أخي المبارك أبا عبدالباري .. قد تفضلت في تفسير قوله تعالى (نساء حرث لكم ... ) بأن الله أمر المسلمين بأن يأتوا النساء في موضع الزرع وهو الفرج .. من أين لك بأن المقصود منع التمتع بكل ما عدا الفرج؟ ولا سيما أن الله تعالى قال: (فأتوا حرثكم أنى شئتم) وأنّى تفيد العموم .. فمن أين قيدتها وخصصتها بالفرج؟ ولا سيما بأنك تزعم بأن في هذه الآية التحريم من التمتع بغير الفرج وهذه مجازفة عظيمة لأن الاية في واد وما تريده في واد؟ لا رابط البتة بين ما تزعم وبين الآية!!
وحتى في الاية الأخرى (فالان باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم) لا يوجد ما يفيد في أي شئ مما تريد التدليل له!! ما العلاقة بين هذه الاية وبين معنى التحريم من التمتع بغير الفرج؟!
يا رجل أنت تأتي بأدلة لا علاقة لها بما تريد التدليل عليها!!!
وحديث بهز بن حكيم لا دلالة فيه على ما تزعم أيظا ... (حرثك اإت حرثك أنى شئت) ثم تقول بأن هذا الحديث يفيد التحريم!! أين نستفيد الدلالة على التحريم؟ والحرث لفظ عام وأنت تتحدث عن التحريم!! إما أن تأتي بشئ بيّن للناس واضح الدلالة أو تترك المسلمين على الأصل الشرعي المبيح بالتمتع فيما عدا ما ورد النصّ بمنعه.
والنصوص التي ذكرتها عن ابن عباس وعن الشيخ مقبل الوادعي إنما هي في الإيلاج في غير الفرج وليس في المتعة والمداعبة الخالية من الإيلاج.
ومن أين فرقت بأن المرأة إذا لحست للرجل فإنه ليس بإتيان .. بينما إن لحس الرجل فرج المرأة فهو إتيان؟! هذا التفصيل البديع هل مبني على علم (فإت به) أم هو ذوق مجرد؟
والغريب بأنك لا تفهم معنى (حرث) إلا على أنه (بذر) وعلى ذلك تبتي كل كلامك! ولا شك بأن الحرث أعم وأشمل في المعنى من مجرد تلك العبارة بمعناها المحدد الذي تفهمه.
************************************************** ***************
كل الأدلة تمنع الإتيان في الدبر .. ولكن لا دلالة (ولو) لواحد منها على منع التمتع بغير الإيلاج!
وكل الإحصائيات والأرقام المخيفة التي تفضلت بها .. ولا واحد منها يفيد ماتريد الذهاب إليه ,, فكلها لا علاقة لها بالمص واللعق! صحيح فيها هالة من البحث عن المصداقية ولكن لا علاقة لها بالموضوع
وفي قولك بأن بعض الادلة فيها خفاء!! فإما أن توضحها أو أن تتركها على خفاءها ولا توردها ..
وأظن أن تعريضك عن أخينا محمد رشيد بأنه من الأحناف (من أسمه) فلا أدري ما وجهه ومداخلته
ممتازة وموضوعية أراك هربت من الرد عليها وهمك إيراد ما أردت إيراده من بحثك الجاهز!
أما في نجاسة ما يخرج من الرجل والمرأة (وهو أوجه ما تستند إليه) وظاهره كما ذكرت .. ولكن ..
الماء الخارج منهما أيسر من أن يفيد التحريم .. فإنه غاية في القلة ولا يكاد يشعر به أحدهما لأن الشيخ الإمام محمد بن صالح العثيمين 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - - الذي أطلت في ذكر فتواه - هو بنفسه لما تعرّض لذكر البيرة الأصلية - بالكحول - قال بجوازها فلما ضجّ الطلاب معترضين - وكنت حاضرا لذلك الدرس لبلوغ المرام - قال: (هذه كمية أقل من أن تسكر) فقيل: ياشيخ نسبتها 25% فأصرّ رحمه الله بأن هذا لا يمكن أن يسكر .. والصحيح أنه يسكر ولكن الشيخ رحمه الله كان لم يعلم ذلك ..
والمقصود من ذكر هذا بأن ذلك القدر من المذي من كليهما أيسر من أن تحرّمه بهذه الحجة
واعذرني على القسوة إن ولكن أتمنى أن تأتي بما هو أوضح من هذا ..
والله أعلم
ـ[أيوب بن عبدالله العماني]ــــــــ[27 - 06 - 05, 05:55 م]ـ
أما أنه من فعل الكفار أو أنه مما جلبته القنوات الفضائية أو المواقع الإلكترونية فلا علاقة لهذا وبين أن نقول بتحريمه لهذه الأسباب ..
وما لحق بالكفار - في الغرب خصوصا - ليس لأجل لحس ومصّ الفرج , ولكن لبعدهم عن الله .. وليس المصّ واللحس هي أسباب بعدهم عن الله .. ولا حتى نتائجه!
أما تخصيص المتعة والحرث على أنه الفرج , وليس غير الفرج .. فقد ردت عليه أمنا عائشة رضي الله عنها قبل خمسة عشر قرنا لما قالت: (كنت أحيض وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرني فأتزر , فيباشرني وأنا حائض) وهذه متعة في غير موقع الولد! بل لو تماشينا على قواعدك فإن رسول الله قد أتى بكبيرة لأن الله تعالى قال (ولا تقربوا النساء في المحيض حتى يتطهرن , فإن تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله) وهو صلى الله عليه وسلم زاد على الإقتراب!! و أتاها من حيث لم يأمره الله!! بينما المتعة - على قاعدتك - مخصوصة بالفرج , وهذا غير الفرج! بل في الوقت المنهي عن الإقتراب فيه وهو باشرها ..
وعلى قاعدتك أيظا لا يجوز بأن يفاخذ الرجل زوجته ولا أن يضع فرجه بين ثدييها ولا ولا ولا ولا .. إلخ.
لأنه ليس موافقا للآية (فأتوا حرثكم أنى شئتم) بيد أن الآية لو نظرت مليا .. تفيد الجواز بالتمتع في أي شئ وبأي طريقة لأن (فاتوا) أمر والأمر يفيد الوجوب , وهنا تفيد الإطلاق بالإباحة , وقوله (أنى شئتم) تأكيد على إباحة التمتع , - عدا الوطء في الدبر - علما بأن فئة من أهل العلم لم يروا التحريم من الإتيان من الدبر للمرأة لضعف حديث (ملعون من أتى امرأته في دبرها) ودليلهم هو نفس الآية التي تريد أن تجعلها سببا للتحريم!! هذا للعلم فقط!!.
والله أعلم.
¥