حُكِيَ عَنْ عُمَر مِنْ كَرَاهَته , وَكَذَا حَكَى اِبْن الْمُنْذِر عَنْ جَمَاعَة ثُمَّ قَالَ: وَلَا يَصِحّ الْمَنْع فِيهِ إِلَّا عَنْ عَطَاء بِنَاء عَلَى أَنَّهُ جُزْء مُنْفَصِل , وَقَدْ أَخْرَجَ مُسْلِم فِي أَثْنَاء حَدِيث عَنْ أَبِي سَعِيد أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " الْمِسْك أَطْيَب الطِّيب " وَأَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ مُقْتَصِرًا مِنْهُ عَلَى هَذَا الْقَدْر " اهـ.
قال الجاحظ في " الحيوان " (5/ 225):
" وسألتُ بعض العطارين من أصحابنا المعتزلة عن فأرة المسك فقال: ليس بالفأرة، وهو بالخِشف أشبه.
ثم قص عليَّ شأن المسك، وكيف يصنع وقال: لولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تطيب لما تطيبتُ به؛ فأما الزباد فليس مما يقرب ثيابي منه شيء.
قلتُ له: وكيفَ يرتضع الجدي من لبن خنزيرة فلا يحرم لحمه؟
قال: لأن ذلك اللبن استحال لحماً، وخرج من تلك الطبيعة، ومن تلك الصورة، ومن ذلك الاسم.
وكذلك لحوم الجلالة فالمسك غيرُ الدم، والخل غير الخمر، والجوهر ليس يحرم بعينه، وإنما يحرم للأعراض والعلل فلا تفرز منه عند تذكرك الدم الحقين فإنه ليس به .... " اهـ.
وفي موقع الخيمة العربية: http://www.khayma.com/hawaj/misk.htm بتصرف يسير:
المسك ملك أنواع الطيب وأشرفها
مصادر المسك:
مصادره الثور، والسلحفاة، وقط الزباد، والفأر، والغزال أجلها يُشَبَهُ بِهِ غيره، ولا يُشَبَهُ بغيره ... ويستخدم في تثبيت أغلى العطور.
ماهية المسك:
يعتبر المسك ملك الأطياب، والمسك كلمة عربية هي اسم لطيب من الأطياب القليلة التي مصادرها حيوانية , وقد ورد ذكر المسك في القرآن الكريم في وصف الأبرار إذ يقول عز وجل (تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ * يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ * خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ) (المطففين:24 - 26).
ويتكون المسك في غدة كيسية يبلغ حجمها حجم البرتقالة في بطن نوع من الظباء يسمى غزال المسك وتوجد هذه الغدة بقرب الفتحة القلفية للذكر، ولا يوجد المسك في الإناث وفي هذه الأكساي يفرز الغزال مسكه.
ما هو غزال المسك؟
يعرف غزال المسك علمياً باسم Moschus moschi ferus وهو غزال طوله حوالي متر وارتفاعه من عند الأكتاف نصف المتر وشعره بني رمادي، وطويل، وخشن، وسهل الكسر , وغزال المسك خواف , يسعى لطلب طعامه ليلاً، وهو سريع الهرب , لهذا يتعب الصيادون في اصطياده وعادة ينصبون له المصائد في الأماكن التي يعتقدون تواجده بها.
وغزال المسك يسكن غابات الهملايا ويفضل أعاليها، وتمتد مساكنه الى التبت وإلى سيبيريا، والشمال الغربي من الصين، وأواسط آسيا عامة.
تعتبر أنثى الغزال البري كنز في عالم العطور فهي المصدر الوحيد للمسك الأسود حيث يقوم الصيادون المتخصصون بمراقبة أنثي الغزال لفترة طويلة حتى يتأكدوا من حالتها الصحية، وفي فصل مخصوص في السنة يقوم هؤلاء الصيادين بإصطياد أنثى الغزال البري مستخرجين من صرتها المسك الأسود الذي يعتبر كتلة متجمدة من الدم.
كيف يحصلون على المسك من غزال المسك؟
يقوم الصيادون بقتل غزال المسك الذكر أولاً؛ ثم فصل هذا الكيس , أو الغدة , فصلاً كاملاً ثم تجفيفها في الشمس، أو على الصخور، أو تغطس في زيت ساخن جداً.
ويمكن الحصول عليه دون صيد غزال المسك وقتله حيث يقوم الغزال عند نضج الكيس الذي يحتوي على المسك بحكه على صخور خشنة لأن الغزال يشعر بحكة شديدة في الكيس عند امتلائه فيقوم بحك الكيس على الصخور فينقشع الكيس بما فيه من مسك ويلصق بالصخور ويقوم خبراء المسك بجمعه من على الصخور ويسمى الكيس الجلدي بما فيه من مسك " فأرة المسك " ولون المسك داخل هذا الكيس أسود والذي قل أن يوجد في الوقت الحاضر، وهو غالٍ جداً وإذا وُجدَ يقوم تجار العطور بإدخال بعض المواد عليه وخلطه بها.
والمسك يظهر في التجارة على هيئة الغدد الكاملة (فأرة المسك) ويعرف عالميا باسم Musk in Pods أو مستخلصاً على هيئة حبيبات، ويعرف باسم ( Musk in grain ) وتستخدم هذه الألفاظ الأجنبية لأنها ألفاظ التجارة العالمية.
¥