وعلم مما قررنا أن مفهوم المسلمين معطل بالنسبة للجناية على النفس وعلى المال بخلاف الأعراض أي فلا شيء في أعراض الكفار كما قال ابن عمرو عن ابن وهب لا يحل عرض الكافر قال وهو داخل في قوله تعالى) وقولوا للناس حسنا (وهو من الناس اه
والنفس أميل لقول ابن وهب))
بلغة السالك ج4/ص420
وقولوا للناس حسنا أي ولفظ الناس عام يشمل المسلم والكافر قوله 16 وقيل لاشىء في عرض الكافر أي لا إثم قوله 16 وقال بالأول ابن وهب أي بإن الإثم في عرض الكافر لكن لايبلغ به كالإثم في عرض المسلم لأن قذف المسلم العفيف فيه الحد بخلاف الكافر))
الصمت وآداب اللسان ج1/ص177
حدثنا خلف بن هشام حدثنا خالد عن عبدالملك عن عطاء
رضي الله عنه وقولوا للناس حسنا البقرة 83 قال للناس كلهم المشرك وغيره))
روح المعاني ج26/ص161
وقال ابن المنذر في قوله صلى الله تعالى عليه وسلم في تفسير الغيبة ذكرك أخاك بما يكره فيه دليل على أن من ليس أخا لك من اليهود والنصارى وسائر الملل ومن أخرجته بدعته إلى غير دين الإسلام لا غيبة له ويجري نحوه في الآية والوجه تحريم غيبة الذمي كما تقرر وهو وإن لم يعلم من الآية ولا من الخبر المذكور معلوم بدليل آخر ولا معارضة بين ما ذكر وذلك الدليل كما لا يخفى))
وهذه فائدة
فتح المغيث ج2/ص251
هذا الإمام أبو حاتم بن حبان وناهيك به قد ترجم في صحيحه إيجاب دخول النار لمن أسمع أهل الكتاب ما يكرهون وساق فيه حديث أبي موسى الأشعري بلفظ من سمع يهوديا أو نصرانيا دخل النار وتبعه غيره فاستدل به على تحريم غيبة الذمي وكل هذا خطأ فلفظ الحديث من سمع بي من أمتي أو يهودي أو نصراني فلم يؤمن بي دخل النار))
البحر الرائق ج5/ص109
حتى قال في فتح القدير تحرم غيبته كما تحرم غيبة المسلم))
حاشية ابن عابدين ج4/ص171
وتحرم غيبته كالمسلم لأنه بعقد الذمة وجب له مالنا فإذا حرمت غيبة المسلم حرمت غيبته بل قالوا إن ظلم الذمي أشد))
حاشية ابن عابدين ج5/ص102
كقوله في الغيبة ذكرك أخاك بما يكره إذ لا خفاء في منع غيبة الذمي))
حاشية ابن عابدين ج6/ص410
الغيبة أن تصف أخاك أي المسلم ولو ميتا وكذا الذمي لأن له ما لنا وعليه ما علينا وقدم المصنف في فصل المستأمن أنه بعد مكثه عندنا سنة ووضع الجزية عليه كف الأذى عنه وتحرم غيبته كالمسلم وظاهره أنه لا غيبة للحربي))
شرح فتح القدير ج6/ص24
فتحرم غيبته كما تحرم غيبة المسلم))
الزواجر ج2/ص561
وقال ابن المنذر في قوله صلى الله عليه وسلم ذكرك أخاك بما يكره فيه دليل على أن من ليس أخاك من اليهود والنصارى أو سائر أهل الملل أو من أخرجته بدعة ابتدعها إلى غير دين الإسلام لا غيبة له
انتهى
قال في الخادم وهذا قد ينازع فيه ما قالوه في السوم على سوم أخيه ونحوه
ا ه والمنازعة واضحة
فالوجه بل الصواب تحريم غيبة الذمي كما تقرر أولا))
حواشي الشرواني ج5/ص255
وبقي ما لو اغتاب ذميا فهل يسوغ الدعاء له بالمغفرة ليتخلص هو من إثم الغيبة أو لا ويكتفي بالندم لامتناع الدعاء بالمغفرة للكافر كل محتمل والأقرب أن يدعو له بمغفرة غير الشرك أو كثرة المال ونحوه مع الندم))
الفروق ج4/ص366
وقال ابن حجر في الزواجر علم من خبر مسلم السابق أي في تفسير الغيبة بدون الزيادة التي ذكرها الأصل فيه مع ما صرح به الأئمة أن الغيبة أن تذكر مسلما أو ذميا على الوجه بل الصواب معينا للسامع حيا أو ميتا بما يكره أن يذكر به مما هو فيه بحضرته أو غيبته والتعبير بالأخ في الخبر كالآية للعطف والتذكير بالسبب الباعث على أن الترك متأكد في حق المسلم أكثر لأنه أشرف وأعظم حرمة))
الزواجر ج2/ص558
ومنها علم من خبر مسلم السابق مع ما صرح به الأئمة أن الغيبة أن تذكر مسلما أو ذميا على ما يأتي معينا للسامع حيا أو ميتا بما يكره))
صحيح ابن حبان ج11/ص238
ذكر إيجاب دخول النار لمن اسمع أهل الكتاب ما يكرهونه
4880 أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد قال حدثنا شعبة عن أبي بشر قال سمعت سعيد بن جبير عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من سمع يهوديا أو نصرانيا دخل النار
ذكر نفي وجود رائحة الجنة عن القاتل المعاهد من المشركين))
ـ[عبد]ــــــــ[05 - 05 - 05, 02:52 م]ـ
جزاك الله خيرا أخ عبدالرحمن
هذا هو التفصيل الذي كنت آمل إبرازه، أي - بالإضافة إلى كلام الإخوة السابق - استيفاء الأوجه والمحامل المختلفة للمسألة ولا يسوّغ مجرد كفر الكافر جواز اغتيابه على كل حال وفي كل وجه. لأن الاعتماد على العلم أولى من الاعتماد على الهوى والغرض تدريب النفس وترويضها على حسن الخلق في السر والعلن والظاهر والباطن، وكما قال الأبي في النقل الذي ساقه الأخ عبدالرحمن:
" ويمكن الجمع بأن أخاك خرج مخرج الغالب أو يخرج به الكافر لأنه لا غيبة فيه بكفره بل بغيره"
أما الكافر من حيث هو كافر فلا كرامة له وإن هم إلا كالأنعام بل هم أضل.
¥