تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

من قلة علم الرجل أن يقلد دينه علوم الرجال

فمن فضل الله علينا أنه ليس في الإسلام كهنوت ولا فاتيكان يحتكر تفسير القرآن وفهم السنة، بل إن الحق الذي في الكتاب والسنة هو الحَكَم على الرجال وليس الرجال حَكَمٌ على الكتاب والسنة ...

إن في الكلمة الخالدة "اعرف الرجال بالحق، ولا تعرف الحق بالرجال" منهجاً ينبغي على الموفقين السير عليه، فالمبادئ والأصول هي المرجع والحاكم، فتقديس الرجال وعصمتهم غير مقبول في عقيدة أهل السنة والجماعة،أما الرافضة فهم الذين يعتقدون عصمة أئمتهم.

يتقرر لك أن ليس لأحد من العلماء المختلفين، أو من التابعين لهم والمقتدين بهم أن يقول: الحق ما قاله فلان دون فلان، أو فلان أولى بالحق من فلان. بل الواجب عليه- إن كان ممن له فهم وعلم وتمييز- أن يرد ما اختلفوا فيه إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وليس أحد من العلماء المجتهدين والأئمة المحققين بمعصوم، ومن لم يكن معصوما فإنه يجوز عليه الخطأ، والتقليد المطلق والتعصب لعالم معين غير صحيح وهذا ما وضحه ابن مسعود ألا لا يقلدنا أحدكم دينه رجلاً إن آمنَ آمن، وإن كفرَ كفر، فإنه لا أسوة في الشر).

وقال أبو حنيفة: (لا يحلُّ لمن يُفتي من كُتُبي أن يُفتي حتى يعلم من أين قلتُ).

وقال الإمام أحمد: (من قِلة علم الرجل أن يقلِّد دينه الرجال).

فالحنبلي معه كثير من الحق في كثير من المسائل، والشافعي والمالكي والحنفي كلهم كذلك، وقد تفرد الإمام ابن حزم عن الأئمة الأربعة ببعض المسائل وكان الحق معه، فالأئمة يتفاوتون في بلوغ الأدلة لهم ومعرفة صحيحها من ضعيفها وناسخها من منسوخها ومطلقها من مقيدها، والمحق يتبع من كان الحق معه دون تحيز، ويرد الباطل دون تشنيع أو قدح في ذواتهم وتنتقص لمكانتهم، لأنهم مجتهدون، فهم دائرون بين الأجر والأجرين.

ومع ذلك فلا يجب على أحد اتباع واحد منهم، ومن زعم ذلك فقد ضل سواء السبيل، فإنه لا يجب اتباع أحد سوى النبي صلى الله عليه وسلم لأن قوله الحق ولا ينطق عن الهوى.

وأما غيره من العلماء وأئمة المذاهب وغيرهم فلا يؤخذ من أقوالهم إلا ما وافق الحق، وهذه المسألة مسألة كبيرة مهمة لا تلج إلا قلب من الهمه الله رشده ووقاه شر نفسه.

وكم من مدع للعلم مشتغل بالتصنيف وقع في التعصب المهلك والتقليد الأعمى، ويغضب إذا خولف إمامه ما لا يغضب لكتاب الله ولا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فالموفق من جعل كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم حكماً على قول كل أحد، وإن خالفه من خالفه أو بدّعه من بدّعه، فقد جرت عادة المقلدين والمتعصبين في تبديع مخالفيهم وتضليلهم، وهذا شأن كل مبطل ومنحرف عن الحق والصراط المستقيم إذا عجز عن إقامة الحجة والدليل، لجأ إلى مثل هذه الأفاعيل.

وصاحب الحق يتعين عليه ألا يتزعزع عن الحق الذي عليه ويدعو إليه فإن الله ناصره ومؤيده ولا يزال منصوراً ما دام يقوم بنصر الدين ونصر الحق مخلصاً في ذلك لله ولا يزال معه من الله ظهير ما دام على تلك الحالة، قال تعالى {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}، وقال تعالى {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}، ومن نصره الله فقد كفاه شر أعدائه.

ولكن لا يتم النصرإلا بأمرين:

الإخلاص لله تعالى في القول والعمل.

وموافقة هدي النبي صلى الله عليه وسلم.

فإذا توفر هذان الشرطان فلا غالب له، وإن اجتمع عليه من بين المشرق والمغرب، قال تعالى: {إِنْ يَنْصُرْكُمْ اللَّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ}.

وفي النهاية هذا اجتهاد مني فإن كنت أصبت فمن الله وحده وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان، وأسأل الله لي وللإخوة في كل مكان الثبات على الحق، أسأل الله أن يوفقنا إياكم لما يحب ويرضى، كما أسأله أن يسامحنا وإياكم، وأن يهدينا جميعاً إلى صراطه المستقيم. هذا والله أعلم وأحكم والرد إليه أسلم

والحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

=====================

ملاحظة هناك الكثير من النصوص أخذتها من فتوى سليمان العلوان ومن مراجع أخرى كثيرة سأحاول أن أضعها، وأتمنى من الاخوان التصحيح والنقد فهذه أول مرة أكتب فيها مقالة شرعية مختصة بديننا الحنيف

ـ[أبو المنذر إيهاب أحمد]ــــــــ[01 - 04 - 05, 04:12 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيراً أخيى على نيتك الطيبة، ولزم التنويه عن أطباق الرجال، فمنهم المجتهد ومنهم المُتبِع ومنهم المقلد، ولكل حالٍ مقال.

بيد أن التقليد الأعمى مما عمت به البلوى لا سيما بين طلبة العلم، فما ينفكُ أحدهم يتشيعُ لشيخه ولما يبلغ رتبة المُتبِعِ بعد بل ما زال مُقلِداً.

جُهدٌ طيبٌ أخى، لعلى أبسط الكلام متى سنح الوقت والله المُستعان.

قال أخى: (كتبت (((موضوع))) حول التقليد أرجو من (((الأخوان))) التعليق عليه).

قُلتٌ: الصواب (موضوعاً)، وأى أخوين تخصيصاً طلب منهما أخى التعليق؟:) إبتسامة وُدٍّ.

بارك الله فيك

إنى أُحبُكَ فى الله

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أبو مقاتل المصرى

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير