تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[24 - 05 - 05, 03:06 ص]ـ

يا شيخنا المسيطير البشير، يا مضيئنا بالمصباح المنير

أنار مصباح خلقك أعضاء الملتقى، وبأذواقهم وقيمهم ارتقى،

ما هذا التواضع يا بائع الجواهر، فلا يكون هذا إلا من الأكابر،

كم غُصتَ في الملتقى داخل المسائل، وكم أخرجت من لؤلئها إلى السواحل

فتهطل علينا هطول الغيث بالروابط، وتُحكم إدارة الملتقى بالضوابط.

فمقصود الخط السؤال عن حالك، سلك الله بك أحسن المسالك،

وجنبك أسباب المهالك، ورفع ذكرك في البلاد والممالك

وبعد

فقد ذكرتموني بما ليس فِيَّ نَقِيرَا،

وحبرتم الكلام فيَّ تحبيرا،

خُلْوٌ تلميذكم من تيكم الأوصافِ،

وإن كان يَطلبها بالإلحافِ،

فلا تظنن عَرَض الملبس يغير الجوهر،

ولا تنخدع - عافاك الله - بالمظهر،

فالفهم الصحيح من راسخ الرواسي،

وفي سفح شوامخها ينتظر الفاسي،

يقنع بما انحدر منها إليه،

وبما سال من أفضالها عليه،

فتَقَبَّلْها تحيةً من الْمُحَيِّيكَهَا،

وخذ الحقيقة من المُعطيكها:

تلميذك قصيرٌ يُطاولكم،

ضعيفٌ يُقاويكم،

صغير يكابركم،

بليد يذاكيكم.

قال يوما:

بالتشبه بأولي الألباب،

أكون منهم أو على الأعتابِ،

فظهر لحني في الخطابِ،

وبدا عجزي للأحباب،

فلا تفسدوا أخاكم بالإطراءِ،

فذلكم يرديه من العلياء،

ذاك مدحٌ إذا اعتدى هلك،

وبنا في النيران سلك،

وقانا ووقاكم الله من كل مكروه، وأسبغ علينا نعمه، بفضله وكرمه آمين.

ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[24 - 05 - 05, 03:18 ص]ـ

- إصلاح السرائر في مجانبة الهوى -

الواجب على المرء: أن يكون لرأيه مُسعفا؛ ولهواه مسوفا،

فإذا اشتبه عليه أمران اجتنب أقربهما من هواه، لأن في مجانبته الهوى إصلاح السرائر،

وبالعقل تصلح الضمائر.

- من ركب هواه هلك -

من ركب هواه ورفض أن يعمل بما جربه هو أو أعلمه به غيره؛

كان كالمريض العالم بردئ الطعام والشراب وجيده وخفيفه وثقيله؛

ثم يحمله الشره على أكل رديئه وترك ما هو أقرب إلى النجاة والتخلص من علته.

- اتهام الهوى -

ينبغي للعاقل أن يكون لهواه متهماً، ولايقبل من كل أحد حديثاً،

ولا يتمادى في الخطأ إذا التبس عليه أمره، ولا يلج في شيء منه،

ولا يقدم عليه حتى يتبين له الصواب فيه؛ وتستوضح له الحقيقة.

- إحصاء زلات الخلق يكدر العيش -

من لم يعاشر الناس على لزوم الإغضاء عما يأتون من المكروه، وترك التوقع لما يأتون من المحبوب،

كان إلى تكدير عيشه أقرب منه إلى صفائه، وإلى أن يدفعه الوقت إلى العداوة والبغضاء؛

أقرب منه إلى أن ينال منهم الوداد وترك الشحناء، ومن لم يدار صديق السوء كما يداري صديق الصدق ليس بحازم.

ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[25 - 05 - 05, 12:23 ص]ـ

- لا تصلح المعاداة لمن وجد للمحبة سبيلا -

العاقل يبصر موضع خطواته قبل أن يضعها، ثم يقارب عدوه بعض المقاربة، لينال حاجته، ولا يقاربه كل المقاربة فُيجترئَ عليه، والعاقل لا يعادي ما وجد إلى المحبة سبيلاً، ولا يعادي من ليس له منه بدّ، ولا العدوّ الحنق الذي لا يطاق، فإنه ليس له حيلة إلا الهرب منه، وحيلة السبيل إلى القدرة على العدو وجود الغرة فيه، وأن يرى العدو أنه لا يتخذه عدواً، ثم يصادق أصدقاءه، فيدخل بينه وبينهم.

- صيانة النفس ببذل أسباب النجاة -

إذا لقي الرجل عدوه في المواطن التي يعلم أنه فيها هالك سواء قاتل أم لم يقاتل؛ كان حقيقاً أن يقاتل عن نفسه كرماً وحفاظاً، ولا يمكِّنه من نفسه حتى يستفرغ ما عنده من الحيلة في قتاله، لأنه قد بنى أمره على التلف فلعل خلاصه في ذلك القتال، والهلاكُ واقع به كيف كان.

- تكلف غير المستطاع -

من ذا الذي غالب القدر؟ ومن ذا الذي بلغ من الدنيا جسيماً من الأمور فلم يبطر؟ ومن ذا الذي بلغ مناه فلم يغتر؟ ومن ذا الذي تبع هواه فلم يخسر؟ ومن ذا الذي حادث النساء فلم يُصَب؟ ومن ذا الذي طلب من اللئام فلم يحرم؟ ومن ذا الذي خالط الأشرار فسلم؟ ومن ذا الذي صحب السلطان فدام له منه الأمن والإحسان؟.

- لابد للعاقل من لباسين -

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير