تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قد كان من نور النبي الكل * العلو منه خلقه والسفل

فالكون فرع والنبي أصل * ليس له في العالمين مثل

لولاه ما أنفك الورى في قيد

وقفات مع حديث النور

تقسيمات هذا الحديث حديث خرافة، تثبت كذبه على النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه أسطورة من الأساطير، ولنا معه وقفات:

الوقفة الأولى: أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في عدة أحاديث في الصحيحين وغيرهما عن بدء الخلق، ولم يذكر لنا أن أول المخلوقات كان نوره صلى الله عليه وسلم، ولا أن مخلوقات بعينها خلقت منه:

فعن عمران بن حصين لما دخل عليه وفد اليمن يسألونه عن هذا الأمر – يعني بدء الخلق إذ جوابه صلى الله عليه وسلم يدل عليه – فأجاب صلى الله عليه وسلم: (كان الله ولم يكن شيء غيره وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء وخلق السماوات والأرض).

ثم علق البخاري حديثا عن طارق بن شهاب قال سمعت عمر رضي الله عنه يقول: (قام فينا النبي صلى الله عليه وسلم مقاما فأخبرنا عن بدء الخلق حتى دخل أهل الجنة منازلهم وأهل النار منازلهم حفظ ذلك من حفظه ونسيه من نسيه). أخرجه البخاري (بدء الخلق ح 3192).

فليس في هذي الحديثين ذكر لخلق النور المحمدي، وتأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز إلا على مذهب من يجوز تكليف المحال. انظر المستصفى (1/ 192).

الوقفة الثانية: نص الحديث على خلق كل خير من هذا النور، وهو موافق لقول أهل الباطل والضلال من الثنَوّية، القائلين أن صانع العالم إثنان: ففاعل الخير نور، وفاعل الشر ظلمة. انظر تلبيس إبليس (ص 57).

الوقفة الثالثة: نص الحديث على خلق كل شيء بعد خلق الخير، وهذا فيه تنقيص لمقام النبوة، إذ مقتضاه خلق الحيوانات كافة، والحشرات والقاذورات وكل مستقبح مستهجن من نوره صلى الله عليه وسلم؟ وهذا لا يقوله عاقل

الوقفة الرابعة: نص حديث النور المزعوم، أن العرش أول المخلوقات منه، ويرد هذه الدعوى قوله صلى الله عليه وسلم في حديث عمران السابق: (كان الله ولم يكن شيء غيره وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء وخلق السماوات والأرض)، قال الحافظ ابن حجر في الفتح (6/ 289): "وكان عرشه على الماء معناه أنه خلق الماء سابقا ثم خلق العرش على الماء". وبهذا ظهر بطلان الحديث.

الوقفة الخامسة: نص الحديث على خلق الجنة من نوره صلى الله عليه وسلم، وذهب الجيلي أحد أقطاب التصوف إلى أنها هي والنار ومافيهما من نعيم المؤمنين وعذاب الكافرين خلقتا من الصورة المحمدية. انظر الإنسان الكامل (2/ 46، 47، 58).

الوقفة السادسة: نص الحديث على نظر الله للنور وترشحه عرقا، وخلق أرواح الأنبياء والرسل من قطرات عرق النور، وخلق نور أرواح الأولياء والسعداء والشهداء والمطيعين من المؤمنين إلى يوم القيامة من تنفس أرواح الأنبياء.

ترى هل يعرق النور؟ أم أن الله على كل شيء قدير!

وترى مما خلق الله أرواح الأشقياء والعصاة والأموات؟!.

الوقفة السابعة: خلق آلاف الحجب لإقامة الجزء المتبقي من النور المحمدي، وتركيبه فيه جبين آدم صلى الله عليه وسلم، وفي رواية أخرى أن آدم خلق من النور المحمدي، والأنبياء من نور آدم. انظر ذكره ابن الحاج في المدخل (2/ 30 نقلا عن كتاب الدلالات لأبي عبدالرحمن الصقلي).

الوقفة الثامنة: تولد عند مشايخ المولد ومريدهم عقيدة فاسدة وهي: أن سبب سجود الملائكة لآدم هو النور المحمدي الذي بدا في جبهته. وعزاه النبهاني في جواهره لشرح مولد الهيتمي (3/ 375)، كما عزا هذه العقيدة لبعض أقطاب الصوفية كـ: عبدالقادر الجيلاني (4/ 222)، ومصطفى البكري (2/ 364).

وسجود الملائكة للنور المحمدي في جبهة آدم هو عقيدة محققي الصوفية كما أثبته النبهاني عنهم في جواهره (2/ 373) عن ابن حجر الهيتمي، ويستدلون ببيت شعر لأحد أقطابهم هو (علي وفاء ت 807هـ):

لو أبصر الشيطان طلعة نوره * في وجه آدم كان أول من سجد

وقد سمعت هذا البيت بأذني في أحد الموالد التي حضرتها من منشد، بعد ما قال هذه العقيدة أحد مشايخهم وبحضور محمد علوي المالكي وجمع من مشايخهم وهلل الحاضرون لذلك.

عقيدة الحقيقة المحمدية في مؤلفات المولد النبوي

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير