وهذه عقيدة راسخة عندهم لا تتزحزح، فيها استدراك على الشرع الحكيم، نظمها النبهاني في مولده (3/ 510):
من ليلة القدر نراها أحسنا * قد جمعت أفراحنا وأنسنا
وأوسعتنا نعما ومننا * وبلغتنا كل قصد ومنى
وكل مطلوب بغير عَدّ
مهر حواء الصلاة على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
وهذا من الأمور المنكرة التي يعتقدها مشايخ المولد ومريديهم، من أن آدم عليه السلام لما خلق الله له حواء أشتاق إليها وأراد منها مايرد الرجل من زوجته، فتمنعت عليه فقيل له لاتمكن حتى تدفع مهرها، وكان المهر هو الصلاة على رسول الله ?، وذكر القسطلاني في مواهبه (1/ 76) أن مهرها الصلاة على النبي ثلاث مرات، وذكر فيه عن ابن الجوزي أن المهر كان الصلاة على النبي عشرين مرة. وأبعد ملا قاري النجعة في مولده المورد الروي (ص 24): فزعم أن الثلاث مقدم الصداق والعشرين مؤخره.
وعزاها النبهاني في جواهره (3/ 353، 518) لمولد ابن حجر الهيتمي والدرديري، ونظمه النبهاني (3/ 503) فقال:
وخلق الله له حواء * فمال شوقا نحوها وشاء
فأظهرت من قربه الإباء * فقيل أد مهرها سواء
صل على محمد ذي الحمد
قال عبدالغفار: وهذا قول على الله بلا علم، وقد حذرنا الله من ذلك في (الاسراء:36) فقال لنا: {وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً}، ولا تجد هذا الإفك إلا عند الصوفية.
حديث مناغاة القمر له - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
قال الحافظ أبو بكر البيهقي في دلائل النبوة (2/ 41): أنبأنا أبو عبدالله الحافظ حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا أحمد بن شيبان الرملي حدثنا أحمد بن إبراهيم الحلبى حدثنا الهيثم بن جميل حدثنا زهير عن محارب بن دثار عن عمرو بن يثربي عن العباس بن عبدالمطلب قال قلت يا رسول الله:
(دعاني إلى الدخول في دينك أمارة لنبوتك رأيتك في المهد تناغي القمر وتشير إليه باصبعك فحيث أشرت إليه مال قال إني كنت أحدثه ويحدثني ويلهيني عن البكاء واسمع وجبته حين يسجد تحت العرش).
قال البيهقي: تفرد به الحلبي وهو مجهول. قلت: ذكر ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (2/ 40) أن أحاديثه باطلة موضوعة ليس لها أصول تدل على أنه كذاب.
وذهب الحافظ ابن حجر في الإصابة (3/ 22) إلى أن سنده واه جدا.
ومع هذا نظمه النبهاني في مولده (3/ 514):
في ليلة الإثنين لاثني عشرا * قبيل فجر من ربيع ظهرا
فاشرق الكون به إذ أسفرا * وأخجل الشمس وفاق القمرا
والبدر قد كلمه في المهد
حديث نزول القمر للسلام عليه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
قال الناظم في أحد الإحتفالات المسجلة على شريط صوتي:
النبي يا من حضر * النبي زين البشر
من دنا له القمر * ونزل سلم عليه
صلى الله عليه
قال القسطلاني في مواهبه (2/ 527): (خبر لا أصل له، تبيه: ما يذكره بعض القصاص أن القمر دخل في جيب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وخرج من كمه، فليس له أصل، كما حكاه الشيخ بدر الدين الزركشي عن شيخه العماد بن كثير).
وقد ذكر الحديث في الموضوعات ملا قاري في كتابه المصنوع في نعرفة الحديث الموضوع (ص 261 ح 466).
حضوره - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الموالد التي تقام
وهذا من العقائد الراسخة لدى مشايخ المولد ومريدهم، قال الشيخ عبدالحي اللكنوي (ت 1304هـ) من كبار علماء الحنفية في كتابه الأثار المرفوعة (ص 46): "ومنها ما يذكرونه من أن النبي ? يحضر بنفسه في مجالس وعظ مولدهعند ذكر مولده وبنوا عليه القيام عند ذكر المولد تعظيما وإكراما، وهذا أيضا من الأباطيل لم يثبت ذلك بدليل ومجرد الإحتمال والإمكان خارج عن حد البيان، وأمثال هذه القصص التي ذكرناها كثيرة يذكرها وعاظ الفضل المحمدي والمولد الأحمدي ?، مع اختلافها وعدم ثبوتها ظنا منهم أن في ذكر جلالة القدر المحمدي ثوابا عظيما وفضلا جسيما، غافلين عما يترب من الإثم العظيم على من كذب على النبي عليه الصلاة والتسليم في قول أو فعل أو وصف جمالي أو كمالي كما دلت عليه الأخبار الصريحة والأثار الصحيحة.
¥