قد أحلتني على مسألة ذكرتَها في بحثك عن الإمام الماجشون الذي ألقيته في مؤتمر القاضي عبد الوهاب بدبي، وما دريتُ وجه استدلالك بما أشرتَ إليه، فهل تريد أن تفهمني أنه إذا ثبت أن ما فعلوه بصلاتهم في الشعب الكبير قبل جمع = فسيثبت أن ترك صلاة الكسوف بعد العصر أيضا من إحداث الأمراء، كيف ذلك دكتور؟!!
ثم دكتور السؤال قائم كيف يسكت كل من ذكر في رواية الليث وغيرهم عن ذلك لو كان؟ أما تراهم في صلاة الأمراء بالشعب ذكروا ذلك وذموه؟ ونبهوا المسلمين إلى أن ذلك ليس من السنة في شئ، وممن نبه إلى ذلك صاحبك ابن حبيب – رحمه الله – نقل عنه ذلك الباجي في المنتقى، فراجعه غير مأمور، ولعله بين يديك في الواضحة.
ثم أخبرني دكتور هل وجدت فيما قرأتَ أن الأمراء ألزموا أحدا بالصلاة حيث ذكرتَ؟ أم هل جاءك أنهم زعموا أن ذلك من السنة؟ فهل تجد شيئا من هذا في كتب العلم التي بين يديك؟
دكتور موراني أعرف جيدا أنك ستأتيني – لو تكلمتَ - بأشياء أخرى نُقلت عن الأمراء أخطاؤا فيها السنة، أو أشياء فعلوها مخالفة للسنة، ولن تجد أعظم من البدعة المكفرة المنكرة التي اجتهد بنو العباس في نشرها – خلق القرآن – فهل وصل سمعك ما كان موقف أهل العلم من ذلك؟
إن وصل سمعك فقس عليه غيره، وإلا فاسأل من ينبئك اليقين؟ ولكن اسأل خبيرا.
فإن الغراب إذا كان دليل قوم .......
كذلك الأمر دكتور في كل ما تجده من مخالفة لدى الأمراء، سواء كانوا من بني أمية أو غيرهم حتى يومنا هذا.
أعود لكلام الشافعي – رحمه الله – لأذكرك بأمر – نسيت ذكره سابقا – وهو أنك تجد في قوله لو تأملته، أنه قال: ( ... وأحسب من روى عنه أن ... ).
هل تعلم دكتور ما تدل عليه كلمة أحسب؟ أحسب = أظن، والظن لا يخفى عليك في مثل هذه لا يفيد شيئا، مثل بلغني، أو قل أضعف من ذلك، فهو اجتهاد من الإمام الشافعي – رحمه الله – وما أحال على رواية أو ما يشبه ذلك، بل ظاهر لفظه أنه أيضا غير جازم بذلك.
ومما يزيدك دكتور يقينا أن من ذكروا في رواية الليث – رحمه الله – يذهبون إلى ما ذكر عنهم - عملا بما ذكرت لك من الروايات التي ذكرها بعدُ الإمام البخاري وغيره - وليس لأمر عرض = أن العلماء الذين عنوا بذكر مذاهب أهل العلم في المسائل الشرعية – وهم أعلم بهم وبحالهم واجتهاداتهم – ذكروا أن ذلك مذهب لهم، من هؤلاء الإمام ابن المنذر – رحمه الله – فاسمعه في الأوسط 5/ 312 - 313 - يقول: (ذكر صلاة الكسوف بعد العصر وعند طلوع الشمس:
اختلف أهل العلم في صلاة الكسوف بعد العصر؛ في وقت لا يصلى فيه؛ فقالت طائفة: يذكرون الله ويدعون، هذا مذهب الحسن البصري، والزهري، وعطاء بن أبي رباح، وعكرمة بن خالد، وعمرو بن شعيب، وابن أبي مليكة، وإسماعيل بن أمية، وأيوب بن موسى، وقتادة، وأبي بكر بن عمرو بن حزم.
وقال مالك: لا يصلى إلاّ في حين صلاة.
وقال الثوري: لا يصلى في الكسوف في غير وقت صلاة.
وقال يعقوب: إذا انكسفت الشمس بعد العصر فليست بساعة صلاة التطوع، ولكن الدعاء والتضرع حتى ينجلي ... ).
ثم ذهب – رحمه الله – يذكر مذهب الشافعي وأبي ثور ... وبعدهم ذكر قول إسحاق .. – رحم الله جميع أئمة أهل السنة والجماعة -.
ـ[د. م. موراني]ــــــــ[17 - 04 - 05, 12:44 ص]ـ
الفهم الصحيح
انك تجري هنا حوارا مع الذات , يعني مع نفسك
اذ تم حذف ما تشير اليه في حديثك القيم من جانب المشرف نهائيا فلا يمكنك قراءته غير أنه قال:
سببا لايقافي:
عدم امتثاله رغبة المشرفين، وتحدّيه لهم في هذا الرابط ......
هنا أتساءل:
فأين الدخول الى هذا الرابط؟ أين التحدي؟
مهما يكون من الأمر ومهما كان الرأي العام بهذه الفكرة بـ (ـالايقاف) في هذا الملتقي
فانني أتمسك بحريّتي العلمية التامة بتعبير رأيي بما ورد في التراث الذي ذكرته بغير أن (أفتي)
وبغير أن أتدخل في الشؤون الشرعية (معاذ الله!). فلم أفعل شيئا من هذا غير أن المشرف رأى غير ذلك وفي حينه يطلب:
الحوار العلمي الهادف البناء المتحلي بأدب الحوار، والنقاش مع المخالف.
نعم , (النقاش مع المخالف): حسن!
أين خالفت أنا في الرابط الذي كنا بصدده القواعد الشرعية وأين قلت انّ هذه القاعدة أو تلك مرفوضة؟
لا أريد أن أتدخل في الموضوع مرة أخرى ولا أريد أن أذكر ما ما جاء في الواضحة لابن حبيب في هذه المسألة وما ذكر أنّ كبار الأئمة المالكيين (اسما!) أخذوا بما ورد في خبر الليث بن سعد.
هذا لا يهم اليوم , لأنّ الرأي العلمي قد ذبح بغير السكين ....
الفهم الصحيح:
انني لست بشاعر , فمن هنا اليك بهذا البيت لابراهيم المعمار. أما تفسيره: فأنت وشأنك:
قد بلينا بأمير
ظلم الناس وسبّح
فهو كالجزار فينا
يذكر الله ويذبح
ـ[د. م. موراني]ــــــــ[17 - 04 - 05, 01:20 ص]ـ
ملاحظة:
لا أرحّب بالرسائل الخاصة حيث يعبّر المرء فيها بما لا يقول علانية في الملتقى.
يجب أن يتم كل ما يجري من النقاش العلمي علانية: بما في ذلك: الحذف والايقاف , الحوار حول الطرد ....
وكذلك حول الحوار العلمي .... مع المخالف.
غير أنني أغلقت الأبواب لمجموعة من المخطوطات عندي على الملتقى
ولن أذكر ما ورد فيها لكي لا (أتدخل) في (القضايا الشرعية)
فمن هنا يستريح أيضا كل من يزعم أنّ (الكافر) لا حق له بتناول هذا التراث ودراسته كما جاء ذلك في المشاركات التي لم يعلق المشرف عليها كلمة ما.
¥