[هنا نجمع أقوال أهل العلم في مسألة تأجير الأرحام]
ـ[أبو الفداء المصري]ــــــــ[22 - 04 - 05, 08:22 م]ـ
لا يخفى على البعض أن هذه المسألة الان تشغل كثير من الأوساط حيث أن كثيرا من الأطباء العاملين أبدوا استعدادهم لزرع الأجنة في بطون مؤجرة فالمسألة هامة نرجو أن يشترك الجميع في بحثها ووضع أقوال أهل العلم فيها؟؟ وكيف يكون الحكم حينما تتخذ بعض النساء هذا الموضوع برضائهن لكسب المال أو حينما يٌجبر بعضهن من قبل من يعملون لديهم؟؟
ـ[أبو الفداء المصري]ــــــــ[22 - 04 - 05, 08:36 م]ـ
نشهد بهذه الأيام - للأسف الشديد – جدلاً واسعاً حامي الوطيس حول قضية "تأجير الأرحام" أو "الأم البديلة" ويعزي ذلك لكونها قضية متعددة الأبعاد ولا بد أن ننظر إليها بمنظور طبي وعلمي وديني وأخلاقي وقبل كل ذلك بمنظور إنساني وليس حيواني.
وبداية فأسلوب " الرحم المستأجرة" في الإنجاب يتم بأخذ البويضة من الزوجة ليجري إخصابها – خارجياً – بالحيوان المنوي من زوجها. وكنتيجة لأسباب متعددة تجعل صاحبة البويضة غير قادرة على الحمل في رحمها فلقد ابتدع علماء الغرب فكرة إدخال هذه البويضة الملقحة لرحم امرأة أخرى بدلاً من رحم صاحبة البويضة وبهذا الأسلوب تحمل الأم البديلة هذا الجنين وحتى الولادة. وبهذه الطريقة فإن المولود الجديد يولد معه جدل لا يموت إلا بموت صاحبه لأنه سيظل دائماً في حيرة من أمره ولا يعرف من هي حقاً أمه. ولهذا ظهر اصطلاح ((الأمومة المشتتة)) وبهذا يصبح العذاب النفسي هو توءم المولود بهذا الأسلوب.
وبادئ ذي بدء فإن الرحم ليس مجرد وعاء أو حضانة وكما يدعي البعض بل هو القرار المكين بالأم لحمل الجنين فيه ((ثم جعلناه نطفة في قرار مكين)) ((المؤمنون 13)).وهناك آيات وأحاديث تؤكد بصورة جلية الصلة الربانية النورانية بين الله تعالى والأرحام وأكبر دليل على ذلك أن الله جعل الرحم يشهد أهم أطوار خلق الإنسان وتصويره وكذا نفخ الروح بالجنين فيه ((يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقاً من بعد خلق)) ((الزمر 6))
((وهو الذي يصوركم في الأرحام)) ((آل عمران 6))
وللدلالة على تشريف الله للرحم فلقد اشتق المولى اسمها من اسمه لقوله في حديثه القدسي ((أنا الرحمن، وهذه الرحم شققت لها اسماً من اسمي .. )) بل جعل الرحم معلقة بالعرش لقول رسول الإسلام – عليه الصلاة والسلام - في حديثه الشريف ((الرحم معلقة بالعرش .. ))
ولهذا وضع المولى تعالى أكبر سر من أسرار أطوار الخلق به وأحاطه بصفات معجزة في كيفية أداء عمله ولذا فالرحم – في أوقات الحمل وشهوره – يتضاعف حجمه ليصل آلاف المرات ويتضاعف وزنه أيضاً لمئات المرات وذلك لكي يحتضن الجنين على الرحب والسعة به. ويطرح البعض سؤالاً محيراً وهو هل يمكن اعتبار البويضة الملقحة كائناً بشرياً متكاملاً؟!
والجواب نجده في آيات القرآن الكريم عن مراحل خلق الإنسان وسبحان الله فهي تتلاقى مع ثوابت العلم الحديث وتقنياته المبتكرة في رصد وتصوير مراحل خلق الجنين بالأرحام.
ثبت أن خلق الإنسان يمر بأطوار عديدة وسبحانه أشار لذلك بقوله ((وقد خلقكم أطوارا)) ((نوح 14))
ويشير المولى بجلاء إلى أن طور الخلق بعد آدم هو طور النطفة ((ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين)) ((المؤمنون 12 - 13))
أما النطفة الأمشاج ((بمعنى المختلطة)) فهي التي يختلط فيها نطفة الذكر ((الحيوان المنوي)) بنطفة الأنثى ((البويضة)) من أجل إنتاج البويضة الملقحة وسبحان الله الذي قال ((إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه)) ((الإنسان 2)) ومن أصدق من الله قيلا؟!
وبعد هذا الاختلاط فإن هذه البويضة الملقحة تبدأ في الانقسام الخلوي المتتالي وفي خلال أيام يصبح شكلها مثل الكرة وتشبه مجازاً ثمرة التوت وتنتقل بعد ذلك لآخر مرحلة في طور النطفة وتعرف باسم الكرة الجرثومية و ((جرثومة الشيء أًصله)) وتسمى البلاستولا أو الخلية الأرومية أيضاً.
وتبدأ بعد ذلك الخلية الأرومية بدفن نفسها في تلافيف جدار الرحم وتتعلق به ليبدأ بذك طور العلقة وسبحانه أشار لأطوار الخلق الأساسية ((فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة))
(الحج 5)
¥