[مسألة سماع الأموات؟]
ـ[سليمان العامر]ــــــــ[24 - 04 - 05, 11:29 م]ـ
هل هذا ممكن
كما حصل في شريط الشيخ الزنداني" أصوات القبور"
ـ[حارث همام]ــــــــ[25 - 04 - 05, 12:24 م]ـ
الأخ الكريم ..
روى مسلم في صحيحه عن زيد بن ثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقبور فسأل من يعرف أصحاب هذه الأقبر؟
فقال رجل: أنا.
قال: فمتى مات هؤلاء؟
قال: ماتوا في الإشراك.
فقال: "إن هذه الأمة تبتلى في قبورها فلولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه ثم أقبل علينا بوجهه فقال تعوذوا بالله من عذاب النار قالوا نعوذ بالله من عذاب النار فقال تعوذوا بالله من عذاب القبر" .. الحديث.
وعند مسلم من حديث أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر".
وفي هذا المعنى أحاديث أخر، وهي تدل على أن الأصل هو عدم سماع أصوات أهل القبور، كما تدل على أنهم يتكلمون بصوت يسمع.
وفي الفتاوى الكبرى سئل شيخ الإسلام ابن تيمية:
"سئل: هل يتكلم الميت في قبره؟ أم لا؟ الجواب: يتكلم , وقد يسمع أيضا من كلمه , كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {إنهم يسمعون قرع نعالهم} وثبت عنه في الصحيح {أن الميت يسأل في قبره: فيقال له: من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ فيثبت الله المؤمن بالقول الثابت , فيقول: الله ربي , والإسلام ديني , ومحمد نبيي , ويقال له: ما تقول في هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول المؤمن: هو عبد الله ورسوله , جاءنا بالبينات والهدى , فآمنا به , واتبعناه}. وهذا تأويل قوله تعالى: {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة} وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنها نزلت في عذاب القبر. وكذلك يتكلم المنافق فيقول: آه , آه , لا أدري , سمعت الناس يقولون شيئا فقلته , فيضرب بمرزبة من حديد , فيصيح صيحة يسمعها كل شيء إلا الإنسان. وثبت عنه في الصحيح أنه قال: {لولا أن لا تدافنوا لسألت الله أن يسمعكم من عذاب القبر مثل الذي أسمع} وثبت عنه في الصحيح {أنه نادى المشركين يوم بدر لما ألقاهم في القليب , وقال: ما أنتم بأسمع لما أقول منهم} والآثار في هذا كثيرة منتشرة. والله أعلم".
وفي قوله يسمعها كل شيء إلاّ الإنسان دليل على أن الأحياء لايسمعون الأموات.
وفي الصحيحين عن أبي أيوب رضي الله عنهم قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم وقد وجبت الشمس فسمع صوتاً فقال: "يهود تعذب في قبورها" والظاهر أن هذا الصوت لم يسمعه غيره صلى الله عليه وسلم، فـ"قد وقع عند الطبراني من طريق عبد الجبار بن العباس عن عون بهذا السند مفسراً ولفظه خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم حين غربت الشمس ومعي كوز من ماء فانطلق لحاجته حتى جاء فوضأته فقال: أتسمع ما أسمع؟ قلت: الله ورسوله أعلم. قال: أسمع أصوات اليهود يعذبون في قبورهم" [الفتح 3/ 241]. وأثر الطبراني في الكبير 4/ 120/3857.
ولهذا بوب عليه ابن حبان في صحيحه برقمه: "ذكر الأخبار أن المصطفى صلى الله عليه وسلم أسمع أصوات الكفرة حيث عذبت في قبورها".
هذا هو الأصل، قال في الروح: "فإذا شاء الله سبحانه أن يطلع على ذلك بعض عبيده أطلعه، وغيبه عن غيره. إذ لو أطلع العباد كلهم لزالت كلمة التكليف والإيمان بالغيب، ولما تدافن الناس كما في الصحيحين عنه: لولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر ما أسمع. ولما كانت هذه الحكمة منفية في حق البهائم سمعت ذلك وأدركته كما حادت برسول الله بغلته وكادت تلقيه لما مر بمن يعذب في قبره، وحدثنى صاحبنا أبوعبدالله محمد بن الرزيز الحرانى أنه خرج من داره بعد العصر بآمد ... " وذكر بعدها كما ذكر قبلها قصصاً فيها شيء يثبت أن الله قد يطلع من شاء على ما شاء من ذلك.
والخلاصة هي أن الأصل عدم سماع الناس لشيء من عذاب القبر إلاّ من خص، والتخصيص للنبي صلى الله عليه وسلم قائم بالأدلة الظاهرة، وحتى يدعى في غيره أو لغيره يلزم دليل ظاهر يصدق دعوى المدعي والله أعلم.