تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[عبد]ــــــــ[19 - 04 - 05, 05:50 م]ـ

أقل ما يقال في هذا الموضوع أن النفي فيه كالإثبات يفتقر كلاهما إلى دليل.

ثم أقول للأخ عبد قول ابن القيم: "وهذه حقيقة يجب .. " عائد على: "الحي يرى الميت في منامه فيستخبره ويخبره الميت بما لا يعلم الحي فيصادف خبرة كما أخبر في الماضي والمستقبل وربما أخبره بمال دفنه الميت في مكان لم يعلم به سواه وربما أخبره بدين عليه وذكر له شواهد ه وأدلته" فهذا أمر مشاهد وحقيقة لاينكرها إلاّ مكابر، ولكن هل هي دليل على ما قاله الإمام رحمه الله أو لا؟ هذا هو الذي يمكن أن يناقش بأدب وعلم أو يسكت عنه بحلم، وهذا هو المحتمل الذي أراده الشيخ أبوعمر السمرقندي وفقه الله، والله أعلم.

حياك أخي ...

وهذا كما ترى ماقلته سابقا:"أما إن كان مقصود ابن القيم وجوب التصديق بحصول التلاقي بين الأحياء والأموات في المنامات فهذا له وجه من الاعتبار"

وسبق في رد سابق أن قلت أيضاً:"والواقع يشهد لذلك كثيراً فيما بين الإخوان والأصحاب والأقارب. وقد جربه اناس كثير أعرفهم ولا يحصل ذلك إلا للمؤمن الصادق كما في الحديث إلا أن يرى غيره ذلك أيضاً فهذا مستثنى لحكمة أرادها الله".

ولكن دليلي العقلي والله أعلم أقوى من الدليل الذي قدمه ابن القيم رحمه الله وهو: "أن الرائي يمكن له أن يرى في منامه شخصاً لم يمت بعد وهذا الشخص المرئي ليس بنائم وإنما قد يكون مستيقظاً يضرب في الأرض وهنا لا مجال لانفصال روحه عن جسده كما في النوم. فكيف رأى النائم حينئذ هذا الشخص الحي إذا كان لا بد من التقاء الأرواح لحصول ذلك؟ "

الإشكال فقط حول اشتراط التقاء الأرواح لحصول المذكور.

ـ[عبد]ــــــــ[19 - 04 - 05, 11:40 م]ـ

أقل ما يقال في هذا الموضوع أن النفي فيه كالإثبات يفتقر كلاهما إلى دليل.

أعتذر أخي ...

فقط أود التنبيه على ان النفي ليس كالإثبات من حيث حاجة كليهما للدليل. لأن الدليل على المثبت و أما النافي فلا يلزمه الدليل إذ يكفيه عدم تقديم المثبت للدليل.

ولذلك يقولون الأصل في الشيء العدم حتى يثبت وجوده فالأصل مثلا في الثوب الطهارة فإذا تنجس وجب اعتبار الدليل الموصل لليقين بأنه قد أصابته نجاسة وإلا فهو باق على أصله. ولذلك يقولون أيضا:"على المدعي البينة وعلى المنكر اليمين".

فالمدعي هو المطالب بالدليل والنافي أو المنكر يكفيه الإنكار مع غياب الدليل. ولذلك فحتى مسألة ضرب الأمثال في المنام في نفسي منها شيء كذلك، والله خبير بعباده.

ـ[نصر الدين المصري]ــــــــ[20 - 04 - 05, 12:31 ص]ـ

الأخ الكريم عبد

بارك الله فيك، فقد أثريت الموضوع بكثير من النقاط.

و أريد أن أوجه سؤلا أخيرا لك و لباقي الأخوة، قبل إيقاف النقاش في هذا الموضوع، أليس في حديث (والرؤيا ثلاثة: فرؤيا الصالحة بشرى من الله. ورؤيا تحزين من الشيطان. ورؤيا مما يحدث المرء نفسه)

ما يفيد الحصر لما يراه النائم في هذه الأنواع؟

فإما أن تكون الرؤيا بشرى من الله أو من الشيطان أو مما يحدث المرء نفسه، و لا مزيد؟

و بالتالي فيكون النفي لاحتمال إحداث روح الميت للرؤيا هو الأقرب إلى ما يدل عليه النص؟ و ليس كما قال الأخ حارث (النفي كالإثبات يفتقر كلاهما إلى دليل). فيكون دليل النفي هو الظاهر؟

ـ[حارث همام]ــــــــ[20 - 04 - 05, 08:36 م]ـ

الأخ الفاضل عبد وفقه الله ..

التعليق السابق الغرض منه بيان ما يجزم به الإمام وما ساقه ضمنا محتملاً في السياق كما ذكر أبوعمر وفقه الله.

ثانياً: الأمور الغيبية ليست كغيرها فلا يقال فيها أن المثبت يلزمه الدليل لأن المثبت في غيرها ناقل عن الأصل الذي هو العدم أو العقل المبقي على العدم المحض أو ما يسمى استصحاب النفي الأصلي وهو دليل متفق عليه لاينتقل عنه إلاّ بناقل.

أما أمور الغيب فلا يخاض فيها بنفي أو إثبات بغير دليل وفقك الله، ولهذا كان النفي المفصل لما لم يرد به نص من صفات الله بمثابة الإثبات عند أهل السنة وكلاهما باطل.

ولأهل السنة في بيان ذلك وردهم على النفاة كلام معروف.

أما كون الرؤيا ثلاثة فالصالحة بشرى من الله ... إلخ فلا يُخالف فيه، ولكن السؤال عن كيفية حدوثها فمن أثبت لها كيفاً معيناً كأن قال يجعلها الله بأن يقدر جمع الروحين ... إلخ يلزمه الدليل، ومن نفى ذلك وقال لايجريها الله بتلك الصفة لزمه الدليل.

والأصل المقرر أن الغيبيات مجهولة الكيفيات إلاّ ما ثبت كيفه بطريق النص أو رؤية الشيء من البعض أو رؤية مثيله ولاطريق لمعرفة الكيف بغير هذه الثلاثة، فمن لم يعلم الكيف فينبغي ألا يقف ما ليس له به علم نفياً أو إثباتاً، والله أعلم.

ـ[عبد]ــــــــ[21 - 04 - 05, 04:14 ص]ـ

الأخ الفاضل: حارث همام وفقه الله

أجد كلامك (بار ك الله فيك) خاتمة نافعة نختم بها هذا الموضوع، وأعتذر للأخ الحبيب نصر الدين عن مواصلة المسير، وإن كان قد يستدل النافي بأن الميت في البرزخ إلى يوم يبعثون وذهاب روح الحي للبرزخ أو عودة روح الميت للدنيا أمر مستبعد للأدلة الدالة على ذلك مثل حديث الشهداء الذي في صحيح مسلم < إن أرواح الشهداء في حواصل طيور خضر تسرح في الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى قناديل معلقة تحت العرش فاطلع عليهم ربك إطلاعة فقال ماذا تبغون فقالوا يا ربنا وأي شيء نبغي وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك ثم عاد عليهم بمثل هذا فلما رأوا أنهم لا يتركون من أن يسألوا قالوا نريد أن تردنا إلى الدار الدنيا فنقاتل في سبيلك حتى نقتل فيك مرة أخرى لما يرون من ثواب الشهادة فيقول الرب جل جلاله إني كتبت أنهم إليها لا يرجعون >. ولقيا روح الشهيد يلزم منه خروجها من الجنة او دخول روح الحي الجنة، وهذا غير حاصل كما هو معلوم. ومع ذلك قد يظهر الشهيد للنائم في المنام. والله تعالى أعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير