ـ[المسيطير]ــــــــ[23 - 06 - 05, 03:20 م]ـ
قال الشيخ عبدالعزيز السدحان وفقه الله تعالى في محاضرة له بعنوان:" الإمام ابن باز - دروس ومواقف وعبر - "، طُبعت بعد إلقاءها على هيئة كتاب:
(كان الشيخ رحمه الله يهتم بإحياء السنن، فالذي يجلس معه في بيته أو في درسه وهو مهمل لبعض السنن سرعان ما يتأثر إذا رأى محافظة الشيخ عليها والمواظبة على تطبيقها، يتأثر بذلك الرائي والسامع.
ومن تلك السنن التي أهملها الكثير من الناس:
- متابعة المؤذن:
فالشيخ رحمه الله إذا أذن المؤذن، يقطع الكلام سواءا كان الكلام هاتفيا أم محادثة لمن حوله، يفعل ذلك ليتفرغ لسماع المؤذن، وقد ذكر الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح عن ابن جريج رحمه الله أنه قال:" حُدثت أن الناس كانوا ينصتون إلى المؤذن إنصاتهم للقراءة، فلا يقول شيئا إلا قالوا مثله " (الفتح2/ 109).
- وأخبرني ابنه أحمد في ذكر مرض الشيخ الأخير، فقال: كان رحمه الله إذا خلع الجورب الذي يرتديه، بدأ بالأيسر تطبيقا للسنة حتى في مرض الموت رحمه الله تعالى.
- وكذلك رحمه الله كان يبدأ باليمين في لبس المشلح) أ. هـ.
رحمه الله رحمة واسعة وجمعنا وإياه ووالدينا وعلماءنا وإخواننا في الفردوس الأعلى.
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[24 - 06 - 05, 01:33 ص]ـ
جزاكم الله خير على هذه الفوائد ورحم الله الشيخ عبدالعزيز رحمة واسعه
ـ[المسيطير]ــــــــ[06 - 07 - 05, 01:39 ص]ـ
من المواقف التي لا أنساها مع سماحة الإمام عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى:
أن أحد المشايخ وفقه الله تعالى عزم على الزواج بالثالثة (أعانه الله) فدعا سماحةَ الإمام ابن باز رحمه الله إلى الزواج، وطلب مني أن أتولى إحضار سماحة الشيخ إلى مكان الزواج، فلم أنم تلك الليلة - إلا قليلا - من شدة الفرحة بلقاء سماحة الإمام والتشرف بأن يركب معي في سيارتي (التي نظفتها ورتبت ما فيها حتى أنكرت السيارةُ نفسَها)، فأعددت الأسئلة ورتبتها حسب الأهمية، ثم صليت العشاء بجوار منزل الشيخ رحمه الله تعالى.
ثم أقبلت إلى منزل الشيخ رحمه الله تعالى فأُذن لي بالدخول بعد أن قلت لهم أني من سيتولى الدلالة إلى مكان الزواج، فدخلت فإذا بسماحة الشيخ يخرج لي كالبدر بابتسامةٍ يعلوها الوقار وتتعالاها الهيبة، فقبّلت رأسَه - رحمه الله - وقال لي: من؟.فعرفته بنفسي، ودعا لي (جزاه الله خير الجزاء) ثم تبسم وقال: الشيخ فلان، كم عنده من مَرَه (إمرأة)؟.
فقلت له: هذه الثالثة، فتبسم وقال لي: ماشاء الله، من يبي يناسب؟ فقلت له: آل فلان (قبيلة معروفة).
فتبسم مرة أخرى (وكأنه يعرف الأسرة) ودعا له - رحمه الله -.
ثم طلبت من الشيخ أن يركب معي، فقال أحد الحراس: لا، الشيخ له سيارة خاصة، وموكب خاص (قال ذلك بصوت منخفض)، ثم قال لي: لعلك تمشي أمامنا.
ثم قال لي من يقرأ على الشيخ في السيارة: الشيخ يُقرأ عليه في بعض المعاملات في السيارة، وهو حريص على إنهائها (قلت في نفسي: يعني أصرف نفسي، الشكوى لله، ليتني لم أتعب في نظافة السيارة):).
فمشيت أمام موكب الشيخ من أقصى الغرب (موقع منزل الشيخ رحمه الله) إلى أقصى الشرق (موقع الزواج) في موكب لا يمكن وصفه (وكأني أنا العريس:).
يتبع بإذن الله،،،،
----
ـ[المسيطير]ــــــــ[07 - 08 - 05, 12:33 ص]ـ
فلما وصلنا إلى الزواج وجدنا المكان قد أُعد للشيخ لإلقاء كلمة يسيرة يعلّم فيها الناس ويرشدهم ويوجههم - كما هي عادته رحمه الله - فالشيخ يستغل المناسبات أيا كان نوعها لإفادة الناس وتعليمهم.
وكان العريس (وأبناءه) قد أعدوا بعض الأسئلة المناسبة لأهالي ذلك الحي *، حيث يقطنه غالبا = الأعراب، فكانت محاضرة علمية عملية في الدعوة والتعليم.
رحمه الله.
وفي أثناء العشاء جلست أمام الشيخ في مكان العشاء، أتأمل فيه، وفي تطبيقه للسنة، في أكله، وجلسته، وحمده لله تعالى، وتبسمه، وتبسطه للعريس وضيوفه، وفي إجابته للأسئلة .... إلخ.
وكان أن سألتُه رحمه الله عن حكم التأجير المنتهي بالتمليك - ولم يصدر فيه فتوى أناذاك -، فقال: (الله أعلم، لم تصدر اللجنة فيه فتوى إلى الآن) أ. هـ.
فتوقف الشيخ رحمه الله تعالى في الجواب (وهو من هو رحمه الله) منتظرا الإجتماع بأعضاء اللجنة وإصدار فتوى واحدة.
مع أن الكثير من الأفاضل وغيرهم قد أفتوا فيه جوازا أو منعا قبل اجتماع اللجنة وإصدارها الفتوى.
(وهذا درس أفدته من الشيخ رحمه الله وهو عدم التعجل في إصدار الفتوى قبل الدراسة والبحث والمدارسة).
والله المستعان.
----
(*): وهذه طريقة مناسبة ومجربة، وهي أنك إذا أعددت محاضرةً لشيخٍ له قدره وفضله، فالأولى - والله أعلم - أن تُعد الأسئلة المناسبة التي يكثر السؤال عنها من الناس (في الطهارة، الصلاة، البيوع، الصوم، الفتاوى العامة ... إلخ)، بحيث لا تُنتَظر أسئلة بعض الحضور والتي تكون - غالبا - لا ترقى لمستوى أن تلقى على عموم الحضور أو تكون خاصة = خاصة، فلا يناسب إلقاءها أيضا على العموم.
رحم الله الشيخ وجمعنا وإياه ووالدينا في الفردوس الأعلى.
¥