ـ[عبدالغفار بن محمد]ــــــــ[18 - 04 - 05, 07:04 م]ـ
نماذج من غلوهم في الموالد
زعمهم أن مُحب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لا يبلى جسده
ذكر هذا الباطل النبهاني صاحب المولد في جواهر (نقلا عن شرح ابن عابدين لمولد ابن حجر الهيتمي) فقال: "فينبغي لكل صادق في حبه أن يستبشر بشهر مولده - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ويعقد فيه محفلا لقراءة ما صح في مولده من الأثار، فعسى أن يدخل بشفاعته مع السابقين الأخيار، فإن من سرت محبته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في جسده لايبلى".
قلت: وهذا أمر باطل لا دليل عليه وهو من خصوصيات الأنبياء والشهداء أدعاها المتصوفة لمن عمل الموالد.
زعم المالكي أن الله لايعذب قلبا أحب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
وهذا الباطل من جنس الذي قبله، قاله المالكي داعية المولد المشهور، في أحد الموالد وهو مسجل على شريط بصوته، حيث قال في معرض مدحه للمولد وأنه موافق للسنة، وأنه من دروس السيرة وأحاديثه في الصحيحين وحث الناس عليه فقال ما نصه:
"…هذه المجالس وهذه المحافل هي محركات للقلوب منبهات موقظات، نحن لا نكتفي بها ولا نقول هي الكل في الكل، ولكن هي السبيل وهي الطريق لإيقاظ القلب والإقبال على الله ولدفع القلوب للتعلق برسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فإن الله لا يعذب قلبا تمكن فيه حب أحمدا صلوات الله وسلامه عليه .. ".
قلت: وهذا افتراء على الله عزوجل وقول عليه بلا علم، وهو قبيح من العوام فكيف بمن يزعم أنه دكتور وطالب علم؟؟ وهذا مدخل لإخراج عمه أبي طالب الذي أحبه أكثر من بنيه وتحمل الأذي والمصاعب في سبيل دعوته ومع ذلك لم يدخل في هذا الدين، فهل يا ترى قلبه لا يعذب وجسده لا يبلى أمر يفرح الرافضة، ومع ذلك فقد صنف بعضهم رسالة في إيمان أبي طالب، وهذا العباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - يستفسر عن أخيه أبي طالب من رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كما في الحديث المتفق على صحته فقال له: (ما أغنيت عن عمك فإنه كان يحوطك ويغضب لك)، فرد عليه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بقوله: (هو في ضحضاح من نار ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار).
وهنا نحكم على المالكي والذي أفضى إلى ما قدم بالكذب على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
زعم المالكي إيمان عبدالمطلب
يقرر المالكي هذا الباطل في أحد إحتفالات المولد المسجلة بصوته فقال مانصه:
"…وهو أيضا من أبناء عبدالمطلب، وعبدالمطلب كان يفتخر به في غزوة حنين لما كان يقول: (أنا النبي لاكذب أنا ابن عبدالمطلب)، وهذا موقف من مواقف الفخر ولا يحق لمؤمن أن يفخر بكافر لأنه هو بنفسه أخبرنا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في كثير من أحاديثه أن المؤمن لا يفتخر بالكافر ولا بجده الكافر لما قال: (مثل الذين يفتخرون بآبائهم كمثل الجعل) يعني هذه التي تحب العفونة وتحب الأمور الأشياء القذرة الدويبة الصغيرة هذه إذا شمت الرائحة الطيبة تموت، فقال أمثال هؤلاء الذين يفتخرون بآبائهم من الكفار مثل هذه الدابة، أفترى أنه يفتخر بعبدالمطلب وهو كافر، ويقول في غزوته في موقفه على مرأى ومسمع من المسلمين ومن المؤمنين: (أنا النبي لاكذب أنا ابن عبدالمطلب) …". انتهى كلامه بحروفه.
وقفات مع المالكي حول إيمان عبدالمطلب
الوقفة الأولى:
قلت: زعم المالكي أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كان يفتخر بجده عبدالمطلب، كلام فيه نظر إذ كيف ينهى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عن أمر ويفعله، وهذا من باب الإنتساب لا المفاخرة كما زعم المالكي، وقد ترجم البخاري لذلك بقوله: في كتاب المناقب باب (من انتسب إلى آبائه في الإسلام والجاهلية وقال ابن عمر وأبو هريرة عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إن الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الله وقال البراء عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنا ابن عبدالمطلب)، وقال الحافظ في الفتح (8/ 31): "وأما نسبته إلى عبد المطلب دون أبيه عبد الله فكأنها لشهرة عبد المطلب بين الناس لما رزق من نباهة الذكر وطول العمر بخلاف عبد الله فأنه مات شابا ولهذا
¥