تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[معان ربانية أحببتها، وبالأحضان تلقفتها ... هيا اقطفوا منها]

ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[05 - 05 - 05, 12:45 م]ـ

أحبتي في الله

- هذه معانٍ ربانية أحببتها، وبالأحضان عانقتها، سماها صاحبها بأنيس الجليس، وأنا أقول إنها قرع "البوليس"، مرآة للحقائق، ومصفاة للعلائق، تحرك ما سكن منها، وتغُط الراكد منها.

- لعل أكثركم قرأها، وعلى المنابر ذكرها، ولكن ذكر واحدة تلو الأخرى من هذه الفرائد، أدعى إلى إمعان النظر في الفوائد.

ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[05 - 05 - 05, 12:49 م]ـ

- أنيس الجليس -

سالم العجمي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والشكر له على توفيقه العام؛ وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمدا عبده ورسوله؛ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه هداة الأنام ومصابيح الظلام

أمابعد

فهذه جولة في رياض الأدب؛ وكلمات جميلة جمعتها من بحوره؛ واستخرجتها كما يستخرج اللؤلؤ من جوف البحر؛ وانتقيتها كما يُنتقى ثمين الجوهر؛ وقد جعلتها هدية لإخواني؛ لتكون أنيسا لهم في الوحشة؛ ومؤنسا في الغربة؛ وهي منتقاة من بعض الكتب التي اهتمت بهذا الفن.

هذا ومما تجدر الإشارة إليه أن اختيار هذه الكلمات ليس لكونها صوابا لا يخالطه الخطأ؛ ولكن لأن هذه الكلمات فيها من الآداب التي أخذ بعضها من نصوص الكتاب والسنة؛ وبعضها كان نتيجة تجارب الحياة ومعايشة واقعها؛ مع ما امتازت به من مراعاة أعراف الناس والدلالة على محاسن الشيم0

والتجارب لها أهمية بالغة في حياة العقلاء؛ ولذلك فقد انتقد العقلاء من طال عمره ولم تزده الأيام حنكة وخبرة؛ فقد قال أهل الأدب: " إذا رأيت ذا العمر الطويل والسنِّ القديم يكثر التعجب مما يرى ويسمع؛ فذلك لقلة حفظه التجارب؛ ولسهوه عمّا مرّت به عليه الليالي" (1)

وقالوا: " الفهم خزانة العقل؛ ونور يبصر به ما أمامه؛ وإنما نكص على عقبيه من خانه فهمه؛ وخذله عقله؛ وضيع ما استودعته الأيام؛ فكأنه ابن يومه؛ أو نتيج ساعته؛ وحسبك مؤدبا لخصالك؛ ومثقفا لعقلك: ما رأيته من غيرك؛ من حسن تغبط به؛ أو قبيح تذُمّ عليه" (2)

كما أن هذه الكلمات مما يكون معينا للمرء في كتاباته وإلقائه ودروسه؛ لعذوبة ألفاظها وحلو معانيها؛وقد قال عبد الملك بن مروان: "مالناس إلى شيء من الأدب أحوج منهم إلى إقامة ألسنتهم التي بها يتعاودون الكلام؛ ويتعاطون البيان؛ ويتهادون الحكمة؛ ويستخرجون غوامض العلم من مخابئها؛ ويجمعون ما تفرق منها؛ فإن الكلام قاض يحكم بين الخصوم؛ وضياء يجلو الظُّلم؛حاجة الناس إلى موادِّه حاجتهم إلى مواد الأغذية " (3)

وقال بعض الأدباء: "إن أمكنك أن تبلغ من بيان وصفك وبلاغة منطقك؛ واقتدارك على فصاحتك أن تفهم العامة معاني الخاصة؛ وتكسوها الألفاظ المبسوطة التي لا تلطف عن الدهماء ولا تجل عن الأكفاء؛ فأنت البليغ الكامل" (4)

فكم يحسن بالمرء أن يتأملها في حال فراغه؛ وبحثه عن أنيس لمجلسه؛وأن يتحرى حين النظر بها راحة فكره؛ وتخلصه مما يشوش عليه ذهنه؛ فإن ذلك مما يعينه على الإدراك والفهم؛قال منذر بن الجارود لابنٍ له يوصيه: "أَعمِل النظر في الأدب ليلا؛ فإن القلب بالنهار طائر وهو بالليل ساكن؛ فكلما أوعَيْتَ فيه شيئا عقله" (5)

ولا ينسى بين ذلك أن يجمّل القول بالعمل فيما لا يخالف الشرع؛ فإنما بركة الخير بتحريه والحرص على اغتنامه0

وقد قسمت هذا الكتاب إلى فقرات؛ ووضعت عند كل فقرة عنوانا مناسبا؛ يشير إلى مضمونها حسب الوسع والامكان

والذي أرجوه من قارئ هذه العبارات- إنِ انتفع بها- أن يخص جامعها ومنتقيها- كاتب هذه السطور- بدعوة صالحة؛ علها توافق موضع إجابة

هذا وأسأل الله تعالى أن يرزقنا الإخلاص والقبول؛ وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه

كتبه

سالم العجمي

15 شوال 1424هـ

الكويت - الجهراء ص ب 1476

[email protected]


( 1) لباب الآداب لابن منقذ ص325
(2) لباب الآداب ص 326
(3) لباب الآداب ص 228
(4) لباب الآداب ص 351
(5) لباب الآداب 229

ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[05 - 05 - 05, 12:57 م]ـ
- أفضل الميراث الأدب -
الأدب خير ميراث؛ وحسن الخلق خير قرين؛ والتوفيق خير قائد؛ والاجتهاد أربح بضاعة؛ ولا مال أعود من العقل؛ ولا مصيبة أعظم من الجهل؛ ولا ظهير أوثق من المشورة؛ ولا وحدة أوحش من العجب.

ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[05 - 05 - 05, 01:05 م]ـ
- الأدب في الصغر غنيمة -
من أُدِّب صغيرا قرت عينه كبيرا؛ ومن أدّب ابنه أرغم أنف عدوه؛ وما ورّثت الآباءُ الأبناءَ شيئا أفضل من الأدب؛ إنها إذا ورثتها الآداب كسبت بالآداب الأموال والجاه والإخوان والدين والدنيا والآخرة؛ وإذا ورثتها الأموال تلفت الأموال؛ وقعدت عُدْما من الأموال والآداب
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير