فيا ترى هل هذا المولد يحبه رسول الله ويرضاه لنفسه صلى الله عليه وسلم، لهو ورقص وهدر للأموال والأوقات، وزعم النبهاني أن الإحتفال بالمولد لا يسؤ أحمدا صلى الله عليه وسلم، فقال:
يا هل ترى هذا يسؤ أحمدا أو هل تراه ليس يرضي الصمدا
فدتك نفسي اعمل ولا تخشى الردى وكرر المولدا ثم المولدا
تعش سعيدا وتمت في سعد
انظر حجة الله على العالمين (ص 241).
يتبع إن شاء الله تعالى.
ـ[عبدالغفار بن محمد]ــــــــ[07 - 04 - 05, 09:11 ص]ـ
الأحاديث الواهية والموضوعة المعتمدة في الإحتفال
المتتبع لإحتفالات المولد النبوي ومصنفاته، المنظومة والمنثورة يجدها مجمعة ولا تخرج عن هذه الأحاديث التي سنذكرها.
عقيدة حديث النور عمدة الإحتفال بالمولد وبه يُبدأ
عقيدة اخترعها أقطاب التصوف وأصلوا لها في كتبهم وأشعارهم، معتمدين على حديث موضوع لا أصل له في كتب السنة، نسبوه زورا وبهتانا لمصنف الإمام عبدالرزاق وليس فيه وهو كتاب مطبوع متداول بين أيدي طلبة العلم، وكل من ذكر الحديث من مصنفي كتب التصوف ومحققي كتبهم لم يستطع بيان موضع الحديث فيه.
وهذا الحديث الموضوع ضرره عظيم على العقيدة الإسلامية، لما فيه من مخالفة ما أخبرنا الله ونبيه عن أصل المخلوقات، وأيضا يعد هذا الحديث أصل عقائد التصوف كعقيدة تأليه النبي صلى الله عليه وسلم والحقيقة المحمدية، ووحدة وجود النبي صلى الله عليه وسلم.
حديث النور وتقسيماته
يسمى هذا الحديث بحديث جابر أو حديث النور، وهو عمدة تصانيف مشايخ المولد النبوي، ولفظه كما يلي:
"سأل جابر رضي الله عنه النبي عن أول شيء خلقه الله تعالى، فأجابه صلى الله عليه وسلم:
أول شيء خلقه الله تعالى نور نبيك يا جابر، خلقه ثم خلق منه كل خير وخلق بعده كل شيء، وحين خلقه أقامه قدامه في مقام القرب إثني عشر ألف سنة، ثم قسّمه أربعة أقسام، فخلق العرش من قسم، والكرسي من قسم، وحملة العرش وخزنة الكرسي من قسم.
وأقام القسم الرابع في مقام الحب إثني عشر ألف سنة، ثم جعله أربعة أجزاء، فخلق الملائكة من جزء، وخلق الشمس والقمر من جزء، والكواكب من جزء.
وأقام الجزء الرابع في مقام الرجاء إثني عشر ألف سنة، ثم جعله أربعة أجزاء: فخلق العقل من جزء، والعلم والحلم من جزء، والعصمة والتوفيق من جزء.
وأقام الجزء الرابع في مقام الحياء إثني عشر ألف عام، ثم نظر الله تعالى إليه فترشح النور عرقا، فقطرت منه مائة ألف وعشرون ألف وأربعة آلاف قطرة، فخلق الله من كل قطرة روح نبي ورسول.
ثم تنفست أرواح الأنبياء فخلق الله من أنفاسهم نور أرواح الأولياء والسعداء والشهداء والمطيعين من المؤمنين إلى يوم القيامة، فالعرش والكرسي من نوري والكربيون والروحانيون من نوري، وملائكة السموات السبع من نوري، والجنة وما فيها من النعيم من نوري، والشمس والقمر والكواكب من نوري والعقل والعلم والتوفيق من نوري، وأرواح الرسل والأنبياء من نوري والشهداء والسعداء والصالحون من نتائج نوري.
ثم خلق الله اثني عشر ألف حجاب، فأقام النور وهو الجزء الرابع في كل حجاب ألف سنة، فلما خرج النور من الحجب ركبه الله في الأرض، فكان يضيء منه ما بين المشرق والمغرب كالسراج في الليل المظلم.
ثم خلق الله تعالى آدم من الأرض وركب فيه النور في جبينه، ثم انتقل منه إلى شيث فكان ينتقل من طاهر إلى طيب، ومن طيب إلى طاهر إلى أن وصل إلى صلب عبدالله بن عبدالمطلب، ومنه إلى رحم أمي آمنة ثم أخرجني إلى الدنيا فجعلني سيد المرسلين، وخاتم النبيين ورحمة العالمين وقائد الغر المحجلين. هكذا كان بدء خلق نبيك يا جابر".
وقل أن تجد كتابا في المولد نثرا أو نظما يخلو من هذا الحديث الأسطورة، وقد عزاه يوسف اسماعيل النبهاني لعدة موالد كما نظمه في مولده في كتابه جواهر البحار (3/ 338، 363، 503، 517) كـ: مولد المغربي، وشرح مولد ابن حجر الهيتمي لابن عابدين ومولد الدرديري، كما بين النبهاني عقيدته في هذا الحديث في مولده المشهور في منطقة الحجاز وهو عندي بصوت بعض المنشدين، فقال:
أول خلق الله نور أحمد * أصل الورى سيد كل سيد
قِدما تَنَبّا قبل طين الجسـ * ـد فهو أب لوالد وولد
من قبل خلق آدم وبعد
أول خلق الله كان نوره * منه الورى بطونه ظهوره
فكان قبل عرشه بحوره * وقلمُ من بعده مسطوره
من كل موجود بدون حد
¥