اعتمد مشايخ المولد في تصانيفهم المنثورة والمنظومة على عدة أحاديث حكم بعض أهل العلم بنكارتها، في وصف حمل النبي صلى الله عليه وسلم وميلاده، وقام بعضهم بنظمها، وسوف أذكر متن الحديث الذي اعتمده النبهاني في مولده مفرقا، وأجعله بين قوسين مع عمل عنوان له قبله ثم التعليق عليه بعده:
حديث منكر يصف الحمل والميلاد:
ذكر السيوطي هذا الحديث وحكم بنكارته في الخصائص (1/ 47) وقال: أخرج أبو نعيم عن ابن عباس قال:
(كان من دلالات حمل رسول الله أن ... )
نطق الدواب وتبشيرهم ليلة حمله به صلى الله عليه وسلم
( ... كل دابة كانت لقريش نطقت تلك الليلة وقالت: حمل برسول الله ورب الكعبة وهو أمان الدنيا وسراج اهلها…)
عزا النبهاني هذا الأمر لمولد كل من: محمد المغربي وابن حجر الهيتمي والبرزنجي والدرديري في جواهره (3/ 347، 353، 492، 519)، كما ذكره ملا قاري في مولده (ص40)، ونظمه النبهاني في مولده (3/ 509) النظم البديع في مولد الشفيع صلى الله عليه وسلم، وهو مولد مشهور في الديار الحجازية، وهو عندي بصوت بعض المنشدين فقال:
وبشرت دوابهم بحمله * ونطقت ليلته بفضله
إمام دنيانا عديم مثله * وهو سراج أهلها وأهله
أنطقها الله المعيد المبدي
وقال أيضا (3/ 508):
في ليلة الحمل سرى النداء * وسمعته الأرض والسماء
صار لنور المصطفى ثَوَاءُ * في بطنها وهي له وعاء
طوبى لها من خَودِ
اتنزاع الكهانة وانتكاس عروش الملوك
[/ I[I]](… ولم تبق كاهنة في قريش ولا في قبيلة من قبائل العرب إلا حجبت عن صاحبتها وانتزع علم الكهنة منها ولم يبق سرير ملك من ملوك الدنيا إلا أصبح منكوسا والملك مخرسا لا ينطق يومه ذلك…)
نظمه النبهاني (3/ 509) وفيه وصف الشيخ ابن عبدالوهاب بأنه شيخ الكفر إبليس، مما يجسد مدى الحقد الصوفي على أهل السنة وأتباعها، وفيه تكفيرهم لمن أنكر المولد، وهي التهمة التي يرموننا بها فقال:
أصبح كل صنم منكوسا * كل سرير ملك معكوسا
فسرّ ذاك الملك القدوسا * وساءَ شيخ كفرهم إبليسا
أعني به الشيخ اللعين النجدي
وهذا المولد عندي بصوت بعض المنشدين مع تحريف البيت الأخير خوفا من الدولة السعودية الوهابية في نظرهم؟!
قلت: والذي جعلني أذهب هذا المذهب هو تحريف المنشد للبيت الأخير ولا يحضرني الآن وأحتاج الرجوع إلى الشريط لمعرفة ماذا قال المنشد، والله أسأل أن يلهمنا الصواب فيما نقول ونفعل.
على رغم وجود رواية عن تمثل إبليس لعنه الله في هيئة شيخ نجدي وحضر مع مشركي مكة في دار الندوة لقتل النبي صلى الله عليه وسلم بعد جهره بالدعوة، بخلاف سياق نظم النبهاني أنه كان وقت الولادة، وإن كان عند الإخوة الكرام تعليق على هذا الرجاء إفادتي بالمشاركة وجزاكم الله خيرا
تبشير الوحوش وأهل البحار بحمله
(… ومرت وحش المشرق إلى وحش المغرب بالبشارات وكذلك أهل البحار يبشر بعضهم بعضا…)
ونظمه النبهاني (3/ 509) بقوله:
والوحش في الشرق هو الخبير * فهو لوحش المغرب البشير
هذي البراري وكذا البحور * حيتانها لبعضها بشير
لأنه رحمة كل فرد
نداء أرضي وسماوي مبشرا بحمله
(…له في كل شهر من شهوره نداء في الارض ونداء في السماء ان ابشروا فقد آن لأبي القاسم أن يخرج إلى الأرض ميمونا مباركا…)
كما قال النبهاني (3/ 509):
في الأرض بالشهر له نداء * مُستمع ومثلها السماء
أن أبشروا فقد دنا الهناء * يأتي الكريم القاسم المعطاء
مباركا لكل خير يسدي
وقال الناظم في أحد الموالد:
وفي كل شهر تمّ من حمل أحمد لإظهاره يبدو ندآآن
ويأتي لها في الشهر يقول حملت أشرف الإنس والجان
عدم حصول أعراض الحمل لأمه كما يحصل للنساء
(…قال وبقي في بطن أمه تسعة أشهر كملا لا تشكو وجعا ولا ريحا ولا مغصا ولا ما يعرض للنساء ذوات الحمل .... )
ونظمه النبهاني (3/ 510) فقال:
ووقت حمله زمان فاضل * وهو شهور تسعة كوامل
فنعم محمول ونعم الحامل * ماوجدت ما وجد الحوامل
من مغص ووجع ووجد
غم الملائكة بسبب يتمه صغيرا
( ... وهلك أبوه عبد الله وهو في بطن أمه فقالت الملائكة إلهنا وسيدنا بقي نبيك هذا يتيما فقال الله انا له ولي وحافظ ونصير وتبركوا بمولده فمولده ميمون مبارك وفتح الله لمولده ابواب السماء وجنانه …)
نظمه النبهاني (3/ 504) بقوله:
يا حسرتا قد قضيا في يتمه * والده قد مات قبل أمه
¥