تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[دخول الكافر المساجد في البلاد الغربية دراسة مقارنة]

ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[30 - 04 - 05, 11:52 م]ـ

- أحبتي في الله ومشايخي رواد هذا الملتقى المبارك -

تعلق القلب بكم، واشتاق القلب للقائكم، وتساءلت الروح عنكم، أين أين؟؟

فأسأل الله أن يبدل الأين بالعين، والكتابة والمراسلة، بالمطالعة والمشافهة،

ولكن: وإذا الأحباب فاتهم التلاقي ...... فلا صلة بأعظم من كتاب ...

هذا بحث قد أعددته، ومنذ سنة في الملتقى وضعته، فلم يعلق عليه ولم يعقَّب، ولم يطالع ولم يُنقَّب،

فأصلحتُه وأمطت عنه الأذى، لعلي أسمع منكم بعض الصدى، فتعينوني على التصحيح، وتُسْعدوني بالتنقيح.

فجربوا إطلالةً عليه، فلعلكم تجدون الفائدة فيه،

وإن كان فيه من المضحكات فلذلك نشرته، وطمعا في أقلامكم الحمراء وضعته.

فهأنذا أطرق الباب أأدخل؟؟؟؟

ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[01 - 05 - 05, 02:50 ص]ـ

بارك الله فيك أيها الشيخ الفاضل ولأبواب مشرعة و الأقفال مغفلة. و الأمر لايحتاج الى إستئذان.

نسأل الله أن ينفع بكم و بما بحثتم.

ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[01 - 05 - 05, 11:46 ص]ـ

إني لجد سعيد شيخنا زياد بهذا التشجيع،

وما مثلي ومثلكم وباقي المشايخ إلا كبقل نبت في جذر نخلة عالية تأتي أكلها كل حين بإذن ربها،

إلا أننا نسقى بماء واحد،

معين الكتاب والسنة الذي جعل القلوب اهتزت وربت وأنبثت من كل زوج بهيج

- بسم الله الرحمن الرحيم -

- توطئة -

الحمد لله الذي جعلنا مسلمين، وأشهدَ على وحدانيته العالمين، وارتضى لهم هذا الدين،

وصلى الله وسلم على إمام المرسلين، الرحمةِ المهداةِ، والفراتِ المعينِ، سيدِنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

إن الإقامة في بلاد الغرب فتحت أبوابا فقهية ملحّة، منها ما هو جديد ومنها ما قد تطرق إليه الفقهاء بإيجاز من قبل، ومن هذه المسائل الماسّة والحاقّة مسألة دخول الكافر إلى المسجد في بلاد الغرب،

فإن العوامل التي أسهمت في عدم تناولها بالشكل الكافي، أن مقاصد دخول الذمي الذي يعيش في ظل الخلافة الإسلامية إلى المسجد كانت من أجل قضاء وعمل وبناء واجتياز في الغالب، ولأن الإسلام كان معيشا في الحياة اليومية، وشريعته كانت ممكنّا لها، فكان الذمي يتعرف على الإسلام من خلال ممارساته اليومية، ومخالطاته الرتيبة،

إذن فهي ليست ذات المقاصد التي تأتي بهم إلى المساجد في هذه الأيام في بلاد الغرب:

- فمنهم من يأتي رغبة منه وتطوعا لكي يتعرف على الإسلام،

- أو للإعلان بشهادة التوحيد راغبا في التحرر من قيود المادية، والخروج من الحيرة العقدية التي فرضتها النظم العلمانية على المستويين الفكراني (1) والممارساتي لها،

- ومنهم من يأتي كمؤسسات إنسانية اجتماعية تطلب مشورة الأئمة والمفكرين الإسلاميين بخصوص المشاكل التي تواجه العائلات المسلمة من قضايا الطلاق وعقوق الأبناء، وجنوحهم إلى الجريمة وغيرها، وكذلك المشاكل التي يواجهها المعلمون والمربّون الغربيون مع أبناء الجالية المسلمة نظرا لاختلاف الشرائع والثقافات والعادات، ولعدم تفهّمهم لهذا التداخل والتمازج، الشيء الذي يجعل العملية التربوية أكثر تعقيدا عندهم؛

- أو كصحافة تريد أن تحقق هدف السبق عند الأزمات أو تريد أن تقوم ببرامج موثقة عن أوضاع الإسلام والمسلمين في الغرب،

- أو كطلبة جامعات ومثقفين اِخصائيين يقومون ببحوث عن الإسلام أو عن جانب منه حسب التخصص والحاجة؛

فلهذا كانت المساجد والمؤسسات والمراكز الإسلامية في الغرب هي المكان الوحيد المَعُوذ به والملتجأ إليه، وكان تواصلنا مع هؤلاء الوافدين إلى هذه المساجد أكثر منا تواصلا مع غيرهم،

فلمّا كثر الكلام هذه الأيام حول دخول الكافر المساجد في الغرب بين مؤيد ومعترض، بات تبيين الحكم الشرعي فيها ضرورةً، وتوضيحُه نبراساً يستضاء به في المسار الدعوي في الغرب كذلك، مستعينين بالله سبحانه، معززين ذلك بما جاء في كتاب الله وما صح من السنة النبوية المطهرة على فهم علماء الأمة الأثبات. عسى الله أن ينفعني وأحبتي القراء ويوفقنا لما يحبه ويرضاه، إنه نعم المولى ونعم النصير.


(1) الفكراني: الآيديولوجي، فالفكراني من فِكر، كالعلماني من عِلم.

ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[01 - 05 - 05, 01:43 م]ـ
- الباب الأول -
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير