وفي سنده محمد بن يونس بن موسى الكديمي، متهم بوضع الحديث. قال ابن حبان: «كان يضع الحديث، ولعله قد وضع على الثقات أكثر من ألف حديث». وقال ابن عدي: «اتهم بوضع الحديث وبسرقته، وادعى رؤية قوم لم يرهم، ورواية عن قوم لا يعرفون وترك عامة مشايخنا الرواية عنه، ومن حدث عنه نسبه إلى جده موسى بأن لا يعرف». وقال الدارقطني: «كان الكديمي يتهم بوضع الحديث، وما أحسن القول فيه إلا من لم يخبر حاله». وقال الذهبي: «هالك، قال ابن حبان وغيره: كان يضع الحديث على الثقات».
انظر: الكامل لابن عدي (6/ 292)، وميزان الاعتدال (6/ 378 - 380)، والتهذيب (9/ 475)، والمجروحين لابن حبان (2/ 312).
قال البيهقي بعد سياقه للحديث في الموضع السابق: «ورويناه من وجه آخر عن مجاهد، عن ابن عمر موقوفاً عليه، وهو أصح فإن ابن عمر إنما أخذه عن كعب».
الطريق الثاني: يرويه الحسين - وهو سنيد بن داود صاحب التفسير - عن فرج بن فضالة، عن معاوية بن صالح، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعاً.
أخرجه: الخطيب البغدادي في تاريخه (8/ 42). وابن جرير في تفسيره (1/ 504).
قال ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 186): «هذا حديث لا يصح، والفرج بن فضالة قد ضعفه يحيى، وقال ابن حبان: يقلب الأسانيد، ويلزق المتون الواهية بالأحاديث الصحيحة، لا يحل الاحتجاج به، وأما سنيد فقد ضعفه أبو داود، وقال النسائي ليس بثقة» ا. هـ.
وقال ابن كثير في تفسيره (1/ 143) – بعد سياقه للطريقين: «وهذان أيضاً غريبان جداً، وأقرب ما يكون في هذا أنه من رواية عبد الله بن عمر عن كعب الأحبار لا عن النبي صلى الله عليه وسلم» ا. هـ.
وقد اختلف العلماء في حديث ابن عمر:
فرجح جماعة وقفه على ابن عمر، منهم: ابن أبي حاتم في العلل (2/ 69)، والبيهقي في شعب الإيمان (1/ 181)، وابن الجوزي في الموضوعات (1/ 186)، وابن كثير في تفسيره (1/ 143)، والألباني في الضعيفة (1/ 204 - 207).
وصححه مرفوعاً: ابن حبان في صحيحه (14/ 63)، والهيثمي في مجمع الزوائد (5/ 68)، وابن حجر في العجاب (1/ 317،327،343)، وفتح الباري (10/ 235). قال ابن حجر: «له طرق كثيرة جمعتها في جزء يكاد الواقف عليه يقطع بوقوع هذه القصة لكثرة طرقه الواردة فيها، وقوة مخارج أكثرها، والله أعلم».أ. هـ، من القول المسدد، ص (48).
والصواب وقفه على ابن عمر، وهو مما تلقاه عن كعب الأحبار.
وانظر: سنن سعيد بن منصور (2/ 584 – 594) بتحقيق الدكتور: سعد آل حميد، وقد أفدت من تحقيقه في تخريج هذا الحديث.
وقد أنكر جماعة من المفسرين هذه القصة وعدها من الإسرائيليات المتلقفة عن مَسْلَمةِ أهل الكتاب، منهم:
الماوردي، وابن حزم، والقاضي عياض، وابن العربي، وابن عطية، وابن الجوزي، والرازي، والقرطبي، والخازن، وأبو حيان، وابن كثير، والبيضاوي، والألوسي، والقاسمي، وسيد قطب، والألباني. ()
قال الحافظ ابن كثير: «وقد روي في قصة هاروت وماروت عن جماعة من التابعين كمجاهد، والسدي، والحسن البصري، وقتادة، وأبي العالية، والزهري، والربيع بن أنس، ومقاتل بن حيان، وغيرهم، وقصها خلق من المفسرين من المتقدمين والمتأخرين، وحاصلها راجع في تفصيلها إلى أخبار بني إسرائيل، إذ ليس فيها حديث مرفوع صحيح متصل الإسناد إلى الصادق المصدوق المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى، وظاهر سياق القرآن إجمال القصة، من غير بسط ولا إطناب فيها، فنحن نؤمن بما ورد في القرآن، على ما أراده الله تعالى، والله أعلم بحقيقة الحال». ()
2 - وقيل: إنهما نزلا بتعليم السحر للناس. روي ذلك عن: عبد الله بن مسعود ()، وابن عباس ()، والحسن البصري ()، وقتادة ()، وابن زيد ()، ورجحه الطبري، والزجاج، والجصاص، والبغوي، والزمخشري، والرازي، والنسفي، والخازن، والبيضاوي، والشوكاني، والسعدي، وابن عثيمين. ()
3 - وقيل: إنهما نزلا بتعليم التفرقة بين المرء وزوجه، لا السحر: روي ذلك عن: ابن عباس ()، ومجاهد ()، وقتادة ()، والكلبي ():
¥