واهل هذا القول ـ الموافقون للسلف والائمة ـ لا يقولون: ان الرب كان مسلوبا صفات الكمال في الازل، وانه كان عاجزًا عن الكلام حتى حدث له قدرة عليه، كالطفل. والذين يقولون: ان القران مخلوق يجعلون الكلام لغيره، فيسلبونه صفات الكمال، ويقولون: انه لا يقدر على الكلام في الازل، لا على كلام مخلوق ولا غيره. وهم ان لم يصرحوا بالعجز عن الكلام في الازل فهو لازم لقولهم. والكرامية فروا من الاول، وجعلوه متكلما بكلام يقوم به، لكن لم يجعلوه متكلما في الازل، بل ولا قادرًا على الكلام في الحقيقة في الازل.
والكلابية ـ ومن وافقهم من السالمية ونحوهم ـ وصفوه بالكلام في الازل، وقالوا: انه موصوف به ازلا وابدًا، لكن لم يجعلوه قادرًا على الكلام، ولا متكلما بمشيئته واختياره، ولا يقدر ان يحدث شيئًا / يكون به مكلما لغيره، لكن يخلق لغيره ادراكًا بما لم يزل، كما يزيل العمى عن الاعمى الذي لا يرى الشمس التي كانت ظاهرة متجلية، لا ان الشمس في نفسها تجلت وظهرت، وهذا يقوله كثير من هؤلاء في رؤيته: انها ليست الا مجرد خلق الادراك، ليس هناك حجب منفصلة عن الراى، فلا يكشف حجابا، ولا يرفع حجابًا.
والقران مع الحديث ومع العقل يرد على هؤلاء؛ كقوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ اَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ اِلَّا وَحْيًا اَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ اَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِاِذْنِهِ مَا يَشَاء اِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ} [الشورى: 51] ولو كان الحجاب هو عدم الرؤية لكان الوحي وارسال الرسل من وراء حجاب، وقال تعالى: {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا} [الاعراف: 143]، وفي الصحيح: (اذا دخل اهل الجنة الجنةَ نادى مناد: يا اهل الجنة، ان لكم عند الله موعدًا يريد ان يُنجِزكموه، فيقولون: ما هو؟ الم يُبَيِّضْ وجوهنا، ويثقل موازيننا، ويدخلنا الجنة، وينجينا من النار؟). قال: (فيكشف الحجاب فينظرون اليه، فما اعطاهم شيئًا احب اليهم من النظر) والاثار في ذلك كثيرة.
وايضا، فقول الكلابية: ان الحقائق المتنوعة شيء واحد، وقول الاخرين: ان الاصوات المتضادة تجتمع في ان واحد، مما يقول اكثر العلماء العقلاء انه معلوم الفساد بالضرورة، وقد بسط الكلام على هذه الاقوال في غير هذا الموضع.
/ والمقصود هنا الجواب عن قول هذا القائل: فقوم الى انه قديم الصوت والحرف، وهم الحشوية، ان اراد بذلك قول من يقول: ان نفس الاصوات مجتمعة في الازل، فهذا قول من تقدم من السالمية، وغيرهم من اهل الكلام والحديث.
راجع الربط الاخير
ـ[عمر ابن أبي عمر]ــــــــ[10 - 05 - 05, 12:28 ص]ـ
الشيخ ابو الفداء المصري
بالنسبة عن قوله في المنظومة
وأُقِرُّ بِالقُرآنِ ما جاءَتْ بِهً ... آياتُهُ فَهُوَ القَديمُ المُنْزَلُ
فقد ورد في بعض النسخ
فهو الكريم المنزل
ثانيا هناك من لم يثبت هذه لابن تيمية اعني اللامية
ثالثا قد يكون نظمها في اول أمره قبل أن يظهر له الصواب في المسألة فقد كان في اول امره كغيره من المقلدين رحمه الله تعالى
هذا ما اردت بيانه،،
ـ[أبو الفداء المصري]ــــــــ[10 - 05 - 05, 01:03 ص]ـ
لا أعتقد ذلك لأني قرأت لبعض المشايخ أنهم يقولون أن هذه الكلمة لا تجوز ولا بد من استبدالها بالكريم
لكن لو كان في سندها ونسبتها لشيخ الإسلام شك لما كانت انتشرت عند الناس بهذه الكثرة
ـ[أبو محمد]ــــــــ[10 - 05 - 05, 01:17 ص]ـ
هذه القصيدة في نفسي من نسبتها لشيخ الإسلام شيء .. فمن الذي ذكرها ممن ترجم له رحمه الله؟ بحثت في هذا كثيرا فلم أقف من ذلك على شيء .. لا سيما مع وجود هذه الكلمة المستغربة التي أشار إليها الأخ أبو الفداء .. ومثل هذه القصيدة التي يشرح فيها الشيخ عقيدته كيف تفوت جميع من ترجم له من المعاصرين والمتأخرين؟
وفي شرح المرداوي عليها أشار في المقدمة إلى أنه وقف على أبيات منسوبة لشيخ الإسلام .. فلم يجزم بنسبتها إليه وفي هذا ما يزيد الشك بنسبتها إليه.
أسأل الأخ عمر أن يتحفنا - بارك الله فيه - بمصدره في مسألة اختلاف النسخ في هذه الكلمة فهذه فائدة عزيزة.
ـ[عمر ابن أبي عمر]ــــــــ[10 - 05 - 05, 01:20 ص]ـ
أما وجود نسخة بلفظ الكريم فمذكور ضمن النسخة المطبوعة من اللالي البهية شرح لامية ابن تيمية طبعة دار المسلم 1417 الطبعة الاولى تأليف أحمد بن عبدالله المرداوي الحنبلي
تعليق د. صالح بن فوزان الفوزان
قال المعلق:ص 46 حاشية 1 قال (في بعض النسخ الكريم)
هذا يعني الشيخ أثبت وجود ذلك في نسخة وليس كما ذكرت بارك الله فيك من أنه كان ينبغي ان يقول ذلك.
ثانيا: شيخ الاسلام استدل في موضع ببيت من هذه المنظومة وهو:
قبحا لمن نبذ القرآن وراءه واذا استدل يقول قال الاخطل
وقال قبله وانشد بعضهم
ولو كان له لبين ذلك
والشيخ ابن عثيمين لا يرى صحة نسبتها لابن تيمية كما في شرحه على السفارينية
وغيره كثير على هذا القول رحم الله الجميع
ومن كان عنده دليل فليدلي به مما يعتمده أهل الاختصاص في هذا الباب
واخيرا لا مانع عقلا أن يكون قال بذلك ثم رجع عنه وهذا آخرها والحمد لله رب العالمين
¥