تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[لماذا يثني الرافضة على الملك العباسي المأمون؟ هنا السبب الذي غفل عنه كثير من الطلبة]

ـ[أبو عمر الناصر]ــــــــ[18 - 04 - 05, 09:53 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

جرت العادة عند ذكر المأمون أن تذكر معه بدعة القول بخلق القرآن، لاشتهاره بها ودعوته إليها، ولكن ما يغيب عن كثير من طلبة العلم تلبس المأمون ببدعة أخرى وهي التشيع الواضح، وعندها ينقضي العجب إذا رأينا من رافضة وقتنا الترحم على المأمون وذكره بخير من بد الخلفاء العباسيين، على أن كتاب التاريخ لم يغفلوا جانب هذه البدعة المظلمة التي تلبس بها المأمون فقد

قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى - في ترجمة المأمون (وقد كان فيه تشيع واعتزال وجهل بالسنة الصحيحة، وقد بايع في سنة 201 بولاية العهد من بعده لعلي الرضى بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق) البداية والنهاية 10/ 275

وذكر ابن كثير رحمه الله - عنه ما يثبت ذلك فقد أنشد المأمون أبياتاً من الشعر فيها التشيع، حيث أنشد

أصبح ديني الذي أدين به ............ ولستُ منه الغداة معتذرا

حب علي بعد النبي ولا ............. أشتم صديقا ولا عمرا

ثم ابن عفان في الجنان مع ........... الأبرار ذاك القتيل مصطبرا

ألا ولا أشتم الزبير ولا ............. طلحة إن قال قائل غدرا

وعائش الأم لست أشتمها ............. من يفتريها فنحن منه برا

وعلق عليها ابن كثير بعد ذكرها بقوله (وهذا المذهب ثاني مراتب الشيعة (ويعني بالمذهب الأول سب الصحابة رضي الله عنهم) وفيه تفضيل علي على الصحابة. وقد قال جماعة من السلف والدارقطني: من فضّل علياً على عثمان فقد أزرى بالمهاجرين والأنصار، يعني اجتهادهم في ثلاثة أيام ثم اتفقوا على عثمان وتقديمه على علي بعد مقتل عمر، وبعد ذلك ست عشرة مرتبة في التشيع، على ما ذكره صاحب كتاب البلاغ الأكبر، والناموس الأعظم، وهو كتاب ينتهي به إلى أكفر الكفر، وقد روينا عن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه أنه قال: لا أوتى بأحد فضلني على أبي بكر وعمر إلا جلدته جلد المفتري، وتواتر عنه أنه قال: خير الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم، أبو بكر ثم عمر. فقد خالف المأمون الصحابة كلهم حتى علي بن أبي طالب. وقد أضاف المأمون إلى بدعته هذه التي أزرى فيها على المهاجرين والأنصار، البدعة الأخرى والطامة الكبرى وهي القول بخلق القرآن مع ما فيه من الانهماك على تعاطي المسكر وغير ذلك من الأفعال التي تعدد فيها المنكر) البداية والنهاية 10/ 277

حتى إن بشراً المريسي - لعنه الله - فرح ببدعة المأمون في التشيع والاعتزال فأنشد أبياتاً يثني بها على المأمون لاعتقاده بهاتين البدعتين

يقول ابن كثير رحمه الله - (ولما ابتدع المأمون ما ابتدع من التشيع والاعتزال، فرح بذلك بشر المريسي - وكان بشر هذا شيخ المأمون - فأنشأ يقول:

قد قال مأموننا وسيدنا ................. قولاً له في الكتب تصديقُ

إن علياً أعني أبا الحسن ............. أفضل من قد أقلت النوقُ

بعد نبي الهدى وإن لنا ................. أعمالنا والقرآن مخلوقُ)

البداية والنهاية 10/ 279

وقد أوصى في وصيته بالإحسان إلى العلويين والتقبل من محسنهم والتجاوز عن مسيئهم. وأن يواصلهم بصلاتهم كل سنة

وقد ذكر الذهبي في سيره شيئاً مما ذكره ابن كثير في تاريخه وزاد بعضاً فقال (قيل إن المأمون لتشيعه أمر بالنداء بإباحة المتعة - متعة النساء - فدخل عليه يحيى بن أكثم - رحمه الله - فذكر له حديث علي رضي الله عنه بتحريمها، فلما علم بصحة الحديث، رجع إلى الحق وأمر بالنداء بتحريمها) السير 10/ 283

قلتُ: وقد كان المأمون كارهاً ليحي بن أكثم، حتى إنه ذكر في وصيته لمن بعده بتقريب أئمة الجهمية كابن أبي دؤاد، وحذر من يحيى بن أكثم وصحبته ورماه بالخيانة. البداية 10/ 280

وقال كذلك (وكان شيعياً.

قال نفطويه: بعث المأمون منادياً، فنادى في الناس ببراءة الذمة ممن ترحم على معاوية ((رضي الله عنه))، أو ذكره بخير) السير 10/ 281

نسأل الله تعالى حسن الخاتمة والثبات على الإسلام والسنة حتى لقياه

والله يرعاكم

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[18 - 04 - 05, 10:40 ص]ـ

أيضاً لا تنسى أن المأمون أراد أن يستخلف بعده أحد أئمة الرافضة الإمامية، لكن بنو عباس قاموا عليه ومنعوه.

فائدة:

قال الحافظ الذهبي (5/ 570):

ومن حدود سبعين وثلاث مئة وإلى زماننا، تصادق الرفض والاعتزال، وتواخَيا.

علق الحافظ ابن حجر (5/ 571):

وقول المصنف: إن الرفض والاعتزال تواخيا من حدود سبعين وثلاث مئة، ليس كما قال، بل لم يزالا متواخيين من زمن المأمون.

استفدنا هذا من الشيخ عصام البشير وفقه الله: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=149603&postcount=59

ـ[أبو عمر الناصر]ــــــــ[18 - 04 - 05, 12:41 م]ـ

نعم، فما ذكرته من استخلاف المأمون لرافضي بعده، قد ذُكر في بداية المقال من كلام الحافظ ابن كثير رحمه الله -

أما حول تآخي الرفض والاعتزال، فهي فائدة أحسن الله عمل مستلها وناقلها

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير