واغتم أملاك السما لغمه * وابتهلوا لربهم في حكمه
قال دعوا لي صفوتي وعبدي
جاء أمه آت بعد ستة أشهر من حمله صلى الله عليه وسلم وإخباره لها بحمله
(…فكانت آمنة تحدث عن نفسها وتقول: آتاني آت حين مر بي من حمله ستة اشهر فوكزني برجله في المنام وقال لي: يا آمنة انك قد حملت بخير العالمين طرا فإذا ولدتيه فسميه محمدا …)
وهذا أمر منكر، إذ كيف يعقل تبشير إمراءة حامل في الشهر السادس بحملها وكأنها لاتدري به، ولا شعرت بتغير شكل البطن وحركة الطفل فيها، فهذا مرفوض عقلا وعرفا فضلا عن كون الرواية من أصلها منكرة.
وعزا النبهاني في جواهره (3/ 353، 492) هذا الأمر لمولد ابن حجر الهيتمي والبرزنجي، ونظمه (3/ 508) بقوله:
أتى لها آت بأوفى النعم * بشرها من عند باري النسم
بحمل سيد لخير الأمم * سيد كل عرب وعجم
من هذه الأمة ذات الرشد
ثم أتاها بعد آت آخر * وطرفها لا نائم لا ساهر
قال شعرت واللبيب شاعر * أن قد حملت ولك البشائر
بسيد الأنام خير عبد
ثم أتى لها أبر عائد قال * متى جئت بذاك الماجد
قولي له أعيذه بالواحد * من شر كل طارق وحاسد
سمي محمدا يفز بالحمد
حصول أعراض الولادة من مغص ونحوه
جاء في نفس الرواية كما ذكرناه آنفا أن أمه صلى الله عليه وسلم لم تشكوا ألما أو مغصا أو ما يعرض للنساء جراء الحمل، وهنا تذكر الرواية تعرضها لم يحصل للنساء من ألام ومغص قبل الولادة، وهذا فيه تناقض، إذ الحكمة تقتضي عدم حصول ألم الولادة وما يعرض للنساء وقتها، إذا كان المقصود التخفيف على أمه صلى الله عليه وسلم؟
(…فكانت تحدث عن نفاسها وتقول: لقد اخذني ما يأخذ النساء ولم يعلم بي أحد من القوم…)
ونظمه النبهاني (3/ 511) فقال:
وأخبرت آمنة السعيدة * وهي بكل أمرها رشيدة
قالت أتاني طلقه وحيدة * عن كل من يؤنسني بعيدة
في منزلي أجلس فيه وحدي
سماعها صوتا شديدا ورؤيتها طيرا مسح على فؤدها
(…فسمعت وجبة شديدة وامرا عظيما فهالني ذلك فرأيت كأن جناح طير أبيض قد مسح على فؤادي فذهب عني كل رعب وكل وجع كنت أجد…)
وهذه القطعة من الحديث تنص على حصول مغص الحمل ووجعه قبل الولادة، وهو ما نفته الرواية نفسها قبل، دليل إثبات على نكارة الحديث.
عزا هذا الأمر النبهاني (3/ 347، 519)، لمولد الدرديري والمغربي، ونظمه النبهاني (3/ 511) فقال:
فبينما أنا كذا في منزلي * سمعت وَجْبة وأمرا مذهلي
ثم كأن طيرا يمسح لي * على فؤادي بجناح مُسبَل
فزال رعبي وجعي ووجدي
شربها اللبن وخروج نور عال منها
(…ثم التفت فإذا انا بشربة بيضاء لبنا وكنت عطشى فتناولتها فشربتها فأضاء مني نور عال…)
عزاه النبهاني (3/ 347، 519) لمولد الدرديري والمغربي، ونظمه النبهاني (3/ 512) فقال:
ثم رأيت شربة لا تجهل * بيضاء فيها لبن وعسل
شربتها فجاء نور من عل * يؤنسني في وحشتي إذ يحصل
خير شراب لبن وشهد
رؤيتها نسوة طوال
نص هذا المقطع من الرواية على رؤيتها حوريات على هيئة نساء
وهذا الأمر زاد عليه مشايخ المولد كذبا وزورا: حضور آسية إمرأة فرعون ومريم بنت عمران مع الحوريات، وعزوه لابن عباس بدون سند كما في المواهب اللدنية (1/ 124) وأنكرها.
(…ثم رأيت نسوة كالنخل الطوال كأنهن من بنات عبد مناف يحدقن بي…)
وهذه الزيادة عزاها النبهاني في جواهر البحار (3/ 296، 247، 354، 492، 519) لمولد النابلسي مفسر الأحلام والمغربي وابن حجر الهيتمي والبرزنجي والدرديري، كما نظمها النبهاني (3/ 512) فقال:
ثم رأيت نسوة عوائدي * كالنخل في طول القوام المائد
كأنهن من بنات الماجد * عبد مناف والد الأماجد
أكرم بهم من والد وولد
فجئن نحو مجلسي أحدقن بي * فنالني منهن كل العجب
وقلت من أين ترى علمن بي * عالجنني وقلن لي لا تعجبي
آسية مريم حور الخلد
وفي شريط تسجيل صوتي قال المنشد:
ومذ تم حمل الهاشمي محمد * أتى أمه في الطلق أربع نسوان
فثنتان من حور الجنان تبدتا * وآسية مع مريم بنت عمران
مناد يأمر بأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بعد ولادته عن أعين الناس
(…فبينا أنا أعجب وإذا بديباج أبيض قد مد بين السماء والأرض وإذا بقائل يقول خذوه من اعين الناس…)
هذا الأمر عزاه النبهاني في جواهره (3/ 296، 354، 519) لمولد النابلسي وابن حجر الهيتمي والدرديري ونظمه النبهاني (3/ 512) فقال:
ومد بين الأرض والسماء * أبيض ديباج من البهاء
¥