تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[في الكلام عن رفع اليدين للدعاء في الجمعة.]

ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[13 - 04 - 05, 03:33 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا بحث من كتيب لي في الجمعة وأحكامها, وقد أرفقت هذا البحث في فايل يمكن للأخوة تحميله, وهو منسق بطريقة جيدة.

الشاهد أني أطرح الموضوع للمناقشة.

قلت:

{{رفع اليدين بالدعاء سواء للخطيب (الإمام) أو للمأمومين, أما للخطيب فلما رواه أبو داود بسند صحيح عن حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ رَأَى عُمَارَةُ بْنُ رُؤَيْبَةَ بِشْرَ بْنَ مَرْوَانَ وَهُوَ يَدْعُو فِى يَوْمِ جُمُعَةٍ فَقَالَ عُمَارَةُ: قَبَّحَ اللَّهُ هَاتَيْنِ الْيَدَيْنِ. قَالَ زَائِدَةُ قَالَ حُصَيْنٌ: حَدَّثَنِى عُمَارَةُ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ? وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ مَا يَزِيدُ عَلَى هَذِهِ يَعْنِى السَّبَّابَةَ الَّتِى تَلِى الإِبْهَامَ. وصححه الألباني في ((صحيح أبي داود)) (977).

فهذه حال سلفنا رضي الله عنهم ينكرون على أي أحد إذا فعل شيئا لم تأت به السنة.

وكونها لا تجوز للمأموم أن هذا ليس من هدي سلفنا رضي الله عنهم ولو فعلوه لنقل لنا. وسيأتي تفصيل ذلك بإذن الله.

وهنا أنبه على رفع اليدين بالدعاء بشكل عام فأقول, قد ثبت ذلك عن النبي عليه الصلاة والسلام في غيرما حديث, ولكن لم يثبت عنه أنه مسح وجهه بيديه بعد الدعاء, لذلك قال شيخ الإسلام كما في ((الفتاوى)):

((وأما رفع النبى صلى الله عليه وسلم يديه فى الدعاء، فقد جاء فيه أحاديث كثيرة صحيحة، وأما مسحه وجهه بيديه فليس عنه فيه إلا حديث، أو حديثان، لا يقوم بهما حجة. والله أعلم.)).

وقال الشيخ الألباني في ((الإرواء)) (434) بعد كلامه على ضعف حديث ابن عباس ((فإذا فرغت فامسح بهما وجهك)) رواه أبو داود وابن ماجه:

((وأما مسحهما به خارج الصلاة ليس فيه إلا هذا الحديث والذي قبله, ولا يصح القول بأن أحدهما يقوي الآخر بمجموع طرقهما كما فعل المناوي لشدة الضعف التي في الطرق, ولذلك قال النووي في المجموع: لايندب, تبعاً لابن عبد السلام. وقال: لا يفعله إلا جاهل.

ومما يؤيد عدم مشروعيته أن رفع اليدين في الدعاء جاء في أحاديث كثيرة صحيحة وليس في شيء منها مسحهما بالوجه فذلك يدل –إن شاء الله- على نكارته وعدم مشروعيته.)).

وبهذا يعلم خطأ الصنعاني في ((سبل السلام)) إذ قال:

((وأما مسح اليدين بعد الدعاء فورد في الحديث الآتي: عَنْ عُمَرَ رضي الله عَنْهُ قالَ: "كان رسولُ الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم إذا مدَّ يديه في الدُّعاءِ لمْ يردّهُما حتى يمسَحَ بهما وَجْهَهُ" أَخْرجَهُ الترمذيُّ، ولَهُ شواهدُ منْها حديثُ ابن عباس عنْد أَبي داود وغيره ومجموعُها يقضي بأنهُ حديثٌ حسنٌ.

وفيه دليل على مشروعية مسح الوجه باليدين بعد الفراغ من الدعاء. قيل: وكأن المناسبة أنه تعالى لما كان لا يردهما صفراً فكأن الرحمة أصابتهما فتناسب إفاضة ذلك على الوجه الذي هو أشرف الأعضاء وأحقها بالتكريم)).

قال أبو الزهراء: ولو صح الحديث لقلنا به.

تنبيه: قرأت فتوى بعنوان ((الرد على من منع الخطيب من رفع يديه في الدعاء))!! , أذكر نصها هنا ثم أتولى الرد عليها لما جاء فيها من تخليط, ولأن كثيراً من الناس اغتروا بها. قال في الفتوى:

((قال الشيخ الألباني رحمه الله ونفع بعلمه، في (الأجوبة النافعة) في فصل عقده لبدع الجمعة (ص:129):

"رفع الخطيب يديه في الدعاء" و قال تحته:- قال شيخ الإسلام ابن تيمية في (الإختيارات العلمية): ((ويكره للإمام رفع يديه حال الدعاء في الخطبة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما كان يشير بإصبعه إذا دعا)).اهـ

قلت: ومعتمد من يقول هذا القول، حديث عمارة بن رويبة: (أنه رأى بشر بن مروان على المنبر رافعا يديه، فقال: قبّح الله هاتين اليدين! لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم ما يزيد على أن يقول بيده هكذا، و أشاربإصبعه المسبحة) رواه مسلم وغيره، واللفظ له ...

قال في (عون المعبود1/ 431):-

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير