ذكر داء الكَلَب
ـ[سليمان أبو محمد]ــــــــ[07 - 05 - 05, 11:06 ص]ـ
ذكر داء الكلب الوارد في الحديث ومعناه:
عن معاوية رضي الله عنه قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ألا إن من كان قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين وسبعين ملة وإن هذه الأمة ستفرق على ثلاث وسبعين ثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة وهي الجماعة رواه أحمد وأبو داود وزاد في رواية وإنه ليخرج في أمتي أقوام تتجارى بهم الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه لا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله. ()
قال ابن منظور:"كلب الكلب كلبا فهو كلب أكل لحم الإنسان فأخذه لذلك سعار وداء شبه الجنون وقيل الكلب جنون الكلاب وفي الصحاح الكلب شبيه بالجنون ولم يخص الكلاب" () "ومنه الحديث تتجارى بهم الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه أي يتواقعون في الأهواء الفاسدة ويتداعون فيها تشبيها بجري الفرس والكلب بالتحريك داء معروف يعرض للكلب فمن عضه قتله" ().
قال الخطابي:"وأنه سيخرج في أمتي أقوام تجارى بهم الأهواء كما تجارى الكلب بصاحبه لا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله فإن الكلب داء يصيب الإنسان من عضة الكلب الكلب وهو الذي قد ضري بلحوم الناس فإذا أكثر منها أصابه شبه جنون فيقال إنه إذا عقر إنسانا أصابه الكلب فيعوي عواء الكلب ويمزق على نفسه ثم يأخذ العطاش حتى يموت وهو ينظر إلى الماء ولا يشربه" ().
قال الزمخشري:"ستخرج في أمتي أقوام تجارى بهم الأهواء كما تجاري الكلب بصاحبه لا يبقى فيه عرق ولا مفصل إلا دخله الكلب داء يصيب الإنسان إذا عقره الكلب والكلب وهو الذي يضرى بأكل لحوم الناس فيأخذه شبه جنون فلا يعقر أحدا إلا كلب فهو يعوي عواء الكلب ويمزق على نفسه ويعقر من أصاب ثم يصير آخر أمره إلى أن يموت وأجمعت العرب على أن دواءه قطرة من دم ملك يخلط بماء فيسقاه قال الفرزدق ولو شرب الكلبى المراض دماءنا شفاها من الداء الذي هو أدنف" ()
قال ابن الجوزي:"في الحديث تتجارى بهم الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه الكلب داء يصيب الإنسان من عضة الكلب" ()
قال ابن الأثير:"ومنه الحديث تتجارى بهم الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه أي يتواقعون في الأهواء الفاسدة ويتداعون فيها تشبيها بجرى الفرس والكلب بالتحريك داء معروف بعرض للكلب فمن عضه قتله" ().
ففي هذا الحديث بيان لأمر الأهواء، وأن أمرها كمثل هذا الداء الذي يصيب من تعرض لعضة الكلب المسعور فهو يفعل فعله، أشرب به جسده حتى يدعه يتصرف بما لا يليق بالإنسان من العواء وفعل ما لا يعقل.
إن أصحاب الأهواء تتجارى بهم أهواؤهم من حيث لا يشعرون، أشربت بالهوى قلوبهم فلا تجعل لهم مجالاً يبصرون به الحق أو يتبعونه فبنهم وبين الحق حجاب، يتسابقون إلى الاختلاف والابتداع من حيث لا يشعرون أنهم يذنبون.
وفيه أنهم لا يزالون في سباق في خلق الشبه والاعتراضات وغير ذلك من الأهواء، فإن هذه الأهواء تحملهم على المسارعة والمسابقة إلى كل شر فلا تدع لهم مجالاً للتفكير فهم في سباق.
وأيضاً في تشبيه صاحب الكلب في اتقائه للماء كاتقاء أهل الأهواء من الكتاب والسنة.
أيضاً قليل من يرجع من أصحاب الأهواء كذلك داء الكلب لا يدع صاحبه حتى يموت أو يشفيه الله منه.