يقول الشيخ \ شعيب الأرناؤوط في تحقيقه وتعليقه على كتاب (رياض الصالحين) للإمام النووي تحت هذا الحديث، معلقا على هذا الحديث بقوله: (الكلام هنا على التمثيل والتشبيه كما هو مصرح به في الرواية الثانية: «المرأة كالضلع» (1)؛ لا أن المرأة خلقت من ضلع آدم كما توهمه بعضهم، وليس في السنة الصحيحة شيء من ذلك).فضيلة الشيخ: هذا ما قاله الشيخ الأرناؤوط بالحرف الواحد، مع أن المصطفى-صلى الله عليه وسلم- يقول بالحرف الواحد وبكل وضوح: «إن المرأة خلقت من ضلع» (2) ومصداق هذا -أظن- في قوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا} (3) وفي قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا} (4) وفي قوله: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا} (5) وفي قوله: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا} (6) وقد قال أهل التفسير: يعنى: النساء، فإن حواء خلقت من ضلع آدم عليه السلام.
فضيلة الشيخ: هل ما قاله الشيخ الأرناؤوط صحيح أم خطأ؟ وما توجيهكم للحديث الذي احتج به: «المرأة كالضلع، إن أقمتها كسرتها، وإن استمتعت بها استمتعت وفيها عوج؟»
الجواب:
ظاهر الحديث (1) أن المرأة- والمراد بها حواء -عليها السلام- خلقت من ضلع آدم وهذا لا يخالف الحديث الآخر الذي فيه تشبيه المرأة بالضلع، بل يستفاد من هذا نكتة التشبيه، وأنها عوجاء مثله، لكون أصلها منه. والمعنى: أن المرأة خلقت من ضلع أعوج، فلا ينكر اعوجاجها، فإن أراد الزوج إقامتها على الجادة وعدم اعوجاجها أدى إلى الشقاق والفراق وهو كسرها، وإن صبر على سوء حالها وضعف عقلها ونحو ذلك من عوجها دام الأمر واستمرت العشرة، كما أوضح ذلك شراح الحديث، ومنهم الحافظ ابن حجر في (الفتح) (6\ 368) رحم الله الجميع. وبهذا يتبين أن إنكار خلق حواء من ضلع آدم غير صحيح.
بالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
ـ[أبو محمد الجعلى]ــــــــ[19 - 08 - 09, 02:24 م]ـ
ذكر الآلوسي -رحمه الله- لو أن "حواء" لم تُخلق من "آدم" -عليهما السلام- لكان الناس مخلوقين من نفسين اثنين، لا من نفس واحدة، وهو خلاف النص ..
ـ[أبو محمد الجعلى]ــــــــ[19 - 08 - 09, 04:04 م]ـ
وحينما تطرق لها ابن كثير في التفسير قال: ـ فيما يزعمون ــ ونحوهذه العبارات.
وعزاه لأخبار بني إسرائيل.
هذا القول ليس لابن كثير، بل هو لابن إسحاق، وقد ساقه ابن كثير في مسألة هل خلقت حواء قبل دخول آدم الجنة أم بعده ..
قال ابن كثير: (وقد صرح بذلك محمد بن إسحاق، حيث قال: لما فرغ الله من معاتبة إبليس، أقبل على آدم وقد عَلَّمه الأسماء كلها، فقال: {يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ} إلى قوله: {إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} قال: ثم ألقيت السِّنَةُ على آدم -فيما بلغنا عن أهل الكتاب من أهل التوراة وغيرهم من أهل العلم، عن ابن عباس وغيره -ثم أخذ ضِلعًا من أضلاعه من شِقه الأيسر، ولأم مكانه لحما، وآدم نائم لم يهب من ومه، حتى خلق الله من ضلعه تلك زوجته حواء، فسواها امرأة ليسكن إليها. فلما كُشِفَ عنه السِّنَة وهبَّ من نومه، رآها إلى جنبه، فقال -فيما يزعمون والله أعلم-: لحمي ودمي وروحي) ..
بينما ابن كثير يقرر أن حواء خلقت من آدم حين قال: (ولكن الرب -عَزّ وجل- أراد أن يظهر قدرته لخلقه، حين خَلَق "آدم" لا من ذكر ولا من أنثى؛ وخلق "حواء" من ذكر بلا أنثى، وخلق "عيسى" من أنثى بلا ذكر، كما خلق بقية البرية من ذكر وأنثى).
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[08 - 03 - 10, 03:40 م]ـ
هذا رأي مخالف:
قال الشيخ الألباني – رحمه الله -:
وقد روى ابن سعد (1/ 39) وغيره عن مجاهد في قوله تعالى: (وخلق منها زوجها)، قال:" خَلق " حواء " من قُصَيْرى آدم " - وهو أعلى الأضلاع وأسفلها، وهما " قٌصَيْريان " -.
وذكر ابن كثير في " البداية " (1/ 74) عَنْ اِبْنِ عَبَّاسٍ أنها خُلقت من ضلعه الأقصر الأيسر وهو نائم، ولأمَ مكانه لحماً، وقال:" ومصداق هذا في قوله تعالى ... " فذكر الآية، مع الآية الأخرى: {وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ اِلَيْهَا ... ) الآية، لكن الحافظ – أي: ابن حجر - أشار إلى تمريض هذا التفسير في شرح قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (استوصوا بالنساء خيراً فان المرأة خلقت من ضِلَع ... )، فقال (6/ 368):
قيل: فيه إشارة إلى أن " حواء " خلقت من ضلع آدم الأيسر ".
وقال الشيخ القاري في " شرح المشكاة " (3/ 460): " أي: خُلقن خلقاً فيه اعوجاج، فكأنهن خلقن من الأضلاع، وهو عظم معوج، واستعير للمعوج صورة، أو معنى، ونظيره في قوله تعالى: {خلق الإنسان من عجل) ".
قلت: وهذا هو الراجح عندي، أنه استعارة وتشبيه، لا حقيقة، وذلك لأمرين:
الأول: أنه لم يثبت حديث في خلق حواء من ضلع آدم - كما تقدم -.
والآخر: أنه جاء الحديث بصيغة التشبيه في رواية عن أبي هريرة بلفظ: (إن المرأة كالضِلَع " أخرجه البخاري (5184)، ومسلم (4/ 178)، وأحمد (2/ 428 و 449 و 530) وغيرهم من طرق عن أبي هريرة، وصححه ابن حبان (6/ 189/4168 – " الإحسان ".
وأحمد أيضاً (5/ 164 و 6/ 279) وغيره من حديث أبي ذر، وحديث عائشة رضي الله عنهم.
" سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة " (13/ 1139، 1140).
¥