تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومن المعلوم أن نسبة مذهب أو طائفة أو جماعة إلى بدعة لاتكون بوقوع واحد من أفرادهم فيها، فلا يصح أن ينسب الحنابلة إلى التجسيم بفرض التسليم جدلاً بأن أحدهم كان مجسماً، ولايصح نسبة الشافعية إلى الأشعرية لأن أحد أئمتهم كان كذلك، ولا السلفية إلى سوء الأدب مع المشايخ لأن أحدهم كذلك، ولا الإخون المسلمين إلى المذهب العقلاني –بزعمهم- المستغرب لأن أحدهم كان كذلك، وكذلك لا يصح أن نصف الصدر الأول من الصوفية بالبدعة لأن أحدهم كان مبتدعاً، فكيف إذا أنكر عليه غيره من منتسبي التصوف، فإن سياسة أخذ الكل بخطأ البعض سياسة الظالمين المعتدين، فهل ياترى من عمم الحكم ومنع التفريق علم بحجة أن القوم على عقيدة من ثبتة عنده عليه التهمة؟ (أم لم ينبأ بما في صحف موسى * وإبراهيم الذي وفى * ألاتزر وازرة وزر أخرى * وأن ليس للإنسان إلاّ ما سعى).

الوجه الرابع: لقد تاب الحارث المحاسبي مما أخذ عليه، وبقي كسري السقطي والجنيد وأمثالهم من شيوخهم المتقدمين أرباب الطرق المستقيمة، "ذكره معمر بن زياد في أخبار شيوخ أهل المعرفة والتصوف، وذكر أبوبكر الكلابآذي في كتاب التعرف لمذاهب التصوف عن الحارث المحاسبي أنه كان يقول: إن الله يتكلم بصوت، وهذا يناقض قول ابن كلاب" [ينظر درء التعارض 7/ 148 - 149، والاستقامة ص208، ومنهاج السنة 1/ 424 وقد ذكر في غيرها]. ولعل هذا أحد الأسباب التي جعلت الأئمة لايخرجونه من جملة أهل السنة كما سيأتي.

الوجه الخامس: مع بدعة الحارث هذه (سواء الكلامية في اعتقادي أو الصوفية في اعتقادك) لم يخرجه أهل العلم من جملة أهل السنة، بل حاله كحال كثير من الأئمة منهم الأشعري نفسه الذي مات على السنة وصنف الإبانة والمقالات [رغم أن فيهما مسائل أخذت عليه فيهما]، وقريب منه الحافظ ابن حجر الذي تأثر بالأشاعرة في بعض مسائل الصفات، ومنهم الإمام النووي ومنهم آخرون لم يلتزموا مناهج المخالفين لأهل السنة وإن تأثروا بها فلم يخرجهم ذلك عن جملة السلف أو أهل السنة، فليس من منهج أهل السنة أن كل من وقع في كفر فهو كافر أو بدعة فهو مبتدع، وقد مضى نقل شيخ الإسلام في هذا المعنى، ولهذا تجد أن الإمام ابن تيمية وهو شيخ الإسلام المنافح عن عقيدة أهل السنة ينص على أن الحارث المحاسبي كان أعلم بالسنة والحديث وأقوال الأئمة من الأشعري [الدرء 7/ 98]، وقد كان الأشعري عنده من جملة مثبتتة أهل السنة فتأمل. بل قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الصفدية: "ولهذا كان في كلام السلف كأحمد والحارث المحاسبي وغيرهما اسم العقل يتناول ... "إلخ [2/ 257]، فانظر كيف عده من السلف، وقال مرة: "والمنصوص عن أئمة الدين أن العقل غريزة كما ذكر ذلك أحمد بن حنبل والحارث المحاسبي وغيرهما" [الصفدية 2/ 331]، فانظر كيف جعله من أئمة الدين، وانظر كذلك الرد على المنطقيين ص94، ولهذا قال الذهبي رحمه الله بعد أن ذكر قول الإمام أبوزرعة متعقباً: "وأين مثل الحارث؟! " [ميزان الاعتدال 2/ 164].

فهذه خمسة أوجه تبين أوجه ما قيل في الحارث المحاسبي من طعن، وتبين أنه لايساعد من استدل به على إخراجه من جملة أهل السنة والحمد لله.

ـ[أبو المنذر الأثري]ــــــــ[03 - 04 - 05, 03:22 ص]ـ

بارك الله فيك أخونا حارث همام على ماسطرته يداك

الاخوان ابو مقاتل والحنبلي،، الرفق الرفق

نحن ندخل هذا المنتدى المبارك للفائده وليس للكلام في فلان او علان، وانتقادي على ادراج اسم عمرو خالد

هنا لأني رأيت عدم الفائده في ذكر إسمه سوى ان الموضوع سيتحول الى شيء لم نكن تعودناه في هذا

المنتدى .. تقبلا من أخوكما نصيحته وفقنا الله واياكم للخير.

ـ[ابوحمزة]ــــــــ[10 - 04 - 05, 03:04 ص]ـ

الإخ حارث جزاك الله خيرا

لقد بينت الامر بعض الناس لو رؤوا معك كتب من كتب المحاسبي

لاشتد نكيرهم اكثر لو كان معك كتاب من كتب الإمام الغزالي

أو شيخ العبد القادر الجيلاني

ولقد رأيت بعض كتب المحاسبي ولم اجد فيها شئ يعاب فيه

بل كتبه أقرب الي السنة والي السلوك الصحيح من كتب المتأخرين

الامام المحاسبي اثني عليه الامام النووي قال عنه في كتابه بستان العارفين:

وروينا عن السيد الجليل الإمام العارف الحارث المحاسبي ....

واثني علي كتبه الامام الخطيب البغدادي (انظر الي تاريخ البغداد)

وكتابه شرح المعرفة وبذل النصيحة يقول فيه:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير