تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[قول عجيب لابن القيم عن التقاء أرواح الأحياء و الأموات]

ـ[نصر الدين المصري]ــــــــ[17 - 04 - 05, 05:40 ص]ـ

قال ابن القيم في كتاب الروح

وقد دل على التقاء أرواح الأحياء والاموات أن الحي يرى الميت في منامه فيستخبره ويخبره الميت بما لا يعلم الحي فيصادف خبرة كما أخبر في الماضي والمستقبل وربما أخبره بمال دفنه الميت في مكان لم يعلم به سواه وربما أخبره بدين عليه وذكر له شواهد ه وأدلته.

وهذه حقيقة يجب التصديق بها

قلت: و هذا قول عجيب، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من رآني في المنام فقد رآني حقا فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي)، فدل ذلك أن الشيطان يمكن أن يتمثل في صورة أي إنسان فيراه النائم في المنام.

فليت شعري من أين جزم ابن القيم أن من يراه الإنسان من الأموات في المنام هي أرواحهم و قد ثبت أن الشيطان يتمثل بهم؟

ثم قال رحمه الله:

وقد قال تعالى (الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى اٍلى أجل مسمى اٍن في ذالك لآيات لقوم يتفكرون)

وقال اٍن عباس حبر الأمة في هذه الآية قال بلغني أن أرواح الأحياء والأموات تلتقي في المنام فيتساءلون بينهم فيسمك الله أرواح الموتى ويرسل أرواح الأحياء اٍلى أجسادها.

قلت: هل صح هذا الأثر عن ابن عباس؟

و إن صح فهل فهل يمكن أن يُبنى عليه اعتقاد كهذا الذي ذكره ابن القيم؟ فيكون التقاء الأرواح هو ما يراه النائم في نومه؟

ـ[طلال العولقي]ــــــــ[17 - 04 - 05, 06:19 ص]ـ

اخي الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اسال الله العظيم ان يرزقني ويرزقك حسن النية

لي طلب منكم

وهو التادب مع العلماء وابتعد عن العبارات التي توحي بالتخطئ بل ليكن طرحك كسؤال المستشكل وعوضا عن يا ليت شعري استخدم هل يصح ان نقول كذلك او ما الدليل ابن القيم على ما ذهب اليه

ارجوك ارجوك ارفق بعبارتك عند معارضتك لامثال هؤلاء العلماء

الله المستعان وعليه التكلان

واتمنى ان يفعل المشرفون شيئا

ـ[عبد]ــــــــ[17 - 04 - 05, 03:37 م]ـ

السلام عليكم ...

أولا ينبغي أن يعلم ان مفارقة الروح للجسد هو لازم النوم كما نصت على ذلك الآية. أي أن الروح تغادر الجسد وتسبح في عالم لا يعلمه إلا الله. أما التقاء أرواح الأحياء بالأموات فهذا كما ترى حاصل في المنام عن طريق الرؤيا ... الرؤيا الصادقة هي البوابة التي من خلالها تتصل الأرواح بهذا الاعتبار الذي ذكره ابن القيم.

قال صلى الله عليه وسلم:"الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة). أخرجه البخاري.

وعند مسلم:"إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب. وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثا. ورؤيا المسلم جزء من خمسة وأربعين جزءا من النبوة والرؤيا ثلاثة: فرؤيا الصالحة بشرى من الله. ورؤيا تحزين من الشيطان. ورؤيا مما يحدث المرء نفسه. فإن رأى أحدكم ما يكره، فليقم فليصل. ولا يحدث بها الناس" وفي هذا تقييد لمصداقية الرؤيا بصدق المرء وصلاحه.

وليس بالضرورة أن يكون اللقاء بين روح النائم وروح الميت حقيقة ولكنه يكون لقاء بين الأول والثاني على شكل أمثال مضروبة وليس بالضرورة أن تكون روح الميت حقيقة ... أي روحه التي في البرزخ والله أعلم وإنما لقاء بين روح الرائي والأمثال المضروبة عن روح الميت .. لأنها أمثال يضربها الملك للرائي، وقد تكون خبراً عن شيء واقع، أو شيء سيقع فيقع مطابقاً للرؤيا فتكون هذه الرؤيا كوحي النبوة في صدق مدلولها، وإن كانت تختلف عنها، ولهذا كانت جزءاً من ستة وأربعين جزءاً من النبوة.

والواقع يشهد لذلك كثيراً فيما بين الإخوان والأصحاب والأقارب. وقد جربه اناس كثير أعرفهم ولا يحصل ذلك إلا للمؤمن الصادق كما في الحديث إلا أن يرى غيره ذلك أيضاً فهذا مستثنى لحكمة أرادها الله.

أما ماذكرت من أمر الاعتقاد فإنك لم توضح نوع الاعتقاد. والصحيح المعروف أنه لا تؤخذ احكام الدين من المنامات ومن باب أولى الاعتقادات الدينية. أما اعتقاد أن الميت قد خبأ مالاً تحت شجرة لأن

الرائي رأى ذلك في المنام أو نحوه فلا يضر الرجل في دينه لو اعتقد ذلك مثلا وذهب لاستخراجه لقضاء دين على الميت، وخاصة إذ علمنا ان الرؤى ثلاثة:

نوع من الشيطان وهو ما يسمى بالحلم وعادة يكون مما يكرهه ابن آدم

نوع من الله وهي مما يحبه ابن آدم ويرى فيها الخير

نوع أضغاث لا تنظبط بصورة لا يميز الرائي فيها حقيقة ما يكره ويحب فهذه مما يهم به الرجل في يقظته.

وفي الحديث:"الرؤيا ثلاث منها أهاويل من الشيطان ليحزن ابن آدم ومنها ما يهم به الرجل في يقظته فيراه في منامه ومنها جزء من ستة وأربعين جزء من النبوة " حسنه ابن حجر.

فإذا رأى المؤمن أنه رأى ما يسره أو رؤيا خير فله أن يستبشر بها وفي هذا نوع اعتقاد إذا كيف يستبشر بالرؤيا من لا "يعتقد" أنها مبشرة وان فيها خير بإذن الله. ولكن لو رأى من الميت أمرا بظلم أو حثاً على جور أو منكر فهذا فيه أمران: أنه من الشيطان لأن فيه شر ومكروه وبناء على ذلك لا يعتقد فيها شيئاً البتة.

والحاصل أن ماذكره ابن القيم مثلا من مطابقة خبر الميت لواقع يراه الرائي بعد استيقاظه متحقق بكون الرؤيا الصادقة جزء من ستة وأربعين جزء من النبوة ... وكل جزء من النبوة حق وصدق لا يعتريه كذب أو زيف. ومطابقة خبر أو فعل الميت للواقع بعد الاستيقاظ ليس مدعاة للإعتقاد في تأثير الأموات وإنما يمكن اعتباره مدعاة للإعتقاد في صدق الرؤيا وكونها حقاً والاعتقاد بهذا الاعتبار لا يضر صاحبه إن شاء الله تعالى. وقد كتبت هذا على عجالة ولعل هناك من طلبة العلم من يفصل أو يضيف أو يصحح ويعلق.

والله أعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير