تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثم بعد ذلك يؤمر بالأعمال التي هي شرط في صحة الإيمان كالصلاة , وأن لا يتلبس بناقض من نواقض الإسلام الظاهرة من سب الدين أو إمتهان المصحف , أو غير ذلك من الأمور التي نقل فيها الإجماع ,كما نقله اسحاق بن راهويه وسحنون والقاضي عياض , وهو مشهور عند علماء السنة.

وأحسب أن هذا يفي بالمراد هنا ,

قوله (فان اقتصر على أحداهما لم يكن من أهل القبلة أصلا).

قلت: كيف هذا ما مع سبق ذكره من اتفاق أهل السنة على أن الحكم بالاسلام يثبت بالشهادتين فقط ,

وكيف هذا مع وجود المنافقين الذين حكم لهم في الدنيا بالإسلام لمّا أتوا بالأعمال الظاهرة مع أنهم لم يأتوا بالتصديق الباطن , وقد فضحهم الله تعالى بسوء أفعالهم كما في سورة براءة , وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعرفهم بأسمائهم ومع ذلك عاملهم معاملة المسلمين ,

وبهذا يتبين لنا الخطأ الذي وقع من النووي رحمه الله , ويتبين لنا وجه الحق في المسألة ,

وهنا أضيف فائدة:

وهي أن الأشاعرة يطلقون على أنفسهم أهل السنة فينبغي العلم بمذهب المتكلم حتى يفهم مراده.

وهنا أمر آخر:

وهو التنويه على كلام الأخ أبو سليمان الذي علّق فقال (كلام النووي ان قصد الايمان الاسلام بمعنى ان من نطق بالشهادتين فهو مسلم وهذا معنى انه من اهل القبلة

فهذا مذهب جمهور اهل السنة خلافا للحنابلة الذين اشترطوا الصلاة لصحة اسلام الرجل ولا يكون من اهل القبلة حتى يصلي .............. ) ,

أقول له:

أولآ: أنت ما فهمت كلام النووي ابتداءً ,

ثانيآ: أين تجد أن الحنابلة يشترطون إقامة الصلاة لثبوت حكم إسلام الكافر , وهذا شيخ الإسلام وهو من كبار علماء الحنابلة ينقل الإجماع على عدم إشتراط هذا الذي ذكرت ,

وأنا ظني أنك فهمت هذا من قولهم بكفر تارك الصلاة , فإن كان هذا هو مرادك فأنا أفيدك أن هذا ليس هو قول الحنابلة فقط بل هو ما جاءت به آيات القرآن , وصح به الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , وهو الذي صح عن الصحابة فقد روى الترمذي عن عبد الله بن شقيق قال (ما كان أصحاب محمدآ صلى الله عليه وسلم يعدون شيئآ من الأعمال تركه كفر إلا الصلاة.) وهذا الأثر صححه غير واحد من العلماء , وأيضآ فقد نقل هذا عن ثلاثة عشر صحابيآ بأعيانهم منهم عمر , وعلي بن أبي طالب , ومعاذ بن جبل , وعبد الرحمن بن عوف , وأبو هريرة ,وابن عباس , وبريدة , وجابر بن عبد الله , وابن مسعود وغيرهم , فماذا تقول أنت؟

وأيضأ نقل هذا عن التابعين: منهم الإمام أحمد بن حنبل واسحاق بن راهويه , و عبد الله بن المبارك , و ابراهيم النخعي , والحكم بن عيينة , وأيوب السختياني , وأبو بكر بن أبي شيبة , وأبو داود الطيالسي , وزهير بن حرب , وغيرهم فماذا أنت قائل؟

وإن لم ترد هذا فأنت أعلم بما تقول.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم , والحمد لله رب العالمين

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير