الواجب على العاقل لزوم التوكل على من تكفل بالأرزاق، إذ التوكل هو نظام الإيمان، وقرين التوحيد، وهو السبب المؤدي إلى نفور الفقر ووجود الراحة، وما توكل أحد على الله جل وعلا من صحة قلبه؛ حتى كان الله جل وعلا بما تضمن من الكفالة أوثق عنده بما حوته يده إلا لم يكله الله إلى عباده، وآتاه رزقه من حيث لم يحتسب.
علو الهمة
من لم يركب الأهوال لم ينل الرغائب، ومن ترك الأمر الذي لعله يبلغ فيه حاجته هيبة ومخافة لما لعله أن يتوقاه فليس ببالغ جسيماً، وقد قيل: إن خصالاً ثلاثاً لن يستطيعها أحد إلا بمعونة من علو همة وعظيم خطر، منها: صحبة السلطان وتجارة البحر ومناجزة العدو.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[02 - 06 - 05, 01:26 م]ـ
- توطين النفس على لزوم العفو
الواجب على العاقل توطين النفس على لزوم العفو عن الناس كافة، وترك الخروج لمجازاة الإساءة، إذ لا سبب لتسكين الإساءة أحسن من الإحسان، ولا سبب لنماء الإساءة وتهييجها أشد من الاستعمال بمثلها.
- عاقبة العفو الى خير -
الواجب على العاقل لزوم الصفح عند ورود الإساءة عليه من العالم بأسرهم، رجاء عفو الله جل و علا عن جناياته التي ارتكبها في سالف أيامه، لأن صاحب الصفح إنما يتكلف الصفح بإيثاره الجزاء، وصاحب العقاب وإن انتقم كان إلى الندم أقرب، فأما من له أخ يوده فإنه يحتمل عنه الدهر كله زلاته.
- من خصال الكرام -
الكريم يلين إذا استُعطف، واللئيم يقسو إذا أُلطف، والكريم يُجل الكرام، ولا يُهين اللئام، ولا يؤذي العاقل، ولا يمازح الأحمق، ولا يعاشر الفاجر، مؤثراً إخوانه على نفسه باذلاً لهم ما ملك، إذا طلع على رغبة من أخ لم يدع مكافأتها، وإذا عرف منه مودة لم ينظر في قلق العداوة، وإذا أعطاه من نفسه الإخاء لم يقطعه بشيء من الأشياء.
والكريم من أعطاه شكره، ومن منعه عذره، ومن قطعه وصله، ومن وصله فضله، ومن سأله أعطاه، ومن لم يسأله ابتدأه، وإذا استُضعف أحد رحمه، وإذا استضعفه أحد رأى الموت أكرم له منه، واللئيم بضد ما وصفنا من الخصال كلها.
- مراقبة عيوب الناس وترك عيوب النفس -
عجبت من الرجل يفرُّ من القدر وهو مواقعه، ومن الرجل يرى القذاة في عين أخيه ويدع الجذع في عينه، ومن الرجل يخرج الضّغن من موضع ويدع الضغن في نفسه، وما ندمت على أمر قط؛ فلُمت نفسي على تندمي عليه، وما وضعت سري عند أحد فلمته على أن يفشيه، كيف ألومه وقد ضقت به.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[04 - 06 - 05, 02:18 ص]ـ
من أدب الاستشارة -
الواجب على العاقل إذا استشير قوم هو فيهم أن يكون آخر من يشير، لأنه أمكن من الفكر؛ وأبعد من الزلل؛ وأقرب من الحزم، وأسلم من السقط، ومَن استشار فلينفذ الحزم بأن لا يستشير عاجزاً، كما أن الحازم لا يستعين كسِلاً، وفي الاستشارة عين الهداية، ومن استشار لم يعدم رشداً، ومن ترك المشاورة لم يعدم عيّاً؛ولا يندم من شاور مرشداً.
- صفات يكمل بها المرء -
من كان وفاؤه سجية؛ وطباعه كريمة؛ ورأى المكافأة بالإحسان تقصيرا حتى يتفضل؛ ولم يقصر عن معروف يُمكنه وإن لم يُشكَر؛ ويبذل جهده لمن امتحن وده فذلك الكامل
- من صفات السؤدد -
أربع يُسوّدْن العبد: الأدب؛ والصدق؛ وأداء الأمانة؛ والمروءة
- الحلم ممدوح -
ما ضُم شئ إلى شئ هو أحسن من حلم إلى علم، وما عدم شئ في شئ هو أوحش من عدم الحلم في العالم، ولو كان للحلم أبوان لكان أحدهما العقل والآخر الصمت، وربما يُدفع العاقل الوقت بعد الوقت إلى من لا يرضيه عنه الحلم ولا يقنعه عنه الصفح، فحينئذ يحتاج إلى سفيه ينتصر له، لأن ترك الحلم في بعض الأوقات من الحلم.
- لزوم الرفق وترك العجلة -
الواجب على العاقل لزوم الرفق في الأمور كلها؛ وترك العجلة والخِفة فيها، إذِ الله -تعالى- يحب الرفق في الأمور كلها، ومن مُنِع الرفق منع الخير، كما أن من أعطي الرفق أعطي الخير، ولا يكاد المرء يتمكن من بغيته في سلوك قصده في شئ من الأشياء على حسب الذي يُحبُّ إلا بمقارنة الرفق ومفارقة العجلة.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[05 - 06 - 05, 12:39 ص]ـ
- السعادة في العفاف والقناعة -
¥