تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الذي به بيمينه، وغسل عنه بشماله. متفق عليه.

فها هي عائشة رضي الله عنها تصف لنا كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يتكلف أن

لا يمس فرجه بيمينه مع الحاجة إلى ذلك وقت الاغتسال، وما قد يقع فيه بعض الناس من

التساهل في هذا مع الماء وظن أن غسل اليمنى بالماء بعد مس الفرج بها يعفيهم، ومع ذلك

حرص النبي صلى الله عليه وسلم أن تعلم أمته كيف تتجنب مس فروجها بأيمانها حتى لا يأتي

متساهل ويدعي أن في ذلك مشقة، فها قد رأينا أنّ الأمر من السهولة بمكان، متى عقد الإنسان

النية على ترك مس فرجه بيمينه.

وإذا كان الشارع الحكيم صلى الله عليه وسلم قد نهانا عن مس الفرج باليد اليمنى تكريماً لها،

فكيف بوضع أشرف أعضاء الإنسان؛ وهو وجهه، في الفرج، ومعلوم أن الوجه أكرم وأشرف

من اليد اليمنى، ففيه بديع خلق الله تعالى، وفيه تمييز الإنسان عن سائر الحيوان، ففيه سمعه

وبصره ونطقه وجماله.

لذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن تقبيح الوجه وعن ضرب الوجه حتى في الجهاد في

سبيل الله تعالى أمر صلى الله عليه وسلم باجتناب تعمد ضرب الوجه، فكيف بتدنيسه وإهانته هذه الإهانة؟

لذلك فإنّ هذا الفعل تضمن ثلاث قبائح: التشبه بالكفار، والتشبه بالحيوانات، وتدنيس

ما حقه التشريف والتكريم وهو الوجه، فهل بعد هذا الزجر من زجر.

أسأل الله تعالى أن يبصرنا بشؤوننا،

وأن يعيذنا من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن. آمين.


فتوى من وقع إسلام أون لاين

انتشرت في الآونة الأخيرة بعض العلاقات الجنسية بين الزوجين، ومنها الجنس الفموي، فماحكمه، وهل هناك فرق بين ممارسته بإنزال و بدون إنزال؟

مجموعة من المفتين

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
ليس هناك نص يحرم هذا الجنس الفموي، إلا إذا ترتب عليه قذف الرجل في فم المرأة، فينهى عنه، ويأثم الزوج، لأن في القذف إضرارا للزوجة، والضرر يزال كما عبر بذلك الفقهاء.
لكن إن كان هذا الأمر يترتب عليه إثارة الشهوة بين الزوجين، فإنه لا بأس به، لكن إن عرف الإنسان من نفسه الإنزال ينهى عن مثل هذا الفعل.
وقد اختلف الفقهاء المعاصرون في حكم هذه المسألة بين مجيز ومانع وكاره، ولعل الضابط في هذه المسألة، هل يترتب عليها ضرر أم لا؟ كما أن للعرف المتنوع من مجتمع لآخر أثر في اختيار الفتوى المناسبة.

وممن قال بالتحريم الدكتور محمد السيد الدسوقي أستاذ الشريعة بقطر، فيقول:

العلاقة الزوجية الخاصة في الإسلام بالطريقة المشروعة هي الوسيلة الطبيعية للاستمتاع وللنسل وللحياة الزوجية النظيفة، والله تبارك وتعالى أمرنا في كتابه الكريم بأن نأتي النساء من حيث أمرنا وهو الجماع المشروع، أما ما جاء في هذا السؤال فهو لون من ألوان فساد الفطرة التي يمجها الحيوان فضلا عن الإنسان، وإذا كان لا يوجد لدينا نص صريح يأمر بالتحريم فإنا في قواعد الشريعة التي تنص بأنه لا ضرر ولا ضرار في الإسلام، وبأن المحافظة على الفطرة الإنسانية سنة إلهية فإن الخروج بالعلاقة الجنسية عن الطريق الطبيعي إفساد للفطرة وقضاء على النسل، ووسيلة لأمراض متعددة، ولهذا أرى بأن مثل هذا السلوك لا يليق بالإنسان الذي كرمه ربه، ولكن يبدو أن عدوى الحضارة المادية التي تفننت في وسائل هابطة لإشباع الرغبات الشهوانية جعلت الإنسان يتصرف بأسلوب يرفضه الحيوان. انتهى

وممن قال بكراهة الإنزال الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي، فيقول:
لا بأس على المسلم إذا أن يستمتع بامرأته بعيدا عن موضع الأذى. وبهذا وقف الإسلام -كشأنه دائما- موقفا وسطا بين المتطرفين في مباعدة الحائض إلى حد الإخراج من البيت، والمتطرفين في المخالطة إلى حد الاتصال الحسي.
وقد كشف الطب الحديث ما في إفرازات الحيض من مواد سامة تضر بالجسم إذا بقيت فيه، كما كشف سر الأمر باعتزال جماع النساء في الحيض. فإن الأعضاء التناسلية تكون في حالة احتقان، والأعصاب تكون في حالة اضطراب بسبب إفرازات الغدد الداخلية، فالاختلاط الجنسي يضرها، وربما منع نزول الحيض، كما يسبب كثيرا من الاضطراب العصبي .. وقد يكون سببا في التهاب الأعضاء التناسلية.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير