وقلتم: اما من قال ان الصغائر تتحول الى كبائر وهم "البكرية" فليست المشكلة في وصفهم المصر بانه كمرتكب الكبيرة وانما انهم يزعموا ان مرتكب الكبيرة منافق وهو كعابد الشيطان ..... الى آخر ماذكرت فلم يظهر لي وجه استدلالهم .. على بحثنا ...
وجزاك الله كل خير وأحتاج منك ومن الإخوة التعقيب والإفادة
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[24 - 05 - 05, 08:27 م]ـ
اخي ابو لمى:
إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيماً
الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى
هذه الصغائر مجردة
وهذا الاصرار:
فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُواْ الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الأدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِن يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِّثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِم مِّيثَاقُ الْكِتَابِ أَن لاَّ يِقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقَّ وَدَرَسُواْ مَا فِيهِ وَالدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: فخلف من بعد هؤلاء القوم الذين وصف صفتهم {خلف} يعني: خلف سوء يقول: حدث بعدهم وخلافهم وتبدل منهم بدل سوء
يقال منه: (هو خلف صدق) و (خلف سوء) وأكثر ما جاء في المدح بفتح (اللام) وفي الذم بتسكينها وقد تحرك في الذم وتسكن في المدح ومن ذلك في تسكينها في المدح قول حسان:
(لنا القدم الأولى إليك وخلفنا ... لأولنا في طاعة الله تابع)
وأحسب أنه إذا وجه إلى الفساد مأخوذ من قولهم: (خلف اللبن) إذا حمض من طول تركه في السقاء حتى يفسد فكأن الرجل الفاسد مشبه به وقد يجوز أن يكون من قولهم: (خلف فم الصائم) إذا تغيرت ريحه وأما في تسكين (اللام) في الذم فقول لبيد:
(ذهب الذين يعاش في أكنافهم ... وبقيت في خلف كجلد الأجرب)
وقيل: إن الخلف الذي ذكر الله في هذه الآية أنهم خلفوا من قبلهم هم النصارى
ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو قال حدثنا أبو عاصم قال حدثنا عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قول الله: {فخلف من بعدهم خلف} قال النصارى
قال أبو جعفر: والصواب من القول في ذلك عندي أن يقال: إن الله تعالى ذكره إنما وصف أنه خلف القوم الذين قص قصصهم في الآيات التي مضت خلف سوء رديء ولك يذكر لنا أنهم نصارى في كتابه وقصتهم بقصص اليهود أسبه منها بقصص النصارى
وبعد فإن ما قبل ذلك خبر عن بني إسرائيل وما بعده كذلك فما بينهما بأن يكون خبرا عنهم أشبه إذ لم يكن في الآية دليل على صرف الخبر عنهم إلى غيرهم ولا جاء بذلك دليل يوجب صحة القول به
فتأويل الكلام إذا: فتبدل من بعدهم بدل سوء ورثوا كتاب الله فعلموه وضيعوا العمل به فخالفوا حكمه يرشون في حكم الله فيأخذون الرشوة فيه من عرض هذا العاجل {الأدنى} يعني ب {الأدنى} الأقرب من الآجل الأبعد ويقولون إذا فعلوا ذلك: إن الله سيغفر لنا ذنوبنا تمنيا على الله الأباطيل كما قال جل ثناؤه: {فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون} [البقرة: 79] {وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه} يقول: وإن شرع لهم ذنب حرام مثله من الرشوة بعد ذلك أخذوه واستحلوه ولم يرتدعوا عنه يخبر جل ثناؤه عنهم أنهم أهل إصرار على ذنوبهم وليسوا بأهل إنابة ولا توبة
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل وإن اختلفت عنه عباراتهم
ذكر من قال ذلك:
حدثنا أحمد بن المقدام قال حدثنا فضيل بن عياض عن منصور عن سعيد بن جبير في قوله: {يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه} قال: يعملون الذنب ثم يستغفرون الله فإن عرض ذلك الذنب أخذوهحدثنا ابن بشار قال حدثنا عبد الرحمن قال حدثنا سفيان عن منصور عن سعيد بن جبير: {وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه} قال: من الذنوب
¥