تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بحثاً عن نوع جديد من الشهوة الشاذة التي عجزوا عن تحقيقها بالطرق التي خص وكرم الله

تعالى بها الإنسان، ثم صوروا أفعالهم هذه وبثوها ونشروها بين المسلمين فقلدهم من قلدهم

منهم دون إدراك ووعي منهم لحقيقة هذه الفعال وحكمها.

ثم إننا حتى نجيب عن هذا السؤال ينبغي علينا أولاً أن نعرف حكم تقليد الكفرة فيما اختصوا

به من أفعال، وحكم تقليد الحيوانات ثانياً، وحكم مس الآدمي فرجه وفرج غيره، وبه يتضح

المقصود إن شاء الله تعالى.

* أولاً: حكم التشبه بالكفار فيما اختصوا به أفعال:

اتفق العلماء -رحمهم الله تعالى- على أنّه لا يجوز التشبه بالكفار مطلقاً؛

للأدلة الصريحة في النهي عن التشبه بهم، بل والأمر بتعمد مخالفتهم؛ فمنها:

1 - قول الله تبارك وتعالى [ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون].

2 - وقوله تعالى [يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا].

3 - وعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

((ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع)) رواه مسلم.

4 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

((لتتبعن سنن من قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه))

قلنا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: ((فمن؟)) متفق عليه.

5 - وعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

((خالفوا أولياء الشيطان بكل ما استطعتم)) رواه الطبراني في الأوسط.

6 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

((من تشبه بقوم فهو منهم)) رواه الإمام أحمد وأبو داود.

7 - وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ليس منا من تشبه بغيرنا، لا تشبهوا باليهود ولا بالنصارى)) رواه الترمذي.

8 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

((لا تشبهوا باليهود ولا بالنصارى)) رواه الإمام أحمد والترمذي.

9 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

((لا تشبهوا بأهل الكتاب)) رواه عبد الرزاق.

10 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

((خالفوا أهل الكتاب)) رواه ابن أبي شيبة.

11 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

((خالفوا المشركين)) متفق عليه.

12 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

((خالفوا المجوس)) رواه مسلم.

فهذه النصوص وغيرها كثير في الكتاب والسنة تدل دلالة ظاهرة على تحريم التشبه بالكفرة؛

يهوداً كانوا، أو نصارى، أو غيرهم من أهل الكفر، بل وتنص على وجوب مخالفتهم فيما

اختصوا به من أفعال، دينية، أو دنيوية، وأن يكون للمسلم تميزه عن بقية البشر، وأن

يستعلي عن تقليد غيره.

* ثانياً: حكم التشبه بالحيوانات:

وردت أدلة كثيرة في الشرع الإسلامي المطهر تذم التشبه والتخلق بصفات

وأخلاق الحيوانات؛ فمن ذلك:

1 - قول الله تعالى [ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات

وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً] هذا بيان من الله تعالى أنّ من نعمه على بني آدم

أن كرمهم بجميع وجوه الإكرام؛ من العلم والعقل والنطق، وجمال وحسن الخلق، وإرسال

الرسل، وإنزال الكتب، وتيسير المراكب بأنواعها، والرزق بجميع أصنافه المأكول والمشروب

والملبوس، وزادهم أن فضلهم على خلقه بما خصهم من مناقب لا تكون للبهائم وغيرها من

المخلوقات، فحقه سبحانه بعد كل هذه النعم: أن يطاع فلا يعصى وأن يشكر فلا يكفر، وأن

يحافظ الإنسان على نعمة تكريمه وتفضيله وتمييزه هذه فلا يزل بنفسه إلى مرتبة هي أقل

من مرتبة الشرف والتكريم التي حباه الله تعالى بها من تقليد للحيوانات، ومن لا يليق به تقليدهم.

2 - قول الله تعالى [فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين

كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون. ساء مثلاً القوم الذين كذبوا بآياتنا وأنفسهم كانوا يظلمون].

وفي هذه الآية إشارة إلى أنّ من نزل بمستواه إلى دون مقام الإنسان المحترم المكرم المفضل

بحثاً عن شهواته ورغباته فهو كالكلب، وهو من أقبح الأمثال التي ضربها الله عز وجل في

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير