أولاً: ورد في السؤال حديث القوم الذين يجعل الله أعمالهم هباء منثورًا وهذا الحديث رواه:
ابن ماجه (4/ 246) عن ثوبان، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لأعلمن أقوامًا من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضا، فيجعلها الله هباءً منثورا) قال ثوبان: يا رسول الله صفهم لنا، جَلِّهم لنا، ألا نكون منهم ونحن لا نعلم! قال: (أما إنهم إخوانكم، ومن جلدتكم، ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها).
قال البوصيري: هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات.
وقال المنذري (3/ 170): رواته ثقات.
ورواه الطبراني في معجمه الأوسط (5/ 46).
وفي الصغير (1/ 396) وقال: لا يروى عن ثوبان إلا هذا الإسناد، تفرد به عقبة (يعني ابن علقمة).
ورواه الروياني في مسنده (1/ 425)
وهو في الفردوس بمأثور الخطاب (5/ 131)
وعقبة بن علقمة المعافري: ثقة عند الجمهور، وقال ابن معين: لا بأس به، وقال ابن حبان: يعتبر بحديثه، وقال العقيلي: لا يتابع على حديثه، وقال ابن عدي: روى عن الأوزاعي ما لم يوافقه عليه أحد (انظر: تهذيب التهذيب، 7/ 246 - 247)
فالحديث لا يروى إلا بهذا الإسناد كما أشار إليه الدار قطني، فهو غريب والغريب مظنة الضعف، والمصادر التي خَرَّجت الحديث هي من مظان الضعف، فما انفرد به ابن ماجه يغلب عليه الضعيف، وهكذا معجم الطبراني، والفردوس وغيرها، ولم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة، ولا أحمد، ولا مالك، ولا غيرهم.
ومتن الحديث فيه نكارة، فإن المعهود من قواعد الشرع أن فعل السيئات لا يبطل الحسنات،بل الحسنات تذهب السيئات.
وهؤلاء قوم مؤمنون، أهل ليل وصلاة، فكيف تكون أعمالهم هباء منثوراً، وإنما توعد الله بهذا الكافرين فقال: " وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثوراً" والله أعلم.
أخوكم
سلمان بن فهد العودة
1/ 11/1422
http://www.islamtoday.net/pen/show_question_*******.cfm?id=3322
سبحان الله
سمعت باذني الشيخ الفاضل سلمان العودة يتحدث في برنامج معلقا على الأحداث في غزة وعن فئة المنافقين بالذات كان يتحدث، ويقول هم من جلدتنا.
فالمقصود من الحديث المنافقين كما بينت
والله أعلم وأحكم.
ـ[الغواص]ــــــــ[21 - 01 - 09, 03:24 م]ـ
أخي عبدالجبار بارك الله فيك
لم أفهم كلمتك:
( .. فما دخل المعافاة بتكفير الخطايا عن طريق الحد ... )
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[22 - 01 - 09, 05:37 ص]ـ
أخي عبدالجبار بارك الله فيك
لم أفهم كلمتك:
( .. فما دخل المعافاة بتكفير الخطايا عن طريق الحد ... )
وبارك الله فيك أخي الفاضل الغواص:
أردت أن أقول نعم الحد فيه معافاه
لكن الحديث يشير إلى معافاة أخرى.
فعند سماع الناس بأن الحد أقيم على من استحقه، فلن تشيع الفاحشة أليس كذلك.
لكن المسألة هنا أعم أليس كذلك، فالذي يشيع بين الناس ما فعل من غير أن يقدم نفسة للقصاص، فكيف سيعافى، وهل مثل هذا سيفعل، وإذا راجعنا معلوماتنا في كيفية الإثبات ليقام الحد، سنرى المسألة بوضوح فاعترافه أمام خاصته لا يجدي في الغالب للإثبات، عدى أن المعاصي لا يقام في جميعها الحدود، فعقوق الوالدين لا يحد عليه الإنسان فهو يبدأ بأف إلا إذا فعل الإنسان بوالديه ما يوجب الحد.
والله أعلى أعلم وأحكم.
ـ[الغواص]ــــــــ[27 - 01 - 09, 02:54 م]ـ
سؤال أخي الكريم أبو الأشبال عبدالجبار وفقه الله
من عمل ذنوبا مختلفة في السر ...
هل نجزم بأن الله سيعافيه من عقوبة الآخرة؟
بناء على فهمنا لحديث "كل أمتى معافى" بأنه عام في الدنيا والآخرة ..
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[03 - 02 - 09, 09:33 م]ـ
سؤال أخي الكريم أبو الأشبال عبدالجبار وفقه الله
من عمل ذنوبا مختلفة في السر ...
هل نجزم بأن الله سيعافيه من عقوبة الآخرة؟
بناء على فهمنا لحديث "كل أمتى معافى" بأنه عام في الدنيا والآخرة ..
أخي الكريم الغواص بارك الله فيه
لا يمكن أن يجزم أحدنا بذلك فلبعض النصوص عموم لا يقدح فيه المخصص
فالذي يمكننا قوله أن المذكور في الحديث (كل أمتي معافى) هو الشخص الأقرب إلى عفو الله تعالى وغفرانه؛ إذا ما تاب توبة نصوحة، وتجنب الشرك، وهناك طبعا مكفرات للذنوب من البلايا والمحن، اللهم سلم، اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة ..
هذا في حد علم الفقير إلى الله تعالى، ويوجد هنا والحمد لله تعالى من المشايخ والفضلاء من أطمئن أنه سيصوب ما قلت إذا ما خانني الفهم.
والله أعلم وأحكم.
ـ[الغواص]ــــــــ[04 - 02 - 09, 11:52 ص]ـ
جزاك الله خيرا
والأمر كما تفضلت بارك الله
فإن كنا سنقول بأن هناك ذنوبا في السر لن نستطيع أن نجزم بأنها من العفو المذكور في حديث كل أمتى معافى، فدل هذا أن المعافاة في الحديث المذكورة خاصة وليست عامة.
وأفضل ما قرأته في تخصيصها بأنها المعافاة من الحدود الشرعية ويشهد لذلك بعض الأحاديث مثل من يبدي لنا صفحته نقم عليه كتاب الله ... وغيره ...
ولكن المشكلة أني نسيت مَن مِن العلماء "السابقين" ذكر ذلك وما زلت أبحث ... ومن ساعدني فجزاه الله خيرا
¥