تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

"وأعون الأمور لك علي التقوي لزوم طريق أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم

وإياك والمحدثات الأمور والرغبة عن طريقهم فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة

والضلالة واهلها في النار اعاذنا الله تعالي واياك من النار

وأعلم آنك اذا اخذت طريق أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم فقد اخذت بغاية الصدق

وأفلحت حجتك ونلت بغيتك فلا تخالفهم في شئ من الأشياء فإنهم كانوا علي الحق المبين

والنور الواضح فاتبع سبيلهم ومنهاجهم ولا تعرج عنهم فيعرج بك ولا تخالفهم فيخالف بك" ص 70

وفي موضع ثاني قال الحارث رحمه الله رحمه الله:

"واعلم رحمك الله تعالي أنه ليس مما يحل بقلب العبد من عمل الطاعات علم لما مضي أو ما بقي أو تقديم

صفة شئ من الغيب بعد أن يصفه العبد أو يقول إنه رأي شيئا من ذلك إلا بالصفة علي سمع في الخبر**

فمن ادعي أنه رأي شيئا من أهوال القيامة أو شيئا من أمر رب العالمين أو رأي العرش او الكرسي

أو رأي الله عز وجل فقد كذب وذهبت به المذاهب

ولا يأمن أن يعظم ذلك في قلبه حتي يرسخ فيصير صاحب بدعة يدعو الناس إليها

ومن زعم أنه يعرج به أو يكلم الرب تعالي أو يذهب إلي مكة في ليلة أو يدعي شيئا من أعلام النبوة

فهذا رجل كذاب ضال مضل

فاتق هذا الباب, فأن صاحب هذا الطريق إما أن يكون صديقا أو يكون زنديقا

ومن زعم انه يري النور أو الملائكة أو الحور فهو كذاب

وإنما نور الله العلم والقران والمعرفة تمير بين الحق والباطل فاحذر هذا الباب رحمك الله تعالي

واحذر اهله ومن يدعو إلي هذا الامر والزم الأمر الأول ما كان عليه محمد صلي الله عليه وسلم

وأصحابه رضوان الله عليهم اجمعين والتابعون ومن تبعهم ممن ثبتت عنهم الروايات

ولا تدخلن في شئ مما أحدث الناس من العبادة وغيرها فإن الأمر ليس إلا الامر الأول

واتق الله وعليك بالعتيق واحذر جهدك ما ابتدع الناس" انتني صفحة 86

أرأيتم ما قاله رحمه الله فأين هذا الكلام من متصوفة اليوم

هكذا كان ائمة التصوف في القرن الثالث ولذلك يجب أن ينتبه الناس في كلامهم عن الناس

نعم له أخطاء

ولكن لو فعلنا به ذلك فلماذ لا نفعل مع ذلك الامام ابن حزم

الامام ابن حزم في باب العقيدة قال اشياء اظنها اكثر مما قال الامام الحارث

وابن حزم هجره كثير من العلماء ومع ذلك يأخذ ما فيه كتبه من الفوائد ويترحم عليه ولا نقول عنه أنه مبتدع

اذا قارننا بين كتب الامام المحاسبي وكتب شيخ الاسلام الانصاري

نجد أن كتب الامام الحارث في السلوك اقرب الي السنة

واقل خطأ من كتب شيخ الاسلام الانصاري الهروي الصوفي. صاحب منازل السائرين ...

فلماذا يبدع الحارث ولا يبدع شيخ الانصاري الهروي؟

ولذلك نترحم عليهم أجمعين ونترك ما اخطئوا فيه ونأخذا ما أصابوا فيه

قال الإمام السبكي في طبقات الشافعية:

" ذكر البحث عما كان بينه وبين الإمام أحمد

أول ما نقدمه أنه ينبغى لك أيها المسترشد أن تسلك سبيل الأدب مع الأئمة الماضين وأن لا تنظر إلى كلام بعضهم فى بعض إلا إذا أتى ببرهان واضح ثم إن قدرت على التأويل وتحسين الظن فدونك وإلا فاضرب صفحا عما جرى بينهم فإنك لم تخلق لهذا فاشتغل بما يعنيك ودع مالا يعنيك ولا يزال طالب العلم عندى نبيلا حتى يخوض فيما جرى بين السلف الماضين ويقضى لبعضهم على بعض فإياك ثم إياك أن تصغى إلى ما اتفق بين أبى حنيفة وسفيان الثورى أو بين مالك وابن أبى ذئب أو بين أحمد بن صالح والنسائى أو بين أحمد ابن حنبل والحارث المحاسبى وهلم جرا إلى زمان الشيخ عز الدين بن عبد السلام والشيخ تقى الدين بن الصلاح فإنك إن اشتغلت بذلك خشيت عليك الهلاك فالقوم أئمة أعلام ولأقوالهم محامل ربما لم يفهم بعضها فليس لنا إلا الترضى عنهم والسكوت عما جرى بينهم كما يفعل فيما جرى بين الصحابة رضى الله عنهم

إذا عرفت ذلك فاعلم أن الإمام أحمد رضى الله عنه كان شديد النكير على من يتكلم فى علم الكلام خوفا أن يجر ذلك إلى ما لا ينبغى ولا شك أن السكوت عنه ما لم تدع إليه الحاجة أولى والكلام فيه عند فقد الحاجة بدعة وكان الحارث قد تكلم فى شئ من مسائل الكلام

قال أبو القاسم النصراباذى بلغنى أن أحمد ابن حنبل هجره بهذا السبب

279.

قلت والظن بالحارث أنه إنما تكلم حين دعت الحاجة ولكل مقصد والله يرحمهما

وذكر الحاكم أبو عبد الله أن أبا بكر أحمد بن إسحاق الصبغى أخبره قال سمعت إسماعيل بن إسحاق السراج يقول قال لى أحمد بن حنبل بلغنى أن الحارث هذا يكثر الكون عندك فلو أحضرته منزلك وأجلستنى من حيث لا يرانى فأسمع كلامه فقصدت الحارث وسألته أن يحضرنا تلك الليلة وأن يحضر أصحابه فقال فيهم كثرة فلا تزدهم على الكسب والتمر فأتيت أبا عبد الله فأعلمته فحضر إلى غرفة واجتهد فى ورده وحضر الحارث وأصحابه فأكلوا ثم صلوا العتمة ولم يصلوا بعدها وقعدوا بين يدى الحارث لا ينطقون إلى قريب نصف الليل ثم ابتدأ رجل منهم فسأل عن مسألة فأخذ الحارث فى الكلام وأصحابه يستمعون كأن على رؤوسهم الطير فمنهم من يبكى ومنهم من يحن ومنهم من يزعق وهو فى كلامه فصعدت الغرفة لأتعرف حال أبى عبد الله فوجدته قد بكى حتى غشى عليه فانصرفت إليهم ولم تزل تلك حالهم حتى أصبحوا وذهبوا فصعدت إلى أبى عبد الله فقال ما أعلم أنى رأيت مثل هؤلاء القوم ولا سمعت فى علم الحقائق مثل كلام هذا الرجل ومع هذا فلا أرى لك صحبتهم ثم قام وخرج وفى رواية أخرى أن أحمد قال لا أنكر من هذا شيئا

قلت تأمل هذه الحكاية بعين البصيرة واعلم أن أحمد بن حنبل إنما لم ير لهذا الرجل صحبتهم لقصوره عن مقامهم فإنهم فى مقام ضيق لا يسلكه كل أحد فيخاف على سالكه وإلا فأحمد قد بكى وشكر الحارث هذا الشكر ولكل رأى واجتهاد حشرنا الله معهم أجمعين فى زمرة سيد المرسلين وعلى آله وأصحابه وسلم أنتهي

مجلد الثاني صفحة 278

=========

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير