل قبل أمره صلى الله عليه وعلى آله وسلم للنساء بالخروج لم تكن امرأة تخرج لصلاة العيد؟!

أما الدليل الثاني الذي ذكره الشيخ ناصر - رحمه الله - فهو حديث ضعيف لا ندين الله به؛ ففي إسناده إسماعيل بن عبد الرحمن بن عطية والصواب لدينا أنه مجهول وقد قال عنه الحافظ ابن حجر (مقبول) ومعناه - عنده- إذا توبع وإلا فلين فلا نحتج به, ثم إن هذا الحديث الضعيف الذي قال عنه الشيخ يستشهد به فيه أن عمر مد يده من خارج الباب ومددن أيديهن من داخل فهل يستجيز الشيخ بذلك جواز مصافحة الرجل للنساء؟!!! اللهم غفرًا.

* ثم إن الشيخ -رحمه الله- لم يشر إلى الاختلاف الوارد في لفظ: (سفلة النساء) و (سطة النساء) , بل عزا الحديث إلى النسائي وأحمد والبيهقي والدارمي بلفظ: (سطة) وهذا غلط فليس عند أحد منهم بلفظ: (سطة) , هذا وبالله تعالى التوفيق.

(23) في بعض الروايات, (وإن لم يحجبها فهي أم ولد) , وفي هذا الحديث دليل واضح على أن الإماء لا يلزمهن من الحجاب الذي يشمل ستر الوجه ما يلزم الحرائر, ومع ذلك فإن خشيت الفتنة من قبلهن لزمهن الستر كما نص على ذلك غير واحد من أهل العلم, ولعمومات الشريعة التي تقضي بسد الذرائع والنهي عن الفساد, والله أعلم.


الدليل الثالث للمبيحين: قصة الخثعمية وتفنيد الاستدلال به قال الإمام البخاري -رحمه الله- (فتح 11/ 8):

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير