تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

2 - ما روى الإمام أحمد في مسنده: بإسناد صحيح , عن عائشة قالت: {كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلت المني من ثوبه بعرق الإذخر , ثم يصلي فيه , ويحته من ثوبه يابسا , ثم يصلي فيه}. وهذا من خصائص المستقذرات , لا من أحكام النجاسات , فإن عامة القائلين بنجاسته لا يجوزون مسح رطبه.

3 - ما احتج به بعض أولينا , بما رواه إسحاق الأزرق , عن شريك , عن محمد بن عبد الرحمن , عن عطاء , عن ابن عباس قال: {سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن المني يصيب الثوب؟ فقال: إنما هو بمنزلة المخاط والبصاق , وإنما يكفيك أن تمسحه بخرقة أو بإذخرة.

وعلى هذه الأقوال فإنه من غير المستحب وغير المرغوب فيه شرعا شرب هذه الأشياء المستقذرة، والأولى بكما طرح المني بعيدا عن الفم، أو غسله إذا أصابه والله أعلم.


المفتي:
من موقع الشيخ أحمد بن عبد العزيز الحمدان

السؤال:
أريد معرفة إذا كان الجنس الفموي حلال أم حرام وشكرا؟

الجواب:
أما بعد ...
فهذه إجابة سؤال السائلة عن حكم بعض العادات الإفرنجية الوافدة في الجماع؛ ومنها الجماع
عن طريق الفم، والتي كثر السؤال عنها في السنوات الأخيرة بسبب مشاهدة بعض الناس لأفلام
تصوير الفواحش التي ابتكراها الغرب ونشروها مع ما نشروا من قبائحهم، وبثهم لأفلام
الفواحش حتى لوثوا بها فضاء الأرض، وأقبل عليها –للأسف- بعض الناس دون مراقبة لله
تعالى الذي يعلم السر وأخفى، ودون خوف من الله تعالى، ودون إدراك لعواقب مشاهدتها؛

من: تهييج للشهوات، وجعل مشاهدها يعيش في عالم وهمي لا يقع على أرض الواقع،
وإفساد غيرته بتكرار مشاهدة العورات المغلظة التي أوجب الله سترها، وإذهاب قوة شهوته،
وتسبب ضعف قوته في الجماع خاصة إذا تقدمت به السن، والتسريع في عزوفه عن كل امرأة
يتزوجها لأنه يرى أنها لا تعطيه ما يراه من تصوير كاذب للجماع في هذه الأفلام، وتكرار
تصوره لتلك الصور الفاضحة لأهل الفواحش من زناة ومومسات حتى وهو يأتي أهله، كما
اعترف بذلك كثير ممن انزلقوا في دهاليز هذه القاذورات، ثم تأتي تبعات كثيرة غير ما ذكرت
لمشاهدت أفلام الفواحش؛ وهي: تقليد أفعال الزناة والمومسات على نفسه وأهله بعد ذلك،
ويا قبح فعل من أحال داره من دار طهر وفضيلة إلى دار يمارس فيها الفجرة والفاجرات قاذوراتهم!!

واعلمي –أيتها السائلة- أنّ الغربيين قد أصبحوا أشدّ من الحيوانات انحطاطاً في هذا الباب،
حيث أصبحوا يمارسون أنواعاً من الشذوذ يطلبون من ورائها إرواء شهواتهم التي تبلدت
لكثرة ما ترى من صور فاضحة وأجساد عارية وفواحش في كل مكان، وصدق تعالى القائل
[قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم] والقائل [وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن] فترى
حكمة عظيمة من حكم غض البصر؛ وهي: الإبقاء على قوة الشهوة عن طريق عدم ابتذالها
واستنزافها بالطرق المشينة التي تميزت بها المدنية الغربية.

فالغرب عندما استنزف شهواته في الحرام أصبح الجماع الإنساني الكريم الذي ميز الله به
الإنسان عن الحيوان لا يروي غليله، وتبلد إحساسه تجاهه، فصار يجري وراء أمور شاذة؛
من لواط، واغتصاب للأطفال، وعنف يصل في بعض أنواعه إلى القتل، بل إلى تصميم آلات
للتعذيب الجسدي، فلا يتلذذ أحدهم إلا بأن يعذب من يريد مجامعته، أو يعذبه من يريد أن يفعل
به ذلك، بل تدنى حالهم إلى مجامعة حيواناتهم، وتقليدها في أوضاع جماعها، بل هناك أبحاث
جادة في مراكز أبحاثهم تشير إلى أنّ مرض الإيدز الذي جاء من عندهم كان سببه جماع
الحيوانات واللواط.

وهذا هو السؤال المطروح؛
((وهو: ما حكم تقليد الغرب الفاجر في تقليده الحيوانات في هذه الأفعال؟)).

مع العلم أنّ الحيوانات التي تمارس هذه العادات لا تمارسها تلذذاً بها، ورغبة فيها ابتداءً،
ولكنها أفعال جبلها الله عليها من أجل حكمة التكاثر بينها، حيث جعل الله تعالى عند أنثى
الحيوان وقت الإخصاب خاصية إفراز مادة من فرجها لا يستطيع الذكر التعرف عليها إلا
بالشم واللعق، فيفعل هذه الأفعال مع الأنثى لا تلذذاً بها، ولكن فحصاً لما تفرزه من مادة
لزجه، فإن وجدها، نزا عليها حتى يحقق بتقدير الله تعالى التكاثر المطلوب لبقائه.

فجاء هؤلاء الأنتان، الباحثون عن أنواع جديدة من أنواع اللذة، وقلدوا الحيوانات في هذا الفعل
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير