تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

صورة أخرى للإسلام هي أكثر مرونة وفاعلية من تلك الصورة القائمة الجامدة التي تحاول الجماعات الإسلامية أن تفرضها على الواقع" (2).

إنها محاولات - مهما تبرقعت بالشعارات الخادعة، وطرحت الدعاوى الكاذبة المنافقة - تستهدف عدواً واحداً هو الإسلام السني إذن! الذي يصفه هذا الداعية الرافضي بـ "الصورة القائمة الجامدة التي تحاول الجماعات الإسلامية أن تفرضها على الواقع" في مصر. حيث إنه يضع كل الصورة القائمة (ولعله يريد: القاتمة، فتصحفت على المجلة بالقائمة، ويبقى المعنى قريباً مما يريد هؤلاء باعتماد أي من الوصفين) التي ترفعها الجماعات الإسلامية مقابل صورة أكثر مرونة وفاعلية لا يعرفها الناس في مصر: إسلاميين وعلمانيين وعفاريت هي الصورة التي يعود بها الرافضة إلى مصر ويستقتلون من أجل إيجاد موطىء قدم لها هناك.

وهذه المحاولات لاتجد مانعاً ولا تناقضاً في استظهارها بالتيارات السياسية المعادية للإسلام = كالتيار الناصري، والتيار اليساري، وكثير من المثقفين المهمومين دائماً بالبحث عن آلات فاعلة، وطرق متجددة للوقوف في وجه العودة إلى الإسلام.

وهذه الحقيقة التي يصرح بها هذا الداعية الجديد إلى مذهب الرفض في مصر، وذلك لعدم عراقته ورسوخ قدمه بهذا الشأن؛ هي ما يحاول الرافضة أن يلبسوا عنه بأقوالهم، وإن كانت أفعالهم خلال العصور تفصح عنه أينما وجدوا، وهي الحقيقة التي كشف عنها بنظرته الثاقبة وألمعيته المعروفة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بقوله:

" ... فالرافضة يوالون من حارب أهل السنة والجماعة ويوالون التتار والنصارى، وقد كان بالساحل بين الرافضة وبين الفرنج مهادنة حتى صارت الرافضة تحمل إلى قبرص خيل المسلمين وسلاحهم، وغلمان السلطان، وغيرهم من الجند والصبيان، وإذا انتصر المسلمون على التتار أظهروا المآتم والحزن، وإذا انتصر التتار على المسلمين أظهروا الفرح والسرور. وهم الذين أشاروا على التتار بقتل الخليفة، وقتل أهل بغداد، ووزير بغداد ابن العلقمي الرافضي هو الذي خامر على المسلمين وكاتب التتار، حتى أدخلهم أرض العراق بالمكر والخديعة، ونهى الناس عن قتالهم.

وقد عرف العارفون بالإسلام أن الرافضة تميل مع أعداء الدين، ولما كانوا ملوك القاهرة كان وزيرهم مرة يهودياً، ومرة نصرانياً أرمينياً وقويت النصارى بسبب ذلك النصراني الأرميني، وبنوا كنائس كثيرة بأرض مصر في دولة أولئك الرافضة المنافقين، وكانوا ينادون بين القصرين: "من لعن وسب فله دينار وإردب". وفي أيامهم أخذت النصارى ساحل الشام من المسلمين، حتى فتحه نور الدين، وصلاح الدين، وفي أيامهم جاءت الفرنجة إلى بلبيس، وغلبوا من الفرنج؛ فإنهم منافقون، وأعانهم النصارى، والله لا ينصر المنافقين الذين هم يوالون النصارى، فبعثوا إلى نور الدين يطلبون النجدة، فأمدهم بأسد الدين وابن أخيه صلاح الدين. فلما جاءت الغزاة المجاهدون إلى ديار مصر قامت الرافضة مع النصارى، فطلبوا قتال الغزاة المجاهدين المسلمين، وجرت فصول يعرفها الناس حتى قتل صلاح الدين مقدمهم شاور.

من حينئذ ظهرت بهذه البلاد كلمة الإسلام والسنة والجماعة، وصار يقرأ فيها أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: كالبخاري ومسلم، ونحو ذلك. ويذكر فيها مذاهب الأئمة. ويترضى فيها عن الخلفاء الراشدين، وإلا كانوا قبل ذلك من شر الخلق. فيهم قوم يعبدون الكواكب ويرصدونها، وفيهم قوم زنادقة دهرية لا يؤمنون بالآخرة ولا جنة ولا نار، ولا يعتقدون وجوب الصلاة والزكاة والصيام والحج، وخير من كان فيهم الرافضة، والرافضة شر الطوائف المنتسبين إلى القبلة.". [مجموع فتاوى ابن تيمية 28/ 636 - 638].

وهذه أيضاً هي الحقيقة التي نكتب هذه الكلمة للإشارة إليها، ولفت نظر أهل السنة في كل مكان إلى خطورة اللبس فيها، والتي يجب أن تكون معلومة بالبديهة من شخص من وزن مفتي مصر، هل تدرون ما مفتي مصر؟ مفتي مصر يعني أو يجب أن يعني - الممثل الأرفع صوتاً لصوت الإسلام الحر المستقل في العالم، والمتكلم باسم قطر له تاريخه العريق في خدمة الإسلام، ومناصرة قضايا المسلمين في كل مكان. من يستطيع أن يتجاهل الماضي الثقافي الإسلامي لمصر، ومن تراه يجادل أو يشك في دور مصر في الدعوة الإسلامية في أفريقية على الأقل؟ ومن يمكنه تجاهل الأزهر ودوره الريادي في العلم والتوعية

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير