تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كلام ابن الجوزي في الراغب لهذه الحكاية ونحوها

قال أبو عبد الباري: ومن هنا كانت كلمة ابن الجوزي في أبي الفرج الأصبهاني دقيقة ألا وهو قوله في المنتظم (7/ 40 - 41): " ومثله لا يوثق بروايته، يصرح في كتبه بما يوجب عليه الفسق، ويهون من شرب الخمر، وربما حكى ذلك عن نفسه، ومن تأمل كتاب الأغاني رأى كل قبيح ومنكر" اهـ.

حكايات سخيفة من بعض المفتونين تشبه ما حكاه في الأغاني

ويشبه ما حكاه الرافضي في الأغاني ما قاله أحد المفتونين بمتابعة الغربيين تحت عنوان (فن القبلة .. طريق للانسجام الجنسي) فجاء في كلامه " وكثير من الأزواج يفشلون في توصيل زوجاتهم للنشوة القصوى بالاقتصار على الجماع والإيلاج فقط دون الاهتمام بالمداعبة والملاطفة والقبلات السطحية العميقة، سواء قبلات الشفاه للشفاه ومص اللسان وقبلات النهود والبظر والشفران، ويؤكد خبراء السعادة الزوجية في الغرب على أهمية القبلات في الحياة الزوجية فهي ضرورية في بداية الجماع، ولقد جاء في كناب الزواج المثالي لفان دان فيلد أن الرجل الذي يهمل الملاعبة والقبلات الزوجية مجرم أثيم يتصرف بالخشونة والأنانية والوقاحة الحيوانية، لأن إهمال الملاعبة والمداعبة والتقبيل يضايق المرأة ويثير اشمئزازها ويؤذي مشاعرها، وهو دليل الغباء والحماقة في الرجل بنظرها .. وبعض النساء قد يصلن للهزة بالقبلة وحدها، والبعض الآخر يحلم بها ويحن إليها كدليل صادق على الحب والرغبة للوصال والملاعبة والقبلات فن غزير اللذات ولا تقل عن لذة الملامسة، وتشمل القبلات التقبيل السطحي والتقبيل العميق وتقبيل الصدر والعنق وتقبيل النهدين ومداعبة البظر بفم الرجل ومداعبة المرأة للرجل بفمها اهـ.

فانظر رحمك الله تعالى ما يقوله هؤلاء المفتونون الجاهلون بدينهم، وكيف صار مرجعهم في ذلك (خبراء السعادة الزوجية في الغرب) ومتى عرف الغرب السعادة الزوجية؟ أليست هذه أسرهم قد تفككت إلى ما لا نهاية؟ وهل في العالم زواج أكثر تعاسة وانحلالا من الزواج الغربي؟ ليت كاتب هذا المقال عرف حقيقة حياة الزواج الغربي وحياة أسره؟ إنهم يعيشون في حالة من الاضطراب والتفكك الأسري لا يعرف له مثيل في تاريخ البشرية؟ أيكون مثل هؤلاء قدوة في السعادة الزوجية؟ إن فاقد الشيء لا يعطيه.

إننا نقول: ينبغي لكل كاتب أن يعي ما يقول، وأن يتأنى فيما يكتب، ومن أعياه نيل السعادة الزوجية عن طريق ما أبيح أو حرم في الشرع الحنيف فلا أسعد الله زواجه، وقد علم القاصي والداني، واعترف به الغرب بلا استثناء أنهم فاشلون حتى في إشباع الرغبات الجنسية لزوجاتهم، ولهذا انتشر الزنا واتخاذ الأصدقاء والأخدان لكلا الجنسين في المجتمع، حتى أصبح مما لا يعاب عليه، واضطرت القوانين بسماحها والاعتراف بها.

أما ما حكاه هذا المفتون ويحيكه أمثالهم عنهم فهو من الكلام الذي لا حقيقة له، فلا لديهم خبرة ولاهم بالخبراء، وإنما الخبراء في ذلك علماء الإسلام وحملة شريعة الرحمن، فهم المرجع فيما يصلح الأسرة، ويشفي غليل الزوجين في العلاقات الجنسية، وعمدتهم في ذلك هدي الله تعالى وهدي رسوله صلى الله عليه وسلم ولا سعادة أبدا إلا في ذلك، فمن شرق عنها أو غرب فلن يأتي بسعادة، ولن يعود بدينه سالما، والتوبة معروضة لكل أحد (4).

ويشبه هذا الذي حكينا كلامه الغث الرديء ما كتبه آخر من أضرابه والطير على أشكالها تقع مع ما في كلامه من الاعتراف ضمنا بخبث هذه الفعلة التي ينصح بها، قال هذا الكاتب حكاية عن طبيب أمريكي عمل إحصائيات عن بلده فقال: "إن 87% من النساء تهوي التقبيل بعد الجماع مباشرة، ولأن الانعاظ في النساء بظري وليس مهبليا في غالبية الأحوال، لهذا ننصح بتقيبل ومداعبة البظر " ومع ذلك يقول " وتقول الموسوعة الجنسية: أن تكرار لحس الفرج أو مص القضيب دليل لواطة كامنة بالزوجين معا، والمرأة التي تطلب لعق فرجها على الدوام بها ميول ذكرية، وقد تطلب بعض الزوجات الطلاق بسبب استحيائها من طلب زوجها أن تمص قضيبه وقد تضطرب إذا لعق فرجها بسبب الهياج الجنسي الذي يصيبها من الملامسة باللسان والفم".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير