تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[سبل الوقاية من الافتراق]

ـ[سليمان أبو محمد]ــــــــ[07 - 05 - 05, 11:01 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه، وبعد:

فلقد أكمل الله لنا الدين ورضي لنا الإسلام دينا وتركنا محمد صلى الله عليه وسلم على البيضاء ليلها كنهارها من زاغ عنها فهو الهالك.

إن الافتراق حقيقة لا تنكر وسنة كونية، فإنه ليس من شأن أعظم من أن يوفق الإنسان اجتنابه لذلك ببيان الله له، قال الشاطبي: (وقال الله تعالى: ((ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات ... )) () فهذا دليل على مجيء البيان الشافي، وإن التفرق إنما حصل من جهة المتفرقين لا من جهة الدليل)) ().

وقد سبقني بعض الزملاء إلى الكتابة في مفهوم الافتراق وشرح حديثه ونشأته وأسبابه وآثاره على الأمة؛ وأنا هنا أبحث بحث ضعيف الآلة كليل النظر في سبل الوقاية من الافتراق، ولعلى قبل أن أبدأ بذكر السُبل الواقية من الافتراق أنبه إلى أن الحذر والاحتراز والتوقي من جميع أسباب الافتراق هو من أهم السُبل في ذلك، ولولا أني مسبوق لناسب أن أذكر الأسباب مع سبل الوقاية لأن كل منهما مكمل للآخر.

وأنا هنا أذكر جملةً من السُبل التي تقي من الافتراق بإذن الله فأقول:

أولاً: الاعتصام بحبل الله ولزوم السنة وجماعة المسلمين واستصحاب ما ورد من ذم الافتراق والتحذير منه.

ثانياً: الالتزام بمنهج التلقي الصحيح المبني على الكتاب والسنة وفهم السلف الصالح.

ثالثاً: الالتزام بمنهج الاستدلال الصحيح المبني على القواعد السليمة المراعية لنصوص الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح.

رابعاً: الحذر من سلوك طرائق المبتدعين فإن السعيد من وعظ بغيره لا من وعظ بنفسه، ويندرج تحت هذا عدة أمور:

1 - الحذر من الجدل والخصومة والمراء في الدين ومنه كثرة السؤال والاختلاف على الأنبياء.

2 - الحذر من اتباع الهوى والظن، ويدخل في ذلك:-

أ - الحذر من الظلم والجهل والاعراض عن دين الله تبعاً للهوى.

ب - الحذر من ترك الأمر والنهي فيؤدي تركهما إلى الافتراق.

ت - البعد عن استهواء العقليات والفلسفات.

ث - البعد عن الغلو والتنطع في الدين (فدين الله بين الغالي والجافي).

ج - الحذر من التشبه بالكفار واتباع السنن السالفة ومخالطة أهل الأهواء والافتراق ومجالستهم والاستماع لهم.

ح - الحذر من الخوض والتصدر عند وقوع الفتن.

أولاً: الاعتصام بحبل الله وذم الافتراق والتحذير منه:

الاعتصام بحبل الله ولزوم الجماعة ونبذ الفُرقة والاختلاف أصل عظيم من أصول الإسلام قال شيخ الإسلام:" وهذا الأصل العظيم وهو الاعتصام بحبل الله جميعا وأن لا يتفرق هو من أعظم أصول الإسلام ومما عظمت وصية الله تعالى به قي كتابه ومما عظم ذمه لمن تركه من أهل الكتاب وغيرهم ومما عظمت به وصية النبي في مواطن عامة وخاصة مثل قوله عليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة وقوله فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد وقوله من رأى من أميره شيئاً يكرهه فليصبر عليه فإنه من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه وقوله ألا أنبئكم بأفضل من درجة الصلاة والصيام والصدقة والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر قالوا بلى يا رسول الله قال صلاح ذات البين فإن فساد ذات البين هي الحالقة لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين وقوله من جاءكم وأمركم على رجل واحد منكم يريد أن يفرق جماعتكم فاضربوا عنقه بالسيف كائنا من كان وقوله يصلون لكم فإن أصابوا فلكم ولهم وإن أخطأوا فلكم وعليهم وقوله ستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة منها واحدة ناجية واثنتان وسبعون في النار وقيل ومن الفرقة الناجية قال هي الجماعة يد الله على الجماعة و باب الفساد الذي وقع في هذه الأمة بل وفى غيرها هو التفرق والاختلاف فإنه وقع بين أمرائها وعلمائها من ملوكها ومشايخها وغيرهم من ذلك ما الله به عليم وإن كان بعض ذلك مغفورا لصاحبه لاجتهاده الذي يغفر فيه خطؤه أو لحسناته الماحية أو توبته أو لغير ذلك لكن يعلم أن رعايته من اعظم أصول الإسلام ولهذا كان امتياز أهل النجاة عن أهل العذاب من هذه الأمة بالسنة والجماعة" ().

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير